الاتحاد الاماراتية-
هل تم تلبية تلك الإجراءات المطلوبة، وما الواجب على أرباب الأسر اتخاذه كإجراء احترازي داخل المنازل لتوفير الحماية لأطفالهم؟.
وأظهرت النتائج أن 70 % من المستطلعة آراؤهم يرون أن الأهل هم المسؤولون عن سقوط الأطفال من النوافذ والشرفات، في حين أن 25% يرون أن المسؤولية مشتركة بين الأهل وملاك المباني، وحمل 5% المسؤولية على الجهات الرقابية والمختصة بإصدار التشريعات وسن القوانين.
وألقى المُستطلعة آراؤهم المسؤولية الأكبر على الأهل الذين يجب عليهم رقابة أبنائهم وأخذ الحيطة والحذر، وطالبوا بوضع الحلول الجذرية لمثل هذه الحوادث خصوصاً بعد تكرار سقوط الأطفال مؤخراً، منوهين إلى ضرورة البدء بحملات توعية مكثفة للأسر والأطفال لتوعيتهم حول مخاطر الاقتراب من النوافذ والشرفات.
تعاون الأهالي
أكدت الجدة منيرة الخوالدة،تسكن في الطابق 13 في أحد أبراج دبي على أن اجراءات الأمن والسلامة التي تتخذها الجهات المختصة غير كافية، ويجب التعاون مع الأهالي خاصة الذين يسكنون في الطوابق العليا، للتقليل من هذه الحوادث، لأن غالبية حالات السقوط التي حدثت مؤخرا، تدلل على عدم اتباعهم لإجراءات منزلية آمنة، مثل وضع حماية على النوافذ وإغلاق الشرفات بشكل كامل، معتبرة تكرار الوفيات بهذا الشكل المأساوي يؤكد إهمال الأهل، نتيجة ترك الأطفال يمارسون فضولهم باكتشاف العالم الخارجي من خلف النوافذ والشرفات.
وأشارت إلى أنها تخشى دائماً على أحفادها الـ 12، والذين يزورونها بين فترة وأخرى من السقوط من نوافذ أو شرفة الشقة، ولهذا قررت عدم وضع أي مقعد، تحت النوافذ وعدم السماح لهم بالبقاء بمفردهم في الشرفة بسبب جهلهم بمخاطر النوافذ والشرفات.
إجراءات الأسر مغيبة
من جهتها، قالت فاطمة يوسف، ربة أسرة، إن الامهات اللواتي لم يتخذن اجراءات الحماية في منازلهن، يتحملن النسبة الكبرى في حوادث سقوط الأطفال، حيث انه لا يمكن دائماً إلقاء اللوم على اجراءات السلامة التي تفرضها مختلف الجهات المعنية في المباني.
وأوضحت أنها ابتكرت وسائل لحماية ابنائها وهم صغار من مخاطر النوافذ والشرفات، وذلك عبر وضع حماية عليهما دون إعلام مالك البناية، خوفا من فرض غرامة مالية لتشويه المنظر العام للمبنى. ولفتت إلى أن معظم حوادث سقوط الأطفال، تتحملها الأمهات غير المباليات بأمن الأبناء، وللأسف تهرول البعض منهن وراء راحتها دون الاكتراث بعواقب ترك الأبناء أمام النوافذ والشرفات غير الخاضعة لسبل الحماية.
تغييب الرقابة
بدورها، اعتبرت إيمان الأميري أن اجراءات الجهات المعنية بحماية الأطفال لمنعهم من السقوط من الشرفات والنوافذ، تعد صارمة في حال تطبيقها والرقابة على التنفيذ بحذافيره، فلو قامت فرق التفتيش التابعة لتلك الجهات بمراقبة ما يدور في البنايات والأبراج السكنية من عدم الالتزام بالاشتراطات الخاصة بالأمن والسلامة لما وقعت حوادث سقوط الأطفال.
