لولو الحبيشي- المدينة السعودية-
الأمن الفكري بين الوزارات ! لأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، ربما لم يكن الآمنون يشعرون بقيمة الأمن وأهميته وأن الحياة بدون أمان موت ذو صور شتى !
ونحن قبل أن يستهدف الإرهاب أمننا ووحدتنا ومجتمعنا وجنودنا و مكتسباتنا لم يكن لهاجس الأمن الفكري حضور في دراساتنا و برامجنا التوعوية والوقائية ، أما اليوم بعد أن طالنا سعير الإرهاب ، أصبحت كل جهة معنية بتحقيق جانب من الأمن الفكري ، وباتت كل جهة تطلق برنامجاً يعزز الأمن الفكري ويكافح مهدداته ، بدءاً ببرنامج الأمان الأسري الذي أنشأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله - قبل عشر سنوات ، ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة واستعادة المغرر بهم من أبناء الوطن ، ثم المشروع الوطني لمكافحة المخدرات « نبراس» ثم البرنامج الوطني الوقائي لوقاية الطلاب من الانحرافات السلوكية و الفكرية «فطن» ، ورغم تعدد الجهات التي عنيت بالأمن الأسري و الفكري والسلوكي مابين الحرس الوطني ووزارة الداخلية ووزارة التعليم ، إلا أن كل هذه البرامج على الاختلافات التفصيلية بينها كلها في النهاية تستهدف أمن الأسرة والمجتمع ، وجميعها تطلق حملات وبرامج وتوجه مناشط تتشابه في أهدافها وخططها و أدواتها ، وتضطر لعمل شراكات فيما بينها للوصول للمستهدفين أو إثراء المحتوى المتخصص ، وكلها لا تستطيع الوصول للمستهدف الأهم (الأسرة) بقدر أهميته وخطورة دوره ، وكون وزارة كالشؤون الاجتماعية ليس في خططها هذا الهم ولا نذكر أنها استهدفت الأسر أو عرفت طريقاً لهم ، بل ربما كانت العلاقة بينها وبين المستفيدين من خدماتها مشوهة بما يصعد إعلامياً من مستويات عناية متدنية لمراكز الرعاية التابعة لها !
السؤال لماذا تستأثر كل جهة ببرنامجها الوقائي الموجه للأسرة و الأفراد ؟
لمَ لا تجتمع كل هذه البرامج وتدمج الجهود في هيئة واحدة أو حتى وزارة تعنى بالأسرة والأفراد وتنمية الفكر المجتمعي ووقايته و العمل على تقويم السلوك ونشر الوعي بدلاً من تشتت الجهود و الازدواجية الحالية ؟