الحياة السعودية-
كشف إحصاء صادر عن برنامج الأمان الأسري الوطني أن معدلات الاعتداء على الأطفال داخل المملكة ارتفعت ثمانية أضعاف، وبحسب الإحصاءات (حصلت «الحياة» على نسخة منها) فإن سوء المعاملة من أبرز المشكلات التي رصدها، وهي تأخذ أشكالاً كثيرة، منها: البدني، والجنسي، والإهمال. فنسبة التعرض للاعتداء البدني وصلت إلى 58.4 في المئة، والجنسي 18 في المئة، والإهمال 31.4 في المئة.
ووفقاً لدراسة برنامج الأمان الأسري، فإن نسبة الاعتداء البدني من الأب تمثل 20.2 في المئة، والأم 29.2 في المئة، ومن غيرهم من أفراد الأسرة 21.3 في المئة، أما نسبة الاعتداء من غير أفراد العائلة، كالسائقين أو الخادمات فبلغت 5.6 في المئة، أما نسبة الغرباء فتمثل 23.6 في المئة. كما أظهرت الدراسة أن من بين الحالات المبلغ عنها كان 78 من الأطفال الطبيعيين، في حين كانت 11 حالة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشار رئيس جمعية نبض سفير الإنسانية في الفيديرالية التابعة للأمم المتحدة ببرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتور ياسر الشريف، في تصريحات صحافية على هامش فعاليات يوم الطفل الخليجي، الذي عقد في جدة، إلى أن كل الدول الخليجية تعمل مع الجمعية الدولية للوقاية من إساءة معاملة وإهمال الأطفال (ISPCAN) «من أجل العمل معاً نحو طفولة أكثر أماناً».
وأضاف الشريف أن إنشاء برنامج الأمان الأسري الوطني جاء لإرساء أسس مجتمع واع وآمن يحمي ويدافع عن حقوق الأفراد ويرعى ضحايا العنف الأسري، ويسعى البرنامج لتحقيق أهدافه من خلال التوعية الشاملة بهاتين الظاهرتين، والشراكة والتضامن على المستوى الرسمي والأهلي. وفي الوقت نفسه إيجاد البرامج الهادفة لرعاية المتضررين ورفع المعاناة عنهم، لافتاً إلى أنه من خلال شن حملات شاملة للتوعية، من خلال مختلف القنوات التي تشمل جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى توفير ما يكفي من الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية، مع توفير المساعدة لضحايا العنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال أو إهمالهم في جميع مناطق المملكة.
في السياق ذاته، يعمل برنامج الأمان الأسري على تقديم الخدمات الطبية والاجتماعية لضحايا سوء معاملة الأطفال والعنف الأسري، التي يرعاها البرنامج، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، سواء أكانت حكومية أم أهلية، إضافة إلى ذلك يتولى البرنامج تفعيل البحث العلمي الطبي والاجتماعي، وكذلك التدريب المختص للعاملين في مجال العنف الأسري، وذلك بتوفير الخبرات والموارد الملائمة. ولا يغفل برنامج الأمان الأسري الوطني دور التوعية والإعلام في مكافحة هذه الظاهرة والوقاية منها.