ولفتت من وجهة نظرها إلى أن تلك الجهات تغاضت عن مسألة مهمة، متمثلة بمواصفات البناء التي تلعب دوراً كبيراً في الحد من حوادث سقوط الأطفال، وحمايتهم من إهمال أسرهم، وذلك عبر إلزام ملاك البنايات بتركيب حماية واقية لتوفر أفضل معايير الأمن لقاطني الشقق السكنية، والدليل على ذلك تزايد حوادث السقوط.
أمافهد المعمري،فقال انه يتوجب على الجميع عدم إلقاء اللوم على الأسر المكلومة بأطفالها، نتيجة أن البعض منهم لا يمتلكون الإمكانيات المالية لوضع وسائل الحماية على النوافذ والشرفات، وإنما يتوجب أن يقوم بتنفيذ إجراءات حماية الأطفال من السقوط من الشرفات والنوافذ ملاك المباني.
وتابع: نشعر بالبهجة عندما نرى صغيرة تطل من نافذة منزلها متابعة تفاصيل تخص عالمها البريء «سيارة الماما، قطة تتنقل تحت إطارات المركبات المصطفة في مواقف البناية»، كأنها ملاك يشع بوميضه الأخاذ، سرعان ما يتلاشى تحت وطأة ملاك البنايات بلا رؤى للكوارث من النوافذ التي تخيفنا نحن الكبار قبل الصغار.
في حين أعتبر عامر الغزي، أب لأربعة اطفال، أن الجهات المعنية لم تغفل قضية مخاطر النوافذ والشرفات، قبل أن يعيّها الآباء، حيث سبقت تلك الجهات بإطلاق إجراءات خاصة بتحقيق الأمن والسلامة لفئة تعد الأضعف بالمجتمع وهي الأطفال، الأمر الذي يدعوني إلى عدم إلقاء المسؤولية على تلك الإجراءات الصادرة من جهات حكومية، وانما القاء اللوم على آباء تناسوا دورهم الأساسي في منح الحماية والأمان لفلذات اكبادهم.
ولفت إلى أنه من واقع حرصه على سلامة أطفاله من النوافذ والشرفات، فلقد قرر إغلاق الشرفة بالكامل، ووضع حماية على النوافذ لحظة قدوم أول طفل للعائلة، بلغت تكلفتها 5000 درهم، لأنه وجد أن نوعية المواد المستخدمة في بناء الشرفة من الألومنيوم غير مثبتة جيداً، كما أن زجاج النوافذ رديء التصنيع. وأكد أنه بات يشعر بأن عائلته تعيش وسط إجراءات الأمان التي ابتكرها، رغم لفت نظره لعدة مرات من قبل الشركة المؤجرة وتهديده بالطرد من الشقة في حال عدم إزالة الإضافات.
مسؤولية مشتركة
يقولأحمد عبدالله الحوسنيإن المسؤولية مشتركة في أمر سقوط الأطفال من نوافذ وشرفات البنايات، فتصاميم المباني يجب أن يكون فيها جميع اشتراطات ومعايير الأمن والسلامة، والأسرة يجب أن تعمل بجميع احتياطات الأمن والسلامة لحماية الأطفال، فيما يخص وجود النوافذ والشرفات، كما على الأسر عدم ترك أطفالها داخل المنزل بمفردهم، وإبعاد قطع الأثاث عن الشرفات والنوافذ التي تسهل على الأطفال الصعود عليها، كما يجب إغلاق أبواب الشرفات، والتأكد من إقفال النوافذ. وذكر الحوسني أنه يسكن في الطابق العاشر في إحدى البنايات السكنية وقام بإغلاق جميع النوافذ بالبراغي، ووضع الشبك للشرفة، وهو ذات الأمر الذي اتبعته في الشقة السكنية التي يمتلكها خارج الدولة. وأضاف أنه في حال انعدام إجراءات الأمن والسلامة في البناية السكينة، على أولياء الأمور حماية أبنائهم ومراقبتهم والحرص عليهم ماداموا في عهدتهم.
