مجتمع » طفولة

زواج الأطفال والقاصرات..

في 2016/04/12

د.هيا عبد العزيز المنيع- الرياض السعودية-

بين فترة وأخرى تحمل لنا الأخبار احتفال أسرة بزواج ابنها الطفل أو المراهق ومتن الخبر يحمل حالة عالية من البهجة وتعدد المشاركين في الاحتفالية بين مدير مدرسة منح الطالب إجازة للزواج، ومعلم أجل امتحان العريس باعتباره ابسط هدية وربما اجملها للعريس الصغير فما زال الامتحان شبحاً عند بعض هؤلاء الأطفال، واب أكد انه دفع مهرا كبيرا ليسعد ابنه..

المؤكد ان العروس ايضا طفلة وربما تصغر العريس بسنة او اكثر بما يعني إن كان العريس طالبا في المرحلة المتوسطة فالعروس مازالت في المرحلة الابتدائية وبالمناسبة المرحلة الابتدائية طلبتها وطالباتها في المعدل الطبيعي مصنفين عالميا بمرحلة الطفولة المتأخرة يعني زواجهم مثير للسؤال والاستغراب وكثير من القلق..

لن أقف عند حالة معينة ولكن أنظر للموضوع بعمومه كمشكلة اجتماعية تتصل بشكل أو بآخر بضرورة حماية الطفولة من ناحية، وحماية الأسرة باعتبارها أهم مؤسسة اجتماعية تشكل حجر الزاوية في بناء المجتمع من ناحية أخرى..

لننظر للزواج لدينا بات البعض يحتفل بزواج الأطفال والبعض الاخر يبرر زواج المسيار والمسفار والمصياف.. حين يختل مفهوم الزواج في المجتمع فان ذلك مؤشر خطير وغير ايجابي ويعكس نظرة غير واعية لمهمة الأسرة والمسؤوليات المناطة بها..، مراهق ومراهقة او طفلة كيف سيقومان ببناء أسرة وبتربية ابنائهما..؟

هذا في زواج الصغار وهو ولله الحمد غير شائع للذكور ولكن خطورته تكمن في زواج الصغيرات حيث للأسف لم يتم حتى الآن تقنين سن الزواج للفتيات القاصرات والنتيجة ان القاضي في منطقة جازان اضطر لفسخ عقد زواج طفلة من رجل في الثمانين من عمره..

شجاعة القاضي محل التقدير ولكن هل سنجدها في غير قاض..؟ والأهم هل سنجد قاضيا يرفض قبول العقد من أساسه..

لنتخيل لو أن هؤلاء الأطفال انجبوا أطفالا من سيربي ابناءهم..؟ اطفال تربي أطفالا!.

مطلوب من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين دراسة الحالة وطرح نظرياتهم في تلك الحالة..

في المقابل زواج الكهول من الصغيرات ماذا سينتج لنا من ابناء..؟ هل تستطيع المحرومة من ابسط حقوقها تربية اطفالها..؟

تساهل المؤسسة العدلية مع بناء مؤسسة الأسرة هل يعتبر طبيعيا أم انه تساهل غير مبرر وأنه حان وقت تقنين ذلك فعقد الزواج لابد ان يكون داخل المؤسسة العدلية وليس في المنزل وقد طالبت بذلك غير مرة في مقالاتي ولكن للأسف مازال عقد النكاح يتم في المنازل..، ايضا لابد من التحقق من حضور اصحاب الشأن خاصة الزوجة للتأكد من قبولها وعدم إرغامها على الزواج من هذا الشخص أو ذاك مع ملاحظة أن يكون الطلاق بقرار اصحاب الشأن وليس عن طريق وكلاء عنهم أما غير ذلك فيعتبر طلاقا باطلا وأقصد هنا الطلاق لعدم تكافؤ النسب والذي للأسف تذهب ضحيته اسر.

اما زواج الصغيرات فإن استمراره خطأ وأضراره أكثر من منافعه هذا إن كانت له منافع حين يتم زف فتاة في مراحل الطفولة لرجل في نهايات عمره وكل مميزاته الثراء ماذا سيكون الثمن وما هي النتائج التي ستكون محصلة زواج كهل من طفلة..؟

استطاعت وزارة التجارة الحد من الغش في الممارسات التجارية ومازالت وزارة العدل عاجزة عن الحد من إضعاف مؤسسة الأسرة بزواجات القاصرين او الزواجات المؤقتة.