القبس الكويتية-
بعض مناهج المعاقين يصح أن يطلق عليها انها «معاقة»، كما أن معظم المباني لا يراعي ظروف الدارسين فيها، مما يعرض ذوي الإعاقات المختلفة للخطر أحياناً.
هذا أبرز ما يعانيه تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من سلبيات ونواقص كان لابد من تسليط الضوء عليها، وقد حصلت القبس على احصائية تربوية حول مكونات العملية التعليمية لمدارس التربية الخاصة التي تكشف واقع تعليم ذوي الإعاقة.
وكشفت الإحصائية أن اجمالي عدد مدارس التربية الخاصة في الكويت بلغ 31 مدرسة للبنين والبنات موزعة كالتالي: ست مدارس الرجاء وعدد مماثل لمدرسة النور والأمل مقابل مدرستين للتربية الفكرية واثنتين لتأهيل التربية الفكرية والتأهيل المهني، اضافة إلى ورشتين تعليميتين وخمس مدارس لمدرسة الوفاء ( متلازمة الداون ) وكذلك مدرسة واحدة للسلوك التوحدي وأخرى لروضة العطاء.
عدد الفصول
ولفتت الإحصائية إلى أن اجمالي عدد الفصول في المدارس السالفة الذكر بلغ 273 فصلا منها 152 للبنين و 121 للبنات من الكويتيين وغير كويتيين، فيما بلغ اجمالي عدد الطلبة المسجلين في هذه المدارس 1739 طالبا وطالبة من الكويتيين وغير كويتيين مابين 1033 طالبا و706 طالبات.
وعلى صعيد اعضاء الهيئة التدريسية، بينت الإحصائية أن 1356معلما ومعلمة يعملون في ذات المدارس الآنفة الذكر منهم 860 كويتيا و496 غير كويتيين من تربويين وغير تربويين، حيث يعمل قرابة 623 معلما في مدارس للبنين مقابل 733 معلما في مدارس البنات.
فيما بلغ اجمالي القوى البشرية من هيئة الادارة وموظفي الخدمات 2080موظفا منهم 1251 موظفا كويتيا و 829 غير كويتيين.
الطلبة والمعلمون
وبخصوص جنسيات طلبة مدارس التربية الخاصة، كشفت الاحصائية عن وجود 1278 طالبا وطالبة من الكويتيين يتلقون تعليمهم في هذه المدارس بواقع %73.5 منهم 779 من البنين، مما يعادل %74.9 أمام 499 من الطالبات بنسبة تساوي %71.4، فيما بلغ اجمالي باقي الجنسيات 461 من الجنسين منهم 261 طالبا مقابل 200 طالبة.
وحظيت روضة العطاء على نصيب الأسد من حيث اجمالي عدد الطلبة الكويتيين من الجنسين المسجلين لديها بواقع %90.9، تليها مدرسة تأهيل التربية الفكرية بواقع %81.5، نظير %80.6 من طلبة كويتيين يدرسون في التربية الفكرية من الجنسين، وجاءت مدرسة النور في المرتبة الرابعة بنسبة تصل الى %74، تتبعها مدرسة الرجاء بواقع %70 من طلاب كويتيين، أما مدرسة الأمل وتأهيل الأمل فحظيت بنسبة 48,1./. ، مقابل 47,9./. من طلبة كويتيين في مدرسة الوفاء لمتلازمة الداون، وتذيلت مدرسة السلوك التوحدي القائمة بواقع 41,7./..
وفيما يتعلق بجنسيات المعلمين في مدارس التربية الخاصة، أشارت الإحصائية إلى أن إجمالي المعلمين الكويتيين من الجنسين بلغ 860 معلما ومعلمة بواقع 63,4./. منهم 653 من الإناث، مما يعادل 79,7./. مقابل 207 من الذكور، مما يعادل 38,5./. ، فيما وصل اجمالي عدد المعلمين من باقى الجنسيات من الذكور والإناث 496 منهم 166 معلمة و 330 معلما.
الكفاية العلمية
وعرجت الإحصائية بالحديث عن الكفاية العلمية ومستوى الشهادة لأعضاء الهيئة التدريسية، حيث أوضحت أن اجمالي التربويين وغير تربويين من الكويتيين وغير كويتيين من الجنسين بلغ 1356منهم 80 ممن هم أقل من جامعي، مقابل 1208من الجامعيين و 68 من أعضاء الهيئة التدريسية الحاملين لشهادات أعلى من الجامعي.