الفضول والتجربة:
ويلقي عبدالرحمن بن حماداللوم على الوالدين، باعتبارهما المسؤول الأول عن حماية الأطفال، الذين هم بالأساس غير واعين بتصرفاتهم وسلوكياتهم، ولديهم الفضول وحب التجربة، وأيضاً ذات الأمر ينطبق على الزيارات العائلية والأصدقاء، والذين يحضرون معهم أطفالهم، وفي غفلة منهم أثناء الزيارة لربما يتجه الطفل للنافذة أو الشرفة. وأضاف إن الإجراءات والاشتراطات المفروضة من الجهات المختصة هي فقط تشكل نوعاً من الحماية والاحتياطات للأمن والسلامة، والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأسرة. ويرى بن حماد أن الاشتراطات التي تم تطبيقها مؤخراً على التراخيص والمباني الجديدة، لا تجدي نفعاً مع المباني القديمة، والتي تحتاج لتشريعات خاصة بها، وإزالة الشرفات والنوافذ لتركيب أخرى جديدة تحمل المواصفات والمعايير التي تحقق أعلى درجات السلامة والحيطة والحذر، لكن الأمر يتطلب وقتاً ليس بقصير، وتنسيق بين مالك البناية والجهات المختصة، مشيراً إلى أن المباني القديمة هي التي تقع فيها حوادث سقوط الأطفال، وذلك لافتقارها لمعايير الأمن والسلامة، ولإهمال الأهل دور في بعض الأحيان في مثل هذه الحوادث، والذين لا يقدم لهم العذر، خصوصاً وأنهم على دراية بسلوك أطفالهم ومخاطر وجود مثل هذه النوافذ أو الشرفات في الشقق السكنية التي يقطنون بها.
الشخصيات الكرتونية
أكد عبدالله علي، أن إهمال الأهالي وتقاعسهم في تركيب الأقفال على الأبواب والشرفات والنوافذ هو السبب الأول والأخير لحوادث سقوط الأطفال من البنايات المرتفعة، كيف للوالدين ترك النوافذ مفتوحة بدون مراقبة للأطفال؟ مشيراً إلى أن 90 بالمئة من الحوادث، سببها غفلة الأهل عن أطفالهم وقلة الخبرة لدى الوالدين، فبعض الأطفال بمجرد سماعه لأي صوت في الخارج، يهرع إلى النافذة أو الشرفة لاستطلاع الأمر ومعرفة مصدر الصوت، كما أن بعض الأطفال يتأثرون بالمسلسلات الكرتونية والتي ترى فيها سقوط الطفل من أعلى دون أن يموت، ونرى الطفل على استعداد لتقليد ذلك. لذلك توعية الأهالي المستمرة لأبنائهم حول خطورة النوافذ والشرفات، لها دور كبير بجانب المراقبة المستمرة.
تأمين المنزل
تقول هيفاء الأمين إن إهمال الأهل من أهم الأسباب لحوادث سقوط الأطفال، فهم من تقع عليه مسؤولية الرقابة المستمرة على الأطفال، وتأمين الشقة السكنية، واتباع جميع احتياطات الأمن والسلامة فيها، وفي حال انشغال الوالدين، ليس من الطبيعي ترك الأطفال لوحدهم مع وجود مخاطر مثل النوافذ والشرفات، فالجيل الجديد ليس لديه الوعي الكافي، خصوصاً وأن التربية في الوقت الحالي تعتمد على الخدم. وأشارت الأمين إلى أن دور الجهات المختصة في الدولة، يتوقف عند سن القوانين والتشريعات ونشر التوعية بالإجراءات المتبعة. وبالتالي يكون دور الأسرة في الحرص وتأمين المنزل.
