الوطن السعودية-
أكد اختصاصيون أن الاعتداء الإلكتروني خطر جديد يهدد الأطفال ومستقبلهم، لأنه من الأمور التي يصعب اكتشافها، مشددين على أن الأمومة والأبوة تضعان مسؤولية ضخمة على الأم والأب، وأهم عناصرها توفير بيئة آمنة للطفل، حتى يصبح فيما بعد إنساناً سوياً وسعيداً.
خصوصية الطفل
وقالت المستشارة التربوية المتخصصة في مجال حقوق الأطفال هوازن الزهراني، إن "الاعتداء بصفة عامة يعني مس خصوصية الطفل، سواء كان في الجسد، أو النظر، أو كل ما يتعلق بالحواس الخمس، ويدخل ضمن ذلك الاعتداء الإلكتروني الذي يتم من خلال المشاهدة، أو الألفاظ، وكل ما يشوه عقليته".
وأضافت أن "الطفل يمون معرضا للاعتداء الإلكتروني في حال مشاهداته لمقاطع عبر يوتيوب، لا تتناسب مع عمره، حيث يمثل ذلك اعتداء على براءته، إضافة إلى ما تشكله من اعتداء فكري يعكر أجواء الأسرة".
وأكدت الزهراني على "دور الآباء في حماية الأطفال من الاعتداءات الإلكترونية، ويتمثل ذلك في منحهم الوقت للحوار، والحديث معهم، ومراقبتهم، ومعرفة البرامج والتطبيقات التي يترددون عليها سواء في الأجهزة الذكية، أو إلعاب البلايستيشن، حتى لا يتعرضون لاعتداء من جهات خارجية عبر العالم الافتراضي الخطير".
تقصير المربي
من ناحية أخرى، يرجع المحلل النفسي المتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية هاني الغامدي حالات الاعتداء الإلكتروني على الأطفال إلى تقصير المربي في حماية هذا الطفل، يقول "عندما نتناول أي موضوع متعلق بالأطفال، يجب أن نحدد أولا المسؤول عن حماية هؤلاء من الانحراف الفكري أو السلوكي، وهو في غالب الأحيان الأب والأم".
وبين أن "الاعتداء الإلكتروني يجعل مخيلة الطفل ذات سقف عال، ورغم أنه لا يعي معاني أو أبعاد المعلومات التي يتعرض لها، إلا أنه قد يمارسها ويتصرف من خلالها دون وعي، بمعنى هو يشاهد أمر ويفعله دون أن يكون له معنى".
وأضاف الغامدي أن "طفل اليوم يشاهد العنف، والقتل، والتدمير، ويكون هو صاحب القرار بالقتل عن طريق الألعاب الإلكترونية، مما يؤدي إلى ارتفاع سقف التوقعات لديه، وقد يأتي يوم وينفذ ما يشاهده، ويمارسه إلكترونيا، في الواقع ولو بأشكال محدودة".
وشدد المحلل النفسي على أهمية مراقبة الأطفال، وقال "يجب على الأم والأب أن تكون علاقتهما قوية بأطفالهما، ومتابعين جيدين للتكنولوجيات والتقنيات الحديثة، وذلك لحماية الأبناء من خطر الاعتداء الإلكتروني".