ولفتت إلى أن اجمالي عدد التربويين من المعلمين من الجنسين من الحاملين لمختلف المؤهلات العلمية بلغ 1022 مابين 688 كويتيا و354 غير كويتيين، منهم 79 من المعلمين من الجنسين يحملون شهادات اقل من جامعي، «42 كويتيا و37 غير كويتي» وأغلبهم من الذكور بمعدل 48 معلما مقابل 31 معلمة.
فيما بلغ اجمالي التربويين الجامعيين 886، منهم 584 كويتيا و302غير كويتيين، وأغلبهم من الإناث بمعدل 520 معلمة تربوية جامعية مقابل 329 معلما، بينما نال اعضاء الهيئة التدريسية الحاملين لمستوى أعلى من الجامعي أدنى معدل بالنسبة للفئات التربوية بإجمالي يصل إلى 57 من الكويتيين وغير كويتيين من الجنسين.
غير التربويين
وبلغ اجمالي اعضاء الهيئة التدريسية غير تربويين 334 منهم 192 من الكويتيين و 142غير كويتيين، من بينهم معلمة واحدة لا غير حاملة لشهادة اقل من جامعي، في حين بلغ اجمالي الجامعيين غير تربويين 322 منهم 185 كويتيا و 137 غير كويتيين.
أما اجمالي المدرسين غير التربويين العاملين في التربية الخاصة والحاملين لمؤهلات علمية أعلى من جامعي فقد بلغ 11 منهم 6 كويتيين و 5غير كويتيين من الجنسين.
تطوير المناهج
شدد سلطان المتروك على ضرورة تطوير مناهج التربية الخاصة عن طريق لجنة تطوير المناهج التي تم العمل بها منذ سبعينات القرن الماضي وحتى التسعينات، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بمناهج المرحلة الابتدائية في مدارس التربية الفكرية، حيث إنها تعتبر المناهج الأولى في العالم العربي التي تم تأليفها بجهود وطنية، واستفادت منها بعض الدول الخليجية.
سياسة الدمج
ذكر د. بدر البراك أن الدمج تعتبر سياسة عالمية وليس اختياراً، وهو موجود بكل الدول، وعلى الدولة تطبيقه لذوي الإعاقة. لذلك، يعتبر أمراً ضرورياً لهم، ولكن لا بد من خطة واضحة المعالم لتهيئة المجتمع والظروف والهيئة التدريسية والطالب العام والمعاق لتحقيق الدمج الحقيقي، واعتقد أن الكويت بدأت في تهيئة الأمور لتحقيق ذلك.
المتروك: تطوير المناهج ومواءمتها لسوق العمل
خلال مقارنته لأداء مدارس التربية الخاصة في السابق والوقت الحالي، أقر مدير مدرسة التربية الفكرية سابقا سلطان المتروك بوجود فرق كبير في الخطة التربوية والتعليمية في مدارس التربية الخاصة، موضحا أنه في السابقة كانت الخطة واثقة ونامية، فضلا عن تطور المناهج لجميع الاعاقات وكانت توجد خطة في دراسة التخصصات المهنية للتأهيل المهني ومدى مواءمتها لسوق العمل المحلي، بخلاف الامر في الوقت الحالي فلم نر هذا النوع. وتساءل عما اذا كانت هناك دراسة حول قدرات الطلبة ومدى ملاءمتها للتخصصات المهنية سواء في مجال تأهيل التربية الفكرية أو الصم، مضيفا بالقول «لم نر دراسات بالنسبة لمساعدة التلاميذ الذين يعانون من اعاقة حركية لمساعدتهم على الكتابة، فهل توجد دراسة من قبل التربية الخاصة بهذا الشأن»؟!
