سطام الثقيل- الاقتصادية السعودية-
لا شك أن مجلس الرجال أكثر مكان في المنزل السعودي يملك قدسية ومكانة وحصانة، لدرجة أن جميع أفراد الأسرة "طبعا من الرجال"، لا يمكن أن يلجأوا إليه إلا بعد أن يرتدوا الزي الرسمي بالكامل.
هذا الأمر كان في السابق، أما الآن فالأمور اختلفت، بل إن بعض المنازل لا يوجد فيها مجالس، والبعض حولت إلى ميادين صغيرة لممارسة "البلايستيشن" أو مقاه مصغرة يتم فيها تعاطي "المعسل" و"التتن"، ولم يعد للمجالس تلك القيمة والقدسية كما في السابق.
طبعا لا يمكن التعميم، فما زال البعض متمسكا بتلك العادات الجميلة التي تحترم المجلس وترفض المساس به أو خدش "كبريائه" وقدسيته في نفس رب المنزل، ومن هؤلاء صاحب المقطع المتداول منذ أيام على نطاق واسع والملقب بـ "العم معيض".
العم معيض عندما استشاط غضبا وحمل الخيزرانة و"لشط" بها أبناءه وأبناء شقيقه، لم يكن السبب الخوف من إلحاق ضرر بالمجلس أو مكوناته كما يتوهم البعض، العم معيض ومن خلال حديثه مع "الجناة" كما ظهر في المقطع يبدو لي أن غضبه كان نتيجة خرق فاضح وواضح لقانون منزلي صارم، ونتيجة لتدنيس مكان مقدس داخل نفسه ألا وهو المجلس من خلال لعب الكرة وركلها، وذلك واضح من حديثه وهو "يجلدهم" عندما قال: "أنا حطيت المجلس للرجال مهب للكورة"، فالأمر بالنسبة لـ "معيض" لم يكن فخامة مجلس، بل لقدسيته ومكانته التي غرست في نفسه منذ الصغر كبقية أقرانه من جيله، فلم يخطر على باله أن يتحول مجلسه الذي تعود على المفاطيح والعود الأزرق والدلال المهيلة إلى ميدان لركل الكرة.
طبعا أنا ضد ضرب الأطفال بشكل عام، ولا أراه وسيلة للتربية، ولا أساند العم معيض في ما فعله رغم أنه لم يتجاوز "اللشيطات" أو "اللسيعات"، ولم تصل بعد إلى الضرب المبرح، فكل طفل في المقطع كان نصيبه لشطة أو اثنتين فقط.
أيضا أنا ضد وصف ما تعرض له الأطفال بالعنف أو التعنيف، وضد تدخل هيئة حقوق الإنسان إن صدقت الأخبار التي قالت إنها تسعى للوصول للأطفال، فمن غير المقبول أن تتدخل الهيئة في خصوصية المنازل وتربية الأب لأبنائه ولو كانت قاسية نوعا ما.
لست مع الضرب ولا أدعو له، ولكن أيضا ضد تفخيم الأمور ونزع هيبة الأب ومصادرة حقه في تربية أبنائه بالطريقة التي يراها دون عنف أو تعنيف فالضرب يعد وسيلة من وسائل التربية ما لم يصاحبه تشويه أو ضرر يلحق بجسد الطفل.