ثقافة » تربية وتعليم

وزير التعليم .. ما بين (النظرية) وعسر التطبيق

في 2015/12/14

عكاظ السعودية-

يدخل وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في تحد مع واقع المنظومة التعليمية والتربوية على المستويين (العالي، والعام) التي انتقدها في أكثر من مرة، وفيما يراهن البعض من المهتمين بالشأن التعليمي على أفكاره المدونة في كتابيه (إصلاح التعليم، وهوية الجامعات السعودية) فإنهم يؤملون أن تتحول الأفكار والمقترحات والتوصيات المدونة داخلهما إلى برامج عمل وورش يمكن الاستفادة منها في الميدان التربوي والتعليمي، يرى فريق آخر أن المهمة شاقة وعسيرة كون منظومة التعليم بكل تراكماتها تقوم على متناقضات وأفكار متضادة.

وما بين الرأيين يتطلع آخرون إلى ما سيتم تحققه في الميدان التربوي والبيئة التعليمية من منجز وأثر ينعكس على المخرجات وأداء العناصر البشرية الموكل إليها مهام التعليم والتربية.

ووصف أستاذ الآثار في جامعة جازان الدكتور فيصل بن علي الطميحي، وزير التعليم العيسى بالتنويري، إذ سمعه يتحدث في كذا لقاء وظهر له أن الرجل متنور جدا وإن كان تنوره لن يعجب كثيرا من أولئك الذين بادروا بشن حملة عليه قبل أن يؤدي القسم كما قال، وأضاف: لدي شعور جميل حيال الدكتور العيسى بأنه سيكون رجل المرحلة القادمة وأحسب أنه سيتوافق مع توجه الدولة الإصلاحي، مشيرا إلى أن الوزير من خلال حديثه يتسم بالهدوء والوقار.

ويؤكد أستاذ الشريعة والقانون في جامعة شقراء الدكتور خميس الغامدي أن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بحاجة إلى منظومة عمل تؤمن بالرؤية وتنطلق بجدية مع توفر آليات لبناء المواطن الصالح والعنصر البشري المؤهل من خلال بيئة مستقرة وصحية تسهم في رفع مستوى إنتاجيته، مؤملا أن تتبنى الوزارة في كل جامعة وكلية وإدارة تعليمية ومدرسة معايير تحقيق الجودة بإشراف ومتابعة مؤسسات محايدة. ودعا إلى المسارعة في تحويل كثير من الرؤى والأفكار إلى برنامج عمل، خصوصا تلك التي وردت في كتب الوزير، ومنها إصلاح التعليم وهوية الجامعات.

وذكر الخبير التربوي محمد ربيع الغامدي أن ما نشره الدكتور أحمد العيسى في كتابيه هو نتاج ثقافته وتجربته وتطلعاته معا، إذ أعلن فيها اهتمامه بالمسألة التعليمية اهتماما مبكرا وقدم فيها رؤى يمكن الوثوق بها والركون إليها، فالأمر يتعلق بتعليم بات عاجزا عن مسايرة مكانة الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية، حتى أنه لم يعد يناسب إيقاعات العصر عدا أن يلطف من تشوهات الحياة اليومية التي لا تغيب عن ذي نظر، ويرى أن إرادة الوزير الذاتية لا تكفي هنا لردم الهوة بين ما يدعو إليه وما ينبغي فعله على الأرض، فالموقف هنا هو موقف مجتمعي واسع الطيف تحف به الآراء المتباينة من كل الجهات، مؤكدا أن الحاجة ملحة لإرادة أقوى تمنحه الصلاحيات الواسعة وتدافع عن قراراته.