رقابة مستمرة
يقول وسيم شقورإن سقوط الأطفال من الشرفات والنوافذ حوادث مفجعة، وأمر مقلق لكل الأسر، والتي تعتبر هي المسؤول الأول بإهمالها عن هذه الحوادث، فبعض الأهالي يتركون النوافذ مفتوحة أو أبواب الشرفات بحجة أن الطفل نائم، وما أن تنشغل بأمر ترى أن الطفل استيقظ من نومه واتجه للنافذة المفتوحة، التي طالما شكلت له نوعا من الفضول، كون أنها مغلقة طوال الوقت، فدور الأهل هو توقع جميع الاحتمالات والمخاطر التي قد يتعرض لها أطفالهم، لمنعها قبل حدوثها. وطالب بحملات تفتيشية مكثفة ورقابة مستمرة للبنايات القديمة حتى تطبق الإجراءات المفروضة فيما يخص الشرفات وارتفاعها، والتأكد من تغييرهم لنظام النوافذ، وتغريم المخالفين.
نظرة تحليلية
قال منصور السايس، أحد سكان منطقة الناصرية من الشارقة، وأب لثلاثة أطفال، إنه يقطن في إحدى الشقق السكنية بالطابق السادس، ويحرص بصورة مستمرة على عدم ترك النوافذ مفتوحة نظراً للحوادث المتكررة التي تقع بصورة مستمرة خصوصا في الفترات الماضية والتي راح ضحيتها العديد من الأطفال. وأضاف أن تكرار حدوث مثل هذه الوقائع المؤلمة، أمر يتطلب نظرة تحليلية ورقابة بصورة أكبر من الأسر على الأبناء، وخاصة من لديهم فرط في الحركة، ودائمي النشاط في المنزل، وكذلك تركيب سياج حديدية إذا تطلب الأمر على النوافذ والشرفات، حرصاً على حياة أبنائهم، مع عدم تجاهل دور الجهات المعنية في المباني بضرورة إتباع طرق السلامة في تلك المباني عند إنشائها.
رقابة لصيقة:
وأكدلؤي النقبي، من الشارقة، أن المشكلة الحقيقية في حوادث سقوط الأطفال من الأماكن المرتفعة، تكمن عند وقوعها فتجد التصريحات والتحركات والتفاعل معها كثير ومن ثم تنسى بعد ذلك لتعود الكرّه من جديد عند وقوع حوادث أخرى ويذهب ضحيتها الأبرياء.وأشار إلى أن من أهم حلقات تلك القضية عدم وجود رقابة لصيقة من قبل الأسرة على الأبناء في تحركاتهم في المنزل بصورة مستمرة، وبالتالي عدم التهاون في ترك نوافذ وفتحات قد تكون سببا رئيسيا في الواقعة وفي لحظات قد يغفل فيها رب الأسرة. وأضاف أن للجهات المعنية أيضاً دورا في المشكلة، من خلال ضرورة تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة في المساكن، من حيث حجم الفتحات وارتفاعها وطبيعتها، وما إذا كانت تلك الفتحات لأسفل مما يساعد في وقوع حوادث السقوط، وضرورة أن تكون هناك بدائل بأن تكون عملية التهوية أكثر أماناً، كأن تصميم الفتحات بصورة علوية لايستطيع الطفل الوصول إليها.
موسم الحوادث
من جانبه، أفادحاتم مصطفى، والذي يقطن في منطقة النهدة بالشارقة «الطابق التاسع»، أن حوادث سقوط الأطفال من البنايات السكنية أمر بات يزعج ويقلق الجميع، ويجعل أولياء أمور الأطفال في حالة من الخوف عليهم بصورة مستمرة، خصوصا أن تلك الحوادث تعود للحياة الاجتماعية بصورة أكبر، مع بداية اعتدال الأجواء وانتهاء فترات الحر الشديد، وبالتالي لجوء الأسر لفتح النوافذ للاستمتاع بالأجواء.
