تهدد العزلة المؤبدة 103 أطفال مصابين بالتوحد في نجران بسبب غياب مركز حكومي لعلاجهم أسوة بالمناطق الأخرى، إذ باتت بعض الأسر تخشى من تعرض أطفالهم لتداعيات خطيرة بسبب نقص الإمكانات وزيادة التكاليف المالية.
على غرار غياب مراكز لعلاج بعض الإعاقات السمعية والبصرية في منطقة نجران، تعاني أسر الأطفال المصابين بالتوحد من غياب مركز حكومي للتوحد أسوة بالمناطق المختلفة، حيث بات البعض منهم يخشى من تعرض أطفالهم إلى عزلة مؤبدة بسبب نقص الإمكانات وزيادة التكاليف المالية.
معاناة مستمرة
يحكي ذياب علي جطلان معاناة ابنه خالد مع مرض التوحد، حيث أكد أنه تم تشخيص حالته في مستشفى الملك خالد بنجران، فيما شخص أطباء آخرون أن وضعه طبيعي وسيتحسن بمرور الوقت. وقال «نقلنا الحالة إلى مستشفى الملك خالد في الرياض، ثم ألحق بمركز خاص للتوحد في نجران، وتحسنت حالة طفلي بنسبة 80% إلا أنها انتكست بسبب غياب الكوادر المؤهلة مما اضطرنا إلى سحبه من المركز وهو حاليا يدرس في إحدى المدارس الحكومية في فصل خاص».أما إبراهيم حاضر فذكر أن طفلته «جنى» تعاني من التوحد منذ أن كان عمرها 3 أعوام، وحالتها لا تختلف كثيرا عن الطفل خالد، فلم تجد العلاج في نجران واضطرت عائلتها إلى نقلها إلى الرياض. وأضاف أنه بحث عن كثير من مراكز العلاج داخل المملكة، ولكنه لم يجد، وذلك لمدة 4 سنوات، مشيرا إلى أن غياب المركز الحكومي تسبب في تكبده خسائر مالية طائلة، قائلا إنه دفع مبلغ 5 آلاف ريال لمركز التوحد الخاص في المنطقة إلا أن ابنته لم تحظ بالعلاج اللازم، مما أدخله في دوامة من المشاكل والمطالبات بإعادة المال، ولكن لم يعد شيء للأسف.
دور خيري
أوضح الأمين العام لجمعية شمعة أمل حمد آل مسعد لـ«الوطن» أن عدد المسجلين الرسميين في الجمعية من فئة التوحد يفوق 38 حالة و65 حالة تدخل بعضها في فئة التوحد، وهناك حالات أخرى في عدد من المحافظات. وبين أن الأطفال يحتاجون إلى رعاية متخصصة واهتمام كبير ومراقبة دقيقة لطفل التوحد من قبل الأسر، لذلك فإن هذا المرض يشكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا أكثر من أي مرض آخر، وهنا يبرز حجم المعاناة التي تمر بها الأسر التي لديها أطفال مصابون بالتوحد، خصوصا الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل.
وأكد آل مسعد أن أطفال التوحد في نجران يحتاجون إلى إنشاء مراكز تشخيص متقدمة، وكذلك مراكز تدخل مبكر لطفل التوحد ذات تأهيل عال لأهمية ذلك في العلاج، مشيرا إلى أنه يجب تجهيز المدارس العامة بأدوات وكوادر بشرية مؤهلة لدمجهم في التعليم العام والتدريب المهني.
وقال الأمين العام للجمعية إنه يجب دعم أسر أطفال التوحد حتى من جانب الجهات التي يعملون فيها، نظرا للمعاناة التي يمرون بها لعلاج أطفالهم والسفر الدائم بهم ورعايتهم.
وعن التكلفة المالية، قال إن طفل التوحد يحتاج لرعاية خاصة ومصاريف كثيرة، قد لا يتحملها الكثير من الأسر، وأحيانا كثيرة يستلزم وجود مرافق أو مرافقة ملازم له برواتب مرتفعة، مبينا أن هناك مبالغة في أسعار المراكز الخاصة، حيث تصل قيمة العلاج والرعاية إلى 30 ألف ريال على الرغم من أن هذه المراكز تستلم إعانات من الوزارة، وكثير من الأسر غير قادرين على دفع هذه المبالغ، مما اضطر بعضها إلى السفر لعلاج أطفالها في الأردن.
الوطن السعودية-