ثقافة » تربية وتعليم

68 % من المعلمات لا يملكن الخبرة لتدريس ذوي الإعاقة

في 2015/12/11

الامارات اليوم-

كشفت دراسة أعدتها مدير الخدمات الطلابية في كليات التقنية في الشارقة، الباحثة في الجامعة البريطانية في دبي، آمنة العبيدلي، حول دمج ذوي الإعاقة في المجتمع أن 90% من المعلمات في المدارس الحكومية المكلفة بتدريس الطلبة من ذوي الاعاقة، لم يحصلن على تخصص التربية الخاصة، و68% منهن لا يملكن خبرة كافية في التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة أثناء التعليم، و88% منهن يعتبرن أن تدريس الطلاب من ذوي الإعاقة في الصفوف العامة عبء إضافي عليهن.

فيما أوصى خبراء مشاركون في ملتقى «أفضل الممارسات والابتكارات في حماية ذوي الإعاقة»، الذي نظمته الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، بالتعاون مع مركز راشد للمعاقين، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بتبني الجهات الحكومية والخاصة في الدولة النظرة الحقوقية في التعامل مع هذه الفئة.

وتفصيلاً، أوصى خبراء في ختام ملتقى «أفضل الممارسات والابتكارات في حماية ذوي الإعاقة» بأهمية تضمين الخطة التدريبية لشرطة دبي برامج تدريب لذوي الإعاقة، ضماناً لحفظ حقوقهم وحريتهم واستقلالهم، مع ضرورة تعميم النموذج المتميز لشرطة دبي في توظيف ذوي الإعاقة على مختلف الهيئات والجهات، سواء الحكومية أو الخاصة.

وأكدت مدير الخدمات الطلابية في كليات التقنية في الشارقة الباحثة في الجامعة البريطانية في دبي، آمنة العبيدلي، أن الإمارات كفلت حق التعليم للجميع، من خلال القانون الاتحادي رقم (29) لسنة 2006، الذي نص على الحقوق والرعاية والفرص المتساوية في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتدريب والتأهيل، فضلاً عن تصديق الدولة على الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق ذوي الإعاقة.

وأشارت إلى أنه رغم الحقوق التي كفلتها الدولة، إلا أن دراسة حديثة أجرتها ضمن رسالة الدكتوراه الخاصة بها كشفت أن 32% من المعلمات في المدارس الحكومية المكلفة بتدريس الطلبة من ذوي الاعاقة، لم يتلقين أي تدريب في ما يختص بدمج ذوي الإعاقة، و5% فقط يوافقن بشدة على دمج الطلاب من ذوي الإعاقة،

و78% من المعلمات يعتقدن أنه يجب تعليم الطلاب من ذوي الإعاقة في صفوف أو مدارس خاصة، و83% منهن يعتقدن أنه ليس من العدل أن يطلب منهن قبول طلاب من ذوي الإعاقة في الصف.

وأضافت أن الدراسة أظهرت أن 90% من المعلمات لم يحصلن على تخصص التربية الخاصة، و68% منهن لا يملكن خبرة كافية في التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة أثناء التعليم، و88% منهن يعتبرن تدريس الطلاب من ذوي الإعاقة في الصفوف العامة عبئاً إضافياً عليهن.

وأكدت العبيدلي أنه رغم النتائج الصادمة للدراسة، إلا أن الطلاب من ذوي الإعاقة المدمجين في الصفوف النظامية لا يمكن أن يتسببوا في أي إزعاج خلال الحصة، وأن ذوي الإعاقات الذهنية المدمجين في الصفوف النظامية يتعلمون بصورة أسرع، مشيرة إلى أن الدراسة أوصت بتعزيز التدريب المستمر للمعلم في ما يختص بالدمج وكيفية التعامل مع الطلاب من ذوي الإعاقة، ورفع الوعي بأهمية الدمج.

إلى ذلك، أفاد ممثل خدمة الأمين بشرطة دبي، عبدالله شكري، بأن خدمة الأمين تضع استراتيجية للتعاون أكثر مع شركات عالمية متخصصة لاستخدام التقنيات من أجل التواصل الأمثل مع ذوي الاعاقة، والتعاون لكتابة الكتيبات الارشادية وغيرها بلغة المكفوفين (برايل)، وأنها بصدد تدريب الموظفين على لغة الإشارة، والحضور بقوة في مؤتمر إكسبو لذوي الإعاقة، للاطلاع على أفضل ما توصل إليه العالم من حلول وخدمات ذكية.

وشهدت الجلسة الثانية للملتقى، برئاسة عميد كلية التربية أستاذ التربية الخاصة في الجامعة البريطانية بدبي، استشاري اليونيسكو للإعاقة، الدكتورة إيمان جاد، عرضاً لقصتين ناجحتين لذوي الإعاقة، الأولى لناصر النوراني الصحافي في مجلة خالد، التي تصدرها شرطة دبي، والثانية لراشد المرزوقي، تنفيذي رعاية مجتمعية في هيئة تنمية المجتمع.

واستعرض ناصر النوراني تجربته الشخصية في الدخول إلى عالم الصحافة، رغم كونه مكفوفاً، في مهنة تعتبر حاسة البصر عنصراً أساسياً في كتابة المواد الصحافية.

وأكد النوراني أن تجربته غير شائعة بين الذين يعانون الإعاقة ذاتها، لأن معظمهم يختارون العمل في مجالات بسيطة، كموظفي بدالة أو غيرها، لكنه اختار العمل في الصحافة لسببين، أولهما كونه درس لغة عربية في جامعة الإمارات، والثاني كون والده كان صحافياً ومن مؤسسي صحيفة «البيان».

وأشار إلى أن ما حفزه للعمل في المجال الصحافي هو البيئة التي وفرتها شرطة دبي له، مبيناً أن دخوله للعمل في شرطة دبي كان عن طريق نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، الذي ترك الخيار له للعمل في المجال الذي يراه مناسباً.

وقدم راشد المرزوقي، الذي يعاني إعاقة حركية، شرحاً حول مسيرة حياته الخاصة والتعليمية، وصولاً إلى أن أصبح موظفاً في هيئة تنمية المجتمع، مبيناً أنه تلقى دراسته في مركز دبي للرعاية الخاصة، وتلقى العديد من الخدمات التأهيلية للعمل في أماكن عدة.