ثقافة » تربية وتعليم

مؤتمر التعليم السادس

في 2015/10/31

كافية الكعبي- الخليج الاماراتية-

استضافت العاصمة أبوظبي، الأسبوع الماضي، مؤتمر التعليم السادس «التعليم والتنمية.. نحو منظومة تعليمية عصرية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وعلى مدار يومين احتشد عدد من الخبراء والمفكرين والباحثين والمهتمين بمجال التربية والتعليم وصناعة المعرفة.

اجتمع العامة والخاصّة، وغابت إحدى أهم ركائز المنظومة التعليمية في العاصمة الحبيبة، فحضر بعض من يمثل مجلس أبوظبي للتعليم؛ وغابت الدراسات والإحصاات الحقيقية التي يتم القيام بها في أروقته؛ ومن خلال المختصين فيه، وهو ما كان ينتظره الميدان التعليمي، يليه في قلة الحضور، المعلّم الذي غاب عن الحضور.

ترأست الحضور، وزارة التربية والتعليم متمثلة بحضور الوزير وكلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح، إذ تحدث عن دور التعليم في التنمية والدخل القومي، ومن ثمّ أمن المجتمع واستقراره ورفاهيته، من خلال استعراض رؤية الدولة التي تهدف من خلال تطبيقها أن تكون أفضل دول العالم بحلول عام 2021، وتحدّث عن الأهداف الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم، التي من أهمها تطوير المناهج، والاهتمام بالطالب من خلال تبنّي مبادرات لاكتشاف مواهبه وإبداعاته وابتكاراته، واستقطاب أفضل الكفاءات، وتطوير قدرات المعلمين وخبراتهم، كما أشار إلى برنامج محمد بن راشد للتعليم الذكي، الذي يقوم على الجمع بين الأساليب القديمة والأساليب القائمة على التقنيات المتطوِّرة.

هذا العام يتميّز المؤتمر بتبنّيه رؤية شاملة للعملية التعليمية في علاقتها بالتنمية، بحيث لا يتوقف عند التعليم المدرسي والجامعي فقط، وإنما يتناول التعليم المهني والبحث العلمي والقيم الثقافية التي تقوم مناهج التعليم بزرعها في عقول الأجيال، كما أنه يجمع بين صنَّاع القرار والأكاديميين والعاملين في الحقل التعليمي وأصحاب الأعمال؛ ما سيتيح فرصة لتبادل الرؤى والأفكار التي تصبّ في هدف أساسي؛ هو أن يكون التعليم في خدمة التنمية، ومواكباً لطموحات قيادتنا الرشيدة ومشروعاتها التنموية الرائدة، التي تتمحور حول التعليم القائم على الابتكار والإبداع.

واستُعرضت الأبعاد التنموية في استراتيجية تطوير التعليم وأهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وكيف أنها تقوم على تشجيع المعرفة، وترسيخها، والفهم للمهارات الأكاديمية وغير المعرفية بين جيل الشباب، وأن الهدف الأساسي هو تعليم من الدرجة الأولى، عن طريق الاستفادة من أفضل الممارسات في النظم التعليمية الحديثة، سعياً إلى الحصول على أعلى مستويات الجودة لجميع عناصر العملية التعليمية: المعلم، والمتعلم، والمادة التعليمية، كما ألقي الضوء على بعض المبادرات الوطنية والدولية التي تكفل تحقيق التكامل بين العناصر التعليمية الثلاثة.

وتم التحدّث عن واقع البحث العلمي ومعوِّقاته في الدولة والاستراتيجية الوطنية للابتكار للحكومة بهدف التحوّل إلى واحدة من الدول الأكثر ابتكاراً في العالم خلال 7 سنوات، وتعزيز التنافسية العالمية لمؤسسات البحث العلمي المحلية، وتم التأكيد على أهمية التعليم كأحد المحركات الأساسية لرؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، ذلك أن تطوير اقتصاد قوي وحيوي يسير جنباً إلى جنب تطوير قطاع التعليم، الذي يرفد سوق العمل بخريجين ذوي مهارات عالية.

وتناول المؤتمر أهمية القطاع الخاص في دعم البحوث والمبادرات التعليمية. وجاء اختتام المؤتمر بجلسة مطوّلة عن دور التعليم في حماية الأمن القومي وتعزيز الانتماء الوطني والدفاع عن الوطن، مواكباً للتحديات الراهنة إقليمياً ودولياً، وتصاعد الإرهاب الفكري والديني، إذ أكد المتحدّثون على أهمية دور التعليم في نشر قيم الوسطية والاعتدال والانفتاح وقبول الآخر، وفي تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة لمواجهة التطرُّف والإرهاب، فضلاً عن دوره الأساسي في تعميق الهوية الوطنية، وتعزيز قيم التماسك والتكافل والتعاون والمسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع.