ثقافة » تربية وتعليم

وزير التربية يتخبط ويحرج الحكومة

في 2015/12/03

السياسة الكويتة-

تدحرجت كرة الهتافات باسم «مسلم البراك» التي أطلقها عدد من الطلاب الكويتيين المبتعثين للدراسة في أميركا على هامش مؤتمر اتحاد الطلاب الذي عقد قبل أيام، وبعد يوم واحد من استبعاد وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى أن تكون هناك عقوبات بحقهم بدا أمس أن الأمر أكبر من أن يترك ليمر مرور الكرام ومن دون مساءلة، إذ أكد وزير الأشغال العامة وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.علي العمير أن الدولة لا تدعم من يسيء إلى سمو أمير البلاد.

وقال العمير في تعقيبه أمس على مداخلات بعض النواب بشأن الواقعة: «لن نسمح بالإساءة إلى سمو الأمير ولا إلى الدولة، وما ظهر من أمور بها تشجيع لمن يسيء إلى الأمير ستكون محل متابعة».

من جهة أخرى عبر مصدر حكومي مطلع عن استيائه مما وصفه بـ»تعجل الوزير بدر العيسى في توصيف واقعة أميركا بل وفي استبعاد تطبيق أي عقوبات على المسيئين منهم».

ورأى أن «تصريح العيسى أمس كان متناقضا وملتبسا فهو من جهة اعترف حرفيا بأن «الأهازيج التي أطلقها الطلبة استهدفت إحراج الحكومة التي أقيم المؤتمر تحت رعايتها» ثم عاد فأكد أن «الوزارة لن تتخذ أي إجراء ضد أي واحد منهم على اعتبار أن الموضوع لا يستدعي أي عقوبات»ـ على حد قول العيسى!

وأكد المصدر أن تصريح العيسى لم يكن له أي داع وقد تسبب بإحراج الحكومة لكنه لن يمنع من اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الطلبة الذين ابتُعثوا للدراسة وليس للهتاف ضد من أساء إلى مسند الإمارة ولا لتصدير الخلافات السياسية إلى الخارج، لافتا إلى أن «ممارسات بعض طلاب الكويت المبتعثين إلى الخارج ـ لا سيما أميركا ـ «ستكون تحت مجهر الحكومة خلال الفترة المقبلة لمنع الانزلاق نحو الأسوأ»!

وكان النائب نبيل الفضل أول من فتح ملف الواقعة خلال جلسة مجلس الأمة أمس قائلا: إن «احتقار الطلبة لبعضهم على أساس طائفي موضوع موثق ولا نجد له حلا، وفي نظامنا التعليمي من يدعو ويسعى إلى خلق فروقات طائفية وشق الوحدة الوطنية ولا أرى لوزارة التربية والتعليم العالي دورا في اصلاح الخلل الذي نبهنا إليه الوزير».

وتساءل:»لماذا السكوت عن معلمين يضربون الوحدة الوطنية ويشعلون الفروقات الطائفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي فالوزارة معنية بوقف التناحر بين الطلبة أما المناهج فمصيبة أخرى تحتاج إلى إعادة نظر ففي مناهج التربية الدينية واللغة العربية ما يدعو إلى التكفير ولابد من تطويرها».

وعرج الفضل إلى الحديث عن واقعة أميركا،فقال: «أمس على سبيل المثال عقدت ندوة للمبتعثين إلى أميركا وخرجت مجموعة منهم تغني الشيلات «يا مسلم يا ضمير الشعب كله»، هل هذا رد المعروف للحكومة يا قليل الأدب ؟! وهل هذا رد لجميل إكرام الطلبة وإرسالهم للدراسة في الخارج؟!».

وأضاف:»إذا لم نضرب على أيدي هؤلاء راح يتزايدون»، وخاطبهم بالقول: «تعال هني انثبر وارقص كما شئت مو تهتف ضد دولتك في أميركا»، موضحا أنهم «سفهاء وغير مكتملي الأهلية وضميرهم محبوس فلا تثريب عليهم إن عبروا عن أمراضهم النفسية».

لكن حديث الفضل لقي معارضة من النائبين حمدان العازمي وسعود الحريجي؛ إذ أكد الأول أن «الطلاب لم يسبوا الحكومة وهم يبقون أبناءنا والمطلوب نصحهم»، فيما أكد الحريجي أن «الديمقراطية تعني ألا نحجر على الناس وأن نتركهم ليعبروا عن آرائهم».

وخارج قاعة عبد الله السالم استنكر التحالف الوطني الديمقراطي ما وصفها بأنها «تهديدات من الوزير العمير للطلبة الذين عبّروا عن موقف سياسي»، معتبرا أن ما قام به الطلبة حق دستوري أصيل مكفول لهم.