وأضاف أنه، خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام، يلاحظ تكرار حدوث مثل هذه الوقائع المؤسفة التي يذهب ضحاياها أطفال أبرياء، وكأنه موسم لتلك الحوادث، لترتفع معها الأصوات الحزينة والغاضبة من هذا الأمر، ومن ثم تعود الوقائع من جديد. وأكد أن المسؤولية في هذه الحوادث مشتركة بين الأسر والجهات المعنية في تنفيذ تلك الأبراج الشاهقة، وضرورة التزامهم بتطبيق شروط أكثر أمناً وأماناً، لمنع تكرار وقوع مثل هذه الحوادث إلا أن الجزء الأكبر من المسؤولية يكون من نصيب الأسر وضرورة الانتباه لأطفالهم، وعدم تركهم في أيدي الخادمات اللاتي قد ينشغلن عنهم للحظات وقد تقع الكارثة في لحظة «لا سمح الله».
مسؤولية الأسرة
من جهته أكد غسان مصطفى يوسف طه،أن حوادث سقوط الأطفال من الأماكن العالية، أمر تكرر كثيراً خلال الفترات الماضية، ومن وجهه نظري، المسؤولية في المقام الأول تقع على عاتق أولياء الأمور، وضرورة متابعة الأطفال في جميع الأوقات خلال تواجدهم في المنزل، وتأمين المنزل بإغلاق جميع المنافذ التي قد يسعى الطفل للوصول إليها وبالتالي يقع الحادث. وذكر أن من بين التزامات الأسر كذلك، أهمية وضع اشتراطات في شققهم التي يسكنون فيها من خلال إحكام إغلاق النوافذ، والبلكونات، خصوصا التي بها فتحات واسعة، قد تساعد على سقوط الأطفال حال التوجه إليها أو غفلة الأسرة عنهم.
أرواح بريئة
بدوره أشار زهير مصطفى المصري، الذي يقطن في إحدى الشقق السكنية بمنطقة الناصرية بالشارقة «الطابق الثامن»، إلى أنه حريص بصورة كاملة على التدقيق الوقتي في كل لحظة على التأكد من عدم وجو د نوافذ مفتوحة قد تتسبب في حادث سقوط «لا قدر الله». وقال: لدي طفلة عمرها سنتان، وفي كل حادث سقوط أسمع أو أقرأ عنه في وسائل الإعلام، أشعر بضيق شديد على تلك الأرواح البريئة التي تلقى حتفها بهذا الشكل المؤسف، وعليه يجب أن ينتبه الجميع لأبنائه داخل المنزل كونهم أطفالا لا حيلة لهم في تصرفاتهم التي تخرج منهم بعفوية دون أن يدركوها. وطالب أيضاً الجهات المعنية بأن تعيد النظر في طبيعة المباني والمنشآت السكنية المرتفعة جداً خصوصا في اشتراطات أكثر أمناً وسلامة في النوافذ والفتحات لتكون أكثر أماناً للأسر على أبنائهم من صغار السن. هناك بعض الحالات تتطلب متابعات من الأهل والتحاور معهم لكي لا يكون هناك إقدام على فعل جرمي من الأشخاص كالتخلص من حياتهم مثلاً، وإدراكهم بأن هذه الوسيلة لجأوا إليها كنوع من عدم قدرتهم على حل المشكلة، وبالتالي تخلصوا من حياتهم. ونوه إلى ضرورة أن تأخذ الجهات المعنية بالبناء، أمر اشتراطات السلامة في الحسبان في جميع المباني الجديدة، لكي لا يكون الأطفال عرضة للسقوط في أي لحظة قد يغفل الأهل عن متابعتهم فيها.
لحظة فارقة
وقالت منى الكعبي، من الشارقة، إن الحوادث التي يتعرض لها الأطفال تحدث في لحظة وفي كل مرة تحدث الواقعة يثبت أن هناك لحظات قليلة فارقة بين الحادث والوفاة وأن في كل حادث يتعرض فيه طفل لمكروه، يتجدد الأمر في ضرورة أن يكون هناك انتباه أكثر من قبل أولياء الأمور في توفير الرعاية وسبل الأمن والسلامة لهم.
وأشارت إلى أن الأطفال بطبيعتهم كثيرو الحركة والنشاط في المنازل وخاصة، كما وأنهم لا يعون لأفعالهم والمخاطر التي قد تنجم عن تحركاتهم غير المحسوبة.
