فرح العبداللات- الوطن الكويتية-
التحرش الجنسي بالطفل ,هي ظاهرة تفشّت في السنوات الأخيرة بالدول العربية , وإن تطرقنا إلى المعنى العام للتحرش هو كل إثارة يتعرض لها الطفل/ـة بشكل متعمد كالإغتصاب ,و إزالة ملابس الطفل, مداعبته و ملامسته جسدياً, تعريضه لمشاهدة صور فاضحة و مخلة بالآداب العامة,و هو نفسه الذي يؤدي إلى الاستغلال الجنسي أو الجسدي للطفل من أجل إرضاء رغبات ذلك المُعتدي مستخدماً بدوره القوة و السيطرة عليه متخللاً بالعنف في بعض الأحيان إن رغب السرعة في الأداء مع الإنجاز بزمن تتشكله ثوان معدودة على الأصابع.
غالباً ما تحدث كوارث التحرش بالطفل في أثناء غياب الوالدين عن أبنائهم ,أو غض النظر عن متغيرات قد تصيب الطفل "نفسياً أم جسدياً" واعتبارها أمور بديهية منحصرة بتقلبات المزاج فقط, لكن للأسف غالباً ما تُهزم توقعاتهم مترتبة عليها نتائج وخيمة لا يحملها تربية أب أو حنان أم ,فهل يعلمون بأن دلائل الدراسات تنص على أن نسبة 75% من المعتدين /المتحرشين هم من الأقارب " أخ, عم,ابن خالة,ابن عم,.." و نسبة 20% تكن من الوجوه المألوفة لدى الطفل "الخادمة,السائق, حارس البناية,المعلم" أما 5% تشكلوا من الغريبين عنه وجهاً ووجوداً .يتبع المتحرش عدة أساليب و حيل لجذب الكرة إلى ملعبه, فيقوم باتباع وسائل الترغيب و الإغراء كتقديم لهذا الطفل الحلويات و الألعاب ليطمئن قلبه و القيام بطلب المزيد من السكاكر و بالتالي القيام بهذا العمل الفاحش, أما وسائل الترهيب فيقوم بتهديد الطفل بفضحه أو القول لوالديه ليعاقب ,أو حتى القيام بضربه إن لم يستجب لتلك النزوات, مما يُلاحظ على الطفل تغيرات تطرأ عليهم مختلفة و نسبية التأثير متوقّفة على العمر حيث صنفت إلى صنفين , صنف تحت الخمس سنوات و غالباً ما تنتج أعراض متمثلة بالبكاء الشديد من دون سبب واضح, تقيؤ من دون سبب ,عدم التحكم بالإخراج " البول /البراز",اضطراب واضح بالنوم مع خسارة ملحوظة في الوزن. أما الصنف الآخر والمتمثل ما بين السادسة من العمر إلى البلوغ فتنحصر الأعراض كالتالي : خوف شديد من أشخاص أو أماكن معينة,اضطراب النوم و مشاهدة كوابيس مزعجة,اكتئاب,الفشل في تكوين العلاقات و الصداقات الجديدة,حب الانعزال بالنفس,تواجد مشاكل متعلقة بالميول الجنسية,مشاكل في التغذية و انعدام الشهية,التأخر في التقدم الدراسي ,الانحياز للسلوكيات العنيفة و الخشونة مع كل من حوله,بالإضافة إلى احتمالية تعاطي الممنوعات في بعض الأحيان .
حرم الدين الاسلامي هذا النوع من الأعمال المهينة للنفس و المنتهكة لحقوق الإنسان و حقوق الطفل بشكل خاص, فيستغلون أضعف كائنات الله على الأرض لإشباع رغباتهم الحيوانية و الخالية من المنطق و الشرع و العقل و المجردة من العواطف و الشفقة و الرحمة, فكما يقول المثل الأردني « حط ابنك بكمّك لا تأمّن لأمك » فلا تقولوا هذا عمي و هذا خالي, خطأ واحد بلحظة من اللحظات من الممكن بأن يدفعّكم ثمن دهر بحاله , ثمن مليء بالحسرات و الآهات في قلوب ٍ غفلت عن أطفالها لمرة فقط, فاحرصوا على بقاء هذه النعمة و هذه الزينة التي زينتم بها الحياة سليمة النفس و الجسد, و إنهم لأمانة في أرقابكم إلى يوم الدين.