رقية الهويريني- الجزيرة السعودية-
لا أود أن أستبق الأحداث وأظهر تشاؤمي حول إمكانية بروز ظاهرة اجتماعية خطيرة هي خطف الأطفال! برغم أنه لا يوجد حالياً ما يؤكد ذلك، ولكن ما تعرضت له الطفلة جوري الخالدي من اختطاف يثير القلق! حيث فقدتها أسرتها داخل مركز طبي في الرياض، حين انشغل عنها والدها بأداء الصلاة مما مكن الخاطف من استدراجها وحملها لسيارته خارج المركز.
أما سبب توجسي فهو امتدادٌ لما يحصل من ظاهرة اختطاف الأطفال في مصر مؤخراً، حيث باتت قضية اختطاف الأطفال تثير رعباً كبيراً بين أسر مصرية كثيرة. وتعزى التهمة لعصابات سرقة الأطفال إما بهدف استغلالهم في التسول، أو تصفية خلافات شخصية مع أسرهم، أو غيرها من الأعمال غير المشروعة، كتدريبهم على نقل المخدرات وتداولها؛ استغلالاً لقانون تخفيف عقوبة الأطفال والأحداث، أو لطلب فدية مالية كبيرة لأن الأهل في ذلك الموقف المرير يكونون على استعداد لتقديم مبالغ مالية ضخمة في سبيل إنقاذ وعودة أبنائهم.
ومع تزايد حالات اختفاء وخطف الأطفال في مصر؛ لجأت العديد من الأسر إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور أبنائها المختفين، والإعلان عن مبالغ مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم. وأخشى أن تصل الظاهرة لبلادنا لاسيما أن ظاهرة التسول باستخدام الأطفال صارت تتوسع وتستشري، وتعدت نقاط إشارات المرور حتى وصلت لشوارع الأحياء! وبات من غير المستغرب أن تجد امرأة تجلس على ناصية الشارع حولها أطفال تستدر عطف المارّة والعابرين!
ولكي نقطع الطريق على الخاطفين، ونحافظ على سلامة الأطفال؛ ينبغي الانتباه للطفل وعدم الانشغال عنه أبداً، أو تركه يتحرك بمفرده بالشارع أو الأسواق، أو السماح له بالابتعاد عن نظر والديه ولو لدقائق معدودة، أو الثقة بأي شخص من الغرباء دون رقابة مهما أبدى اللطف في التعامل. والحرص على عدم ارتداء الصغيرات للذهب والمجوهرات، كما أن الأمر يتطلب عقد ندوات ومحاضرات داخل المؤسسات التربوية والصحية والثقافية وعبر وسائل الإعلام للتوعية بكيفية حماية الأطفال من الاختطاف، وضرورة إبلاغ الشرطة حال وقوع الخطف، وعدم التعامل مع الجناة بمفردهم، لأن سلامة الأطفال تشكل أولوية للشرطة.
وعلى المواطنين كافة التعاون والتكاتف وتشكيل مجموعات تطوعية لمراقبة ومتابعة الأطفال في الأماكن العامة وفي الأحياء، وتوزيع منشورات لتنبيه الأسر وتوعيتهم للحفاظ على أبنائهم ونشر المعلومات عن الأطفال المخطوفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمساهمة في البحث عنهم.
ولاريب أن الوقاية والاحتياط والتصدي للأخطار قبل وقوعها خيرٌ من مواجهتها أو علاجها!