فريق مشترك لدراسة أسباب الحوادث
الإبلاغ فوراً عن أي أعطال بالنوافذ والأقفال ضرورة ملحة
أوصت دراسة حديثة قامت بها إدارة مركز بحوث الشرطة في القيادة العامة لشرطة الشارقة، بتشكيل فريق عمل مشترك بين كل من الإدارة العامة للدفاع المدني، ودائرة التخطيط والمساحة وبلدية الشارقة بالقيام بحملات توعوية وتفتيش لجميع المباني السكنية القديمة والحديثة، والتأكد من توافر إجراءات واشتراطات الأمن والسلامة.
كما أوصت بضرورة الاطلاع وتطوير كتيبات التوعية عن الأمن والسلامة المنزلية، خصوصا سلامة الأطفال من السقوط من الأماكن المرتفعة، باللغات العربية والإنجليزية والهندية والإيرانية، والقيام بحملة توعية وتوزيعها على الجمهور، والاستعانة بكافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والإلكترونية، لتوعية الأسرة وبيان حجم المشكلة.
وطالبت الأسرة اتخاذ بعض التدابير الوقائية لحماية الأطفال من السقوط مثل، عدم ترك الأطفال وحدهم في الشرفات دون رقابة ممن يكبرهم سناً، وعدم ترك قطع الأثاث بالقرب من النوافذ حتى لا يتسنى للأطفال التسلق عليها، وبالتالي السقوط من النافذة والإبلاغ عن أي أعطال متعلقة بالنوافذ والأقفال حال وقوعها.
وأوصت كذلك البلدية ودائرة التخطيط والمساحة باستحداث تشريعات تلزم مالكي البنايات بوضع نوافذ بطريقة آمنة، بناء على توصيات اللجنة الفنية المشكلة حاليا لإعادة النظر في المواصفات الفنية للبلكونات) وإلزام مالكي البنايات بتركيب أقفال على النوافذ لمنع انزلاق الأطفال منها، خاصة تلك التي تزيد فتحات الخروج منها على أربعة بوصات، وإلزام مالكي البنايات بوضع شبك حماية معدني بحيث لا يتعارض مع خطط مكافحة الحريق بالدفاع المدني.
وأوصت بقيام دائرة التخطيط والمساحة باعتماد مواصفات هندسية معينة للشقق السكنية، وإلزام مالكي البنايات والمهندسين بالتقيد بها، وذلك بهدف إعطاء الأطفال متنفسا للتحرك داخل المنزل وعدم اللجوء للشرفات والبلكونات.
الوقاية خير من العلاج
أكد الدكتور خالد خلفان بن سبت، اختصاصي الأطفال في مستشفى القاسمي بالشارقة، أن الوقاية خير من العلاج في جميع الأحوال والمشكلات، وهو ما ينطبق على حوادث سقوط الأطفال من علٍ، وأن التقليل منها أمر يحتاج إلى جهود مشتركة من قبل جهات عديدة، أو بالتوعية المستمرة من قبل وسائل الإعلام للأهل بضرورة الانتباه بصورة أكبر لأطفالهم، ومتابعتهم بصورة مستمرة، لأن حركتهم سريعة وقد تحدث الواقعة في لحظة.
وأفاد خالد بن سبت أن حوادث الأطفال غالباً ما ينتج عنها رضوض كبيرة وكسور في مناطق متفرقة من أجسامهم نظراً لقوة الصدمة التي يتعرضون لها، بالمقارنة بأجسامهم الصغيرة وهو ما يجعل إصاباتهم في أغلب الحوادث مميته في لحظة وقوعها، كما أن بقاءهم بعد الحوادث على قيد الحياة، قد يسبب لهم عاهة أو إعاقة دائمة تلازمهم طوال حياتهم مما يجعلهم في حاجة لرعاية وعناية أكبر من مجتمعاتهم وأسرهم.