الرياض السعودية-
وصف د. هاني الغامدي المحلل النفسي والمتخصص بالقضايا الأسرية والمجتمعية، ضرب الأطفال ومفاجأتهم بذلك؛ بأنه سلوك غير تربوي، مشدداً على ضرورة وجود جلسة نقاش بين الأب وأبنائه وحوار من دون استخدام العنف.
وقال تعليقاً على مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل يفاجئ أطفاله بالضرب في المنزل: «بسبب انتشار ما يجري في المنازل وصلنا إلى ما وصنا إليه من التعري لما يدور من أحداث قد تكون جيدة أو سلبية».
وأضاف: «من الأولى توجيه الأطفال بغير الشكل الذي ظهر في الفيديو من حيث استخدام العصا والطريقة التي تم ضربهم بها. لم يقتصر الأمر على الضرب، إنما ظهر في المقطع بعض الكلمات المنطوقة التي فيها من اللعب والألفاظ غير الجيدة التي فيها البعد الكبير عن الجزء التربوي التي من المفترض أن يتم داخل الأسرة».
وقال إن «أهم نقطة في الموضوع، هي رفع الفيديو على الإنترنت، إذ أصبحت البيوت تتعرى ويتناقل ما يتم فيها من أحداث خاصة بغض النظر عن سلبيتها أو إيجابيتها».
وأشار إلى أن تقديس الشهرة تنامى بشكل كبير بين الناس في الوقت الحالي، من خلال طلب المتابعين وضع «لايكات» (إعجاب) على مقطع مسيء، متسائلاً: «هل قيمة الإنسان تتم على عدد المتابعين له في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان هذا الأمر مباركا أو مذموما؟».
وأوضح الغامدي 90 في المئة من المقاطع المنتشرة تعتبر غير محمودة وغير مصنفة ضمن السلوك الإنساني ولا تلامس الخط الشرعي، وتجد بعضهم يطالب من خلالها بعدد من المشاهدين، وبالتالي يتضح بأن الأهداف تغيرت وأصبح الهدف الرئيسي لدى العديد من الأشخاص بمن يتابعه بغض النظر عن المحتوى السلوك المقدم. وطالب الغامدي التربويين والتعليم والإعلام بالوقوف بحزم مع مثل هذه المقاطع لإعادة الصياغة، ويجب أن يكون هناك نهضة وطنية لإعادة الصياغة بشكل حقيقي لدى النشء والكبار، لأن ما يرى اليوم سيجنى بعد سنوات قريبة من انحراف كامل وبعد شديد عن السلوك المحمود والمنطقي والذي قد يلامس السلوك المجتمعي بشكل مباشر.