المدينة السعودية-
تعد قضية التحرش بالأطفال والاعتداء عليهم جنسيا، من القضايا التي تؤرق بعض الأسر، إذ تعاني الأسر التي يتحرش بأحد صغارها، من صدمة عميقة في نفسية الصغير قد تلازمه مدى العمر، وقالت الاستشارية النفسية والمحاضرة بجامعة الملك عبدالعزيز هند خليفة العضو في برنامج الأمان الأسري وأستاذة التربية الجنسية للأطفال وحمايتهم من التحرش: إن 75% من نسب التحرش الجنسي بالأطفال تكون من الأقارب أو الأشخاص المقربين والمألوفين بالنسبة للطفل. وأكدت خلال محاضرة لها أمس بمركز أبجد لذوي الاحتياجات الخاصة تحت عنوان «أوقفوا التحرش بالأطفال» على أهمية دور الأسرة في القضاء على ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال، من خلال التربية والتنشئة في بيئة أسرية مترابطة تمد الطفل بالأمان والمساندة لحمايته من التحرش وتجنبيه الكثير من الأضرار النفسية والسلوكية، التي قد تحدث بعد التحرش، مشددة على أهمية التربية والتوعية الجنسية بالنسبة للطفل في سن مبكرة، إلى جانب تفعيل الحوار مع الطفل. وأوضحت أن الأضرار التي يحدثها التحرش الجنسي من قبل المحارم تحديدا يعد الأكبر ألمًا وإيذاءً على الطفل من غيره من الأنواع، لكونه مدمرًا للطفل ومعززًا لفقدان الأمان عند الطفل، لافتة إلى أن التحرش الجنسي بالنسبة للمتحرش يعد بمثابة اختيارات شخصية من الخطأ ربطها بحالات المرض أو الاعتلالات النفسية أو السكر أو غيره من المبررات، مبينة بأن هناك عقوبات قانونية صارمة تتخذ في حق المتحرش الجنسي تصل إلى القتل والحبس لمدة خمس سنوات وغيره. وشددت على أهمية المراقبة والمتابعة، لافتة إلى أن إغفالها قد يكون من مسببات تحرش الأطفال في المدارس بينهم البعض ممن هم في نفس المرحلة العمرية، محذرة الوالدين من إهمال إعطاء أبنائهم التعليمات المناسبة، التي تمكنهم من التعامل مع حالات التحرش الجنسي.
وعن نسبة التحرش بالأطفال في المملكة رفضت خليفة إعطاء نسب محددة، معللة ذلك بقولها «الإفصاح عن النسب يزيد من خوف الأهالي، والذي يعد أمرا سلبيا، بالمقابل تكون التوعية الإيجابية للأهل من خلال إرشادهم للطرق الصحيحة لحماية أطفالهم من التحرش الجنسي».
وقالت: «يتمثل العلاج للطفل المتحرش به في المساندة والدعم من قبل الأهل، إضافة إلى زيارة متخصص يساعده على التخلص من الطاقة السلبية التي يتعرض لها الطفل جراء التحرش الجنسي»، موضحة بأن التحرش الجنسي قد يلحق العديد من الأضرار النفسية والسلوكية على الطفل منها العدوانية، الانطواء، العزلة، الانحراف، الدخول ضمن عصابات، فقدان الثقة بالآخرين وغيره.