ثقافة » تربية وتعليم

المدارس المعزّزة للصحة تفشل في مواجهة السمنة بين الطلاب

في 2016/01/09

الراية القطرية-

طالب عدد من أصحاب تراخيص المدارس المستقلة بضرورة أن تكون هناك حملات توعوية مجتمعية تستهدف توعية المجتمع الخارجي بالسلوكيات الصحيّة السليمة من تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والتخلي عن السلوكيات السيئة التي تتسبّب في إصابة الكثيرين بالسمنة، خاصة أولياء أمور الطلاب. مشيرين إلى أن جهل بعض أولياء الأمور بأهداف برنامج المدارس المعزّزة للصحة، وراء عدم تحقيق البرنامج للنتائج المرجوة منه.

وأوضحوا أن البرنامج لم يستطع القضاء على ارتفاع نسبة البدانة في المدارس إلى الآن بالشكل المطلوب، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من التوعية، مؤكدين على أن البرنامج نجح في تعديل بعض السلوكيات السيئة لدى بعض الطلاب، وجعلهم أكثر حرصاً على تناول الغذاء الصحيّ والحفاظ على البيئة المدرسية.

وقالت إحدى مديرات المدارس: إن فكرة البرنامج رائعة ولكن التنفيذ الخطأ هو السبب وراء عدم تحقيق البرنامج للنتيجة المنشودة، وأصبح كل ما يهم المدارس هو الحصول على النتائج المرتفعة وليس الأثر الإيجابي الذي يتحقق على أرض الواقع، فكل ما يهم لجنة التقييم هو الأثر الورقي وليس الفعلي.

من جانبهم أوضح عدد من أولياء الأمور أن البرنامج كان له أثر إيجابي على سلوك أبنائهم، وجعلهم أكثر حرصاً على تناول الغذاء الصحيّ، فيما أكد البعض الآخر أنه لم يلاحظ أي تغيير إيجابي على سلوك الأبناء، وطالبوا بتغيير الطرق المتبعة في توصيل المعلومة للطلاب.

كما أوضحت نورة المالكي - ولية أمر- أنها لم تلمس تغيراً في سلوكيات أبنائها سواء في إقبالهم على تناول الوجبات السريعة أو في احتسائهم للمشروبات الغازية، أو حتى في اتباع سلوكيات صحيّة سليمة، ورأت أن برنامج المدارس المعزّزة للصحة لم يؤت ثماره، مرجعة السبب إلى اتباع المدارس طرقاً تقليدية وغير مقنعة للطلاب.

وشدّدت على ضرورة اتباع طرق مبتكرة تستطيع توصيل المعلومة بشكل جيد للطلاب، وأن يكون هناك اهتمام أكبر بالجانب الصحي للطلاب، وعلاج لمشكلة البدانة التي مازالت كابوساً يعاني منه عدد كبير من طلاب المدارس.

وتابعت: كل ما تفعله المدارس لتعريف الطلاب بالغذاء الصحي هو عرض مجموعة من الصور عليهم عن الغذاء الصحي وغير الصحي.

وتؤكد نور مسعود - ولية أمر- أنها لم تلاحظ أي تغيير في سلوك أبنائها، بل انها تعاني كثيراً من كثرة تناولهم للحلوى وحبهم الشديد لها، مشيرة إلى أن برنامج المدارس المعزّزة للصحة لم يُحدث أي تغيير في السلوكيات السيئة التي يتبعونها في غذائهم.

بالمقابل أكد خالد القحطاني - صاحب ترخيص ومدير مدرسة ابن خلدون الإعدادية المستقلة للبنين - أهمية برنامج المدارس المعزّزة للصحة ودوره في إكساب المعارف وتنمية المهارات والارتقاء بالعادات الصحيّة لأفراد المجتمع المدرسي، وكذلك تنشيط وتحفيز الطلاب للمشاركة الفعّالة في أنشطة تعزيز الصحة بالمدرسة، وإيجاد بيئة مدرسية صحيّة وآمنة.

وقال: البرنامج من أفضل التجارب التي عشناها، فنحن مدرسة معزّزة للصحة منذ 5 سنوات، وكان للبرنامج دور واضح في تعزيز بعض الممارسات الإيجابية لدى الطلاب، وتغيير بعض السلوكيات السلبية لدى البعض الآخر، وأصبح الطلاب على دراية بأهمية تناول الغذاء الصحي، ولاحظنا أن الطلاب بدؤوا بالفعل يهتمون بتناول الغذاء الصحي والتقليل من المشروبات الغازية، وتناول الوجبات السريعة.

وعن دور البرنامج في معالجة مشكلة البدانة، خاصة مع الارتفاع الكبير في نسبة إصابة الطلاب بهذه المشكلة، قال القحطاني: بالفعل مازال هناك ارتفاع كبير في نسبة الإصابة بالسمنة بين طلاب المدارس، والسبب يرجع إلى السلوكيات الغذائية السيئة التي مازال بعض الطلاب يتبعونها، مبيناً أن مشكلة السمنة هي مشكلة تحتاج للكثير من الوقت لكي يتم القضاء عليها، وتغيير بعض السلوكيات الغذائية الخطأ عند هؤلاء الطلبة.

بدورها أكدت مريم العوضي - مديرة وصاحبة ترخيص مدرسة زينب الإعدادية المستقلة للبنات- أن فكرة المدارس المعزّزة للصحة فكرة ممتازة ولكن طريقة التنفيذ خاطئة، وللأسف الشديد صار الهم الأكبر للمدارس هو الحصول على الدرجات العليا وليس الأثر الإيجابي الذي يحققه البرنامج على أرض الواقع، علاوة على أنه لا يوجد معيار حقيقي للفوز، فكل المدارس المشاركة في البرنامج تفوز بأعلى النتائج حيث تكون النتائج 100% و99% وهذه النتائج غير منطقية، وكل ما يهم لجنة التقييم هو الأثر الورقي وليس الفعلي والمردود الإيجابي على أرض الواقع.

