هشام صافي- الخليج الاماراتية-
في إطار اهتماماتها بحماية الأطفال ومنع الاعتداء عليهم وإيذائهم وإهمالهم، اتجهت وزارة الداخلية إلى تطوير سياسة حماية الأطفال في المدارس، ورفع مستوى وعي الجمهور بضرورة وأهمية حماية الأطفال، وتأسيس نظام لرصد الأشخاص الذين يمثلون تهديداً أو خطراً على الأطفال، وإنشاء قاعدة بيانات عن حالات الإساءة، والإجراءات والخدمات التي تجعل دولة الإمارات واحدة من أكثر دول العالم أمانا للأطفال.
رئيس اللجنة العليا لحماية الطفل في وزارة الداخلية اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي، أكد في حوار مع «الخليج» نشرته مؤخرا،أن الإبلاغ عن شبهات الاعتداء على الأطفال يمثل خطوة مهمة وأساسية في وقف الاعتداءات على الأطفال، مما يتيح تدخل الشرطة والخدمات الاجتماعية وجميع المسؤولين عن حماية الطفل، وقال في هذا الشأن أيضاً «إننا جميعاً نتحمل مسؤولية تحقيق العدالة والحماية للأطفال».
صحيح، يجب تشجيع سياسة الإبلاغ عن كل الجرائم التي يتعرض لها الأطفال مهما كان حجمها والجهة الفاعلة، أضعف الإيمان لأن لدينا وزارة داخلية لا مثيل لها على مستوى العالم، ليس رياء لا سمح الله، فهي أول وزارة داخلية خدمية، إنسانية على مستوى العالم، فيها أقسام وإدارات متخصصة لحقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية المختلفة والمساعدات الإنسانية، وغيرها الكثير، إلى جانب القيام بالواجبات الأمنية ببراعة وإنكار للذات، بما جعل الإمارات حقيقة أمنية للملايين من الشباب وغيرهم يتمنون العيش فيها وبناء مستقبلهم على أرضها.
الجميع مسؤول عن حماية هذا المخلوق الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، بتوفير البيئة الآمنة لمعيشته، فلا يغرق في مسبح، ولا يسقط من لعبة يلهو بها، ولا من شرفة بناية أو شباكها غير الآمن، ولا بسبب سيارة مسرعة، ولا أغذية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، ولا أدوية مغشوشة ولا وصفة طبية خاطئة.
كلنا مسؤولون حتى لو لم نكن من تلك الفئات، وجميعنا يجب أن نكون عيوناً مفتوحة، يقظة، لا ترى الجريمة وتصمت، ولا تشاهد إيذاء طفل ولا تبالي، ولا حتى توبيخه أو التهديد بالإيذاء والتوبيخ ونضع أيدينا في ماء بارد لأن الأمر لا يعنينا.
كل الأطفال أطفالنا، يجب أن نحرص عليهم، ونقدم لهم المساعدة وقت أن تلزمهم، والعون إذا احتاجوه حتى لو لم يطلبوه، ونحميهم ممن يجعلونهم أهدافا دنيئة لانحرافاتهم، ولا يعقل أن نتحرك فقط عندما تكون المصيبة في بيتنا أو لدى أقاربنا، فأمام الطفل يجب أن تتوحد المشاعر، ولا مجال إلا للإيجابي منها، الذي يعني الخير والمساعدة والرأفة، وكل الصفات والسلوكيات الحميدة.
مسؤولية مشتركة بتوفير متطلبات الطفولة في مرحلة ما قبل الروضة والمدرسة، بحدائق وألعاب وأندية يجد فيها الطفل كل مقومات نموه البدني والفكري، واكتشاف هواياته.
طفل الحارة والجدران الأربعة لن يرى للإبداع طريقاً، إلا من رحم ربي، ولن تكون حياته معاً، لكن طفل الرجاء والأمل والمستقبل هو من يعيش حياة آمنة، معاً، يجد فيها متعة الطفولة في الحركة واللعب والتعلم، وهذه أيضاً أعباء مشتركة وليست مهمة حكومية فقط.