وواصل في سرد تساؤلاته، قائلا: هل توجد دراسة حول وضع التلاميذ وتسكينهم في الأماكن الخاصة التي تتلاءم مع مستوياتهم الذهنية؟! وهل توجد دراسة للتلاميذ الذين لديهم قدرات ومواهب فنية لتنميتها؟! ومدى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في تنمية القدرات بالنسبة للطلبة المتأخرين ذهنيا (التربية الفكرية)؟! وهل هناك نقد للمناهج الدراسية المعمول بها حاليا في المرحلة الابتدائية للتربية الفكرية؟! وزاد بالقول: علماً بأن التربية الخاصة قديماً أجرت دراسات على المناهج ومدى ملاءمتها للدارسين في سوق العمل، متسائلاً: ما دور التربية الخاصة في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع؟ وهل توجد دراسة في هذا الصدد؟! وهل توجد دراسة تحدد مدى استفادة التلاميذ الذين لديهم بقايا سمع من وجودهم في التعليم العام؟!
وتمنى من التربية الخاصة إيجاد أنشطة مختلفة لدمج الطلبة في أنشطة المجتمع، وأن تأخذ الإبداعات الفنية للموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة فرصتها في المعارض المختلفة، راجياً أن تكون المواهب الموسيقية في مجالي العزف والإنشاد محسوسة لدى المجتمع عن طريق المشاركة في الاحتفالات الوطنية.
حردان: المطلوب مركز وطني للقياس والتشخيص
شدد المستشار الدولي في القياس والتشخيص للاحتياجات الخاصة ومرشح الدائرة الثالثة فيصل حردان السليسل على ضرورة عمل استراتيجة وطنية لدعم التعليم النوعي باعتباره المستقبل المشرق لبناء وصناعة الانسان الكويتي. ولفت إلى أن وزارة التربية تنظر إلى التعليم النوعي والخاص أقل مما تنظر إلى التعليم العام، مدللا قوله بمقدار الصرف في وزارة التربية على قطاع التعليم العام مقارنة بالتعليم النوعي والخاص، حيث أن الإنفاق على التعليم النوعي في اي دولة يكون أعلى.
وأشار إلى دراسة حديثة أجرتها وزارة التربية حول تكلفة الطالب في الكويت والتي تفيد بان الطالب في التعليم النوعي يكلف ثلاثة أضعاف مما يكلف في التعليم العام، مشددا على ضرورة انشاء مركز وطني للقياس والتشخيص، فلابد من قياس المدخلات في أي عملية تعليمية حتى نحكم المخرجات.
ودعا إلى أهمية تأهيل معلمي التربية الخاصة من خلال برامج حديثة تتماشى مع العصر، لافتا إلى ندرة برامج تأهيل المعلمين في قطاع التربية الخاصة.
وتساءل هل توجد برامج أكاديمية في التعليم العالي؟! مشيرا الى انه رغم ان الكويت وقعت على اتفاقية الاشخاص ذوي الاعاقة، غير أن ان مؤسسات التعليم العالي الحكومي والخاص تفتقر لبرامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، مضيفا «نحن بحاجة إلى تأهيل الكوادر من المعلمين والاختصاصيين والإدارة التربوية لإدارة هذه المهن». واختتم حرداب حديثه بالمطالبة بتخصيص ميزانية أكثر لدعم التعليم النوعي والخاص.
مدير إدارة التعليم في هيئة الإعاقة بدر البراك : الخدمات جيدة.. لكنها دون الطموح
اعتبر مدير ادارة التعليم بالهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة د. بدر البراك أن الخدمات المقدمة في مدارس التربية الخاصة بالكويت جيدة وممتازة، لكنه لفت الى انها ليست بمستوى الطموح الذي نطمح اليه، فالإدارة والهيئة الفنية التدريسية تقومان بقدر المستطاع بما تقدمانه من خدمات لطلبة ذوي الاعاقة، ولكن نطمح الى الأفضل والتطور.
ولفت البراك إلى المشاكل التي تواجه طلبة ذوي الاعاقة والهيئة التدريسية، حيث أن الطلبة يحتاجون الى المواءمة وتسهيل أمورهم داخل المدرسة، فضلا عن عدم توفير التقنيات الحديثة جدا في التعامل مع هذه الفئة، لافتا إلى أن الهيئة التدريسية بحاجة إلى برامج حديثة للتدريب عليها وتعليم ذوي الاعاقة عن طريق التكنولوجيا.
غصة
شدد مسؤولون في مدارس التربية الخاصة على ضرورة تطوير مناهج التربية الخاصة ومواءمتها بما يتناسب وظروف الاعاقة.
بدورهم اشتكى عدد من الدارسين من إهمال المتفوقين وعدم مراعاة الفروق الفردية بينهم في مناهج التعليم.