وانتقدت العوضي اشتراط أن تقوم المدارس بإقامة معرض صحي، متسائلة، ما الفائدة التي تعود على الطالب من إقامة هذا المعرض؟، فلا توجد فائدة،علاوة على التكاليف الباهظة التي تنفق على مثل هذه المعارض، فلا تستفيد منها إلا الشركات المنظمة.

وأكدت العوضي على أنه مازال هناك طلاب لم يتخلوا عن السلوكيات الصحيّة السيئة، ولم ينجح البرنامج في تعديل هذه السلوكيات، قائلة: لا أتوقع أن هذا البرنامج سيحقق النتائج المرجوة والمطلوبة؟، مؤكدة أن هذا البرنامج سيكون أكثر فاعلية إذا كان تركيزه على المراحل الأولى من التعليم، حيث ينشأ الطفل ومعه السلوكيات الصحيحة والتي يعتمدها أسلوب حياة، ولكن هذا البرنامج سيكون أثره ضعيفاً على طالب يبلغ من العمر 14 عاماً، مؤكدة على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق أولياء الأمور في تربية أبنائهم على اتباع السلوكيات الصحيّة، والاهتمام بتناول الغذاء الصحيّ وأهمية مشاركتهم مع المدرسة لتعزيز هذه السلوكيات، فالمسؤولية مشتركة.

وقد قال يوسف عبد الله - صاحب ترخيص ومدير مدرسة عبد الرحمن بن جاسم الإعدادية المستقلة- إن فكرة برنامج المدارس المعزّزة للصحة رائعة، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الحملات التوعوية الخارجية، لتوعية المجتمع الخارجي بأهمية اتباع السلوكيات الصحيّة السليمة من تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أن هذه الثقافة للأسف غائبة عند بعض أولياء أمور الطلاب.

وأوضح أن البرنامج ساهم كثيراً في تغيير بعض السلوكيات السيئة عند بعض الطلاب، ونشر ثقافة الاهتمام بالغذاء الصحي بين الطلاب، ولكنه إلى الآن لم يستطيع القضاء على اتباع بعض الطلاب سلوكيات سيئة داخل المقصف المدرسي، كما أن أثر البرنامج سيكون أفضل إذا كان تركيزه على طلاب المراحل الابتدائية، حتى يتم تنشئة الطلاب من البداية على الاهتمام بالعادات الصحيّة السليمة، فهذا أفضل بكثير وأسهل من تغيير سلوكيات طالب في المرحلة الإعدادية أو الثانوية.

وقد قال ظافر مبارك اليامي - مسؤول التوجيه والإرشاد بمدرسة مصعب بن عمير الثانوية المستقلة للبنين- إن فكرة المدارس المعزّزة للصحة فكرة رائعة، ولها أهمية كبيرة في تعزيز صحة الطلاب وباقي أفراد المجتمع المدرسي والمجتمع ككل، والعمل على إيجاد بيئة صحيّة وآمنة، كما تعمل على توثيق الروابط بين المدارس بعضها البعض، وتعزيز الأمن والسلامة في المدارس، مشيراً إلى أن البرنامج كان له نتائج إيجابية على المجتمع المدرسي منها تعزيز التغذية الصحيّة، واهتمام الطلاب بتناول الغذاء الصحي.

وعن تأثير البرنامج على نسبة البدانة بالمدرسة قال اليامي: نستطيع أن نقول إننا لم نلمس إلى الآن النتائج المرجوة، ولكن مازال عمر البرنامج قصيراً ونحتاج إلى المزيد من الوقت، موضحاً أن هناك بعض الصعوبات التي قابلتهم أثناء تنفيذ البرنامج منها التوعية المجتمعية قائلاً: من خلال تواصلنا مع المجتمع الخارجي وجدنا أن الكثير يجهلون هذا البرنامج، فهناك قصور في فهم البرنامج وأهدافه، خاصة من قبل أولياء الأمور، وهنا يأتي دور الإعلام المسموع والمرئي في توصيل الفكرة بجانب مجهود المدارس والمجلس الأعلى للصحة.

كما انها تعد مبادرة المدارس المعزّزة للصحة إحدى مبادرات دولة قطر للمدارس التي تسعى بشكل دائم إلى تحسين وتطوير قدراتها المادية والبشرية لتوفير بيئة صحيّة ملائمة للتعلم والعمل، ما يؤهلها للقيام بدور فعّال في تعزيز صحة المجتمع.

وتعتمد المدارس المعزّزة للصحة على عناصر ثمانية رئيسية للمدارس المعزّزة للصحة، وهي: التربية الصحيّة لدى الطلاب ومعلمي المدرسة، والخدمات الصحيّة من خلال التأكد من تطعيم جميع الطلاب، والتعامل السليم مع الحالات المرضية ، ووجود خدمات مناسبة لذوي الإعاقة، وخدمات التغذية من خلال وجود أنشطة للتوعية الغذائية، ومتابعة تناول الطلاب لوجبة الإفطار، واتباع سلوكيات غذائية سليمة داخل المقصف المدرسي مع سلامة الغذاء، والاستشارات الاجتماعية والنفسية، والتثقيف الصحي، ومشاركة العائلة والمجتمع، والارتقاء الصحي للعاملين، والبيئة الصحيّة في المدرسة.