الرياض السعودية-
يستقبل خط مساندة الطفل (116111) وفق أحدث الإحصائيات طيفاً واسعاً من المشكلات التي يطرحها الفتيان والفتيات بمختلف أعمارهم، وقد تناولت الاتصالات الجادة الواردة إلى خط مساندة الطفل (20281) موضوعاً مختلفاً من (15816) طفلاً تم تصنيفها إلى (11) موضوعاً أساسياً و(130) موضوعا فرعياً.
وتمثل مشكلات الصحة النفسية والاجتماعية عند الأطفال النسبة الأكبر من الاتصالات بواقع (28.1%)، تليها العلاقات الأسرية (20.9%)، فالمشكلات المدرسية (15.9%) والإيذاء والإهمال (15.8%)، ثم المشكلات في العلاقات بين الأقران (12.4%)، كذلك تمثل مشكلات الصحة النفسية، والاجتماعية النسبة الأكبر من المشكلات سواء عند الذكور أو الإناث وعند كل الفئات العمرية.
ودعت د. مها المنيف - الرئيس التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني - المجتمع المحلي إلى الانتباه والترويج لخط مساندة الطفل (116111) لضمان وصوله لأكبر شريحة من المجتمع -الأطفال دون 18 عاماً - واستمرار وصول الخدمات لهم للحفاظ على مجتمع سليم وجيل مثمر ومنتج، مؤكدةً أن ذلك لا يخص المؤسسات الحكومية فقط، بل هو شأن كل فرد تؤثر أفعاله في المجتمع.
دور فعّال
وقالت د. مها المنيف: إن خط مساندة الطفل قد اكتسب منذ التدشين الرسمي في مطلع عام 2014م اهتماماً متزايداً من كل شرائح المجتمع المختلفة، لما يقوم به من دور فعّال في خدمة الطفل والطفولة بالمملكة، كما أطلق خط مساندة الطفل مع وزارة التعليم حملات توعوية لطلاب وطالبات مراحل التعليم الحكومي والأهلي في جميع المدارس على مدار ثلاثة أعوام متتالية، وهي من أهم الحملات التي قام بها الخط لضمان وصولها لأكبر شريحة من تلك الفئة، مضيفةً أن الحملات تهدف إلى توعية الطلاب والطالبات بوجود جهة تقدم لهما الحماية والمساندة في حالة الحاجة لها، وتمكين الطلاب والطالبات دون سن (18) من الاتصال بالخط المجاني الموحد (116111)، وكذلك توعية أولياء الأمور بوجود خط مجاني يساند ويخدم الأطفال ويستجيب لاتصالاتهم ويستمع ويقدم المشورة الفورية لهم، مشيرة إلى أن برنامج الأمان الأسري الوطني يقوم بحملات على مدار العام حيث ساهمت في وصول خط مساندة الطفل الى الفئة المستهدفة في جميع مناطق المملكة.
14 ساعة
وأوضحت د. مها أن خط مساندة الطفل يعمل (14) ساعة يومياً على مدار أيام الأسبوع بمجموعة من المستشارات يصل عددهم إلى (23) مستشارة، كما يتم الرد على الاتصالات وتلقي المكالمات من قبل أخصائيات نفسيات واجتماعيات مدربات ومؤهلات لتقديم الاستشارات بمهنية عالية، حيث تعمل مستشارات خط مساندة الطفل على تفعيل مهارات الإنصات والاستماع الفعَّال لكافة تفاصيل المشكلة، وإعطاء المتصل الوقت الكافي لشرح مشكلته من كافة جوانبها، والوسائل التي حاول اتباعها لحل هذه المشكلة، ومن ثم يتم بعد ذلك مساندة الأطفال أو المتصلين نيابة عنهم معنوياً، وبناء الثقة وتقديم الإرشاد والمشورة المناسبة مع توفير البدائل والخيارات المتعددة وتحفيزهم لاتخاذ القرارات المتعلقة بهم بأنفسهم، مبينةً أنه عند ختام الاتصال يتم شكر المتصل ودعوته للاتصال مجدداً بالخط عند الحاجة في حال لم يحدد له موعد اتصال للمتابعة.
صفة عاجلة
وأكدت أنه يتم تحديد ماهية المشكلة وخطورتها من طبيعة الإحالة ومدى الاستعجال في التدخل والمعالجة، حيث يقوم الخط بإحالة كل المشكلات بصفة فورية أو عاجلة في نفس اليوم، والتحقق من وصولها إلى ضابط الاتصال في الجهة، كما يتم التحقق من المباشرة الفورية للمشكلات عالية الخطورة، خلال (24) ساعة للمشكلات متوسطة الخطورة، وخلال (72) ساعة للمشكلات الاعتيادية، مضيفةً أنه بعد ذلك تتم متابعة المشكلة مع الجهة من قبل الخط كل ثلاثة أيام وإعطاء الطفل أو ذويه إفادة عمّا تم بشأنها، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التباين في طبيعة المشكلات وحدتها، والوقت الذي قد يستلزمه حلها، مبينة أنه تمت مباشرة جميع الإحالات الواردة من الخط من قبل كل الجهات، كما تمت معالجة (88%) من المشكلات الواردة في تلك الإحالات في فترة وجيزة نسبياً، حيث يبلغ متوسط عدد الأيام التي يستغرقها حل المشكلات (32) يوماً، بالمقابل فإن متوسط عدد الأيام للمشكلات المعلقة تصل إلى (90) يوماً.
الحجر الأساس
وشدّدت المنيف ذات الاهتمامات في مكافحة العنف الأسري والعنف ضد الأطفال أننا بحاجة إلى فهم الطفولة وماهيتها، وتعلم فن الأمومة والأبوة في عصرنا الحالي، فالتربية تعني النمو والتطوير في القدرات والإمكانات النفسية والجسدية والعقلية والروحية، والقدرة على التكيف مع المجتمع والأسرة، مضيفةً أنه على الآباء والأمهات معرفة مدى أهمية هذه المرحلة، فهي الحجر الأساس في بناء أي أمّة، وكلما نالت الطفولة نصيبها من العناية والرعاية والحماية والتوجيه سهل على المراهق أن يمر بمرحلته الصعبة بطريقة أيسر وأمن، مبينة أنه كلما زاد الإهمال والتدليل الزائد للأطفال صعبت مرحلة المراهقة وأصابها كثير من الهزات، ذاكرة أن موضوع التربية موضوع متجدد، حيث كل أشكال التقدم والتطور الحضاري تنعكس على المربي، فتغير من رؤاه وأساليبه وتنعكس على النشء فتغير من تطلعاتهم وسلوكياتهم.. لهذا فكل الأمم تواصل مساعيها في معالجة مسائل التربية الشائكة، وتقديم أفضل طرائق تنشئة للتربية الصحيحة، وإكساب الأمهات والآباء مهارات وخبرات كيفية التعامل مع الأبناء.