المدينة السعودية-
«حنش»، «نجر»، «نازل»، «زرنة»، «ختمة»، «مطية» ..كليب . خنيفس .. عفوًا هذه ليست هذه أسماء معارك تاريخية خاضتها شعوب الأرض؛ من أجل البقاء، ولا أسماء كائنات أخرى إنما أطلقها آباء على أبنائهم وبناتهم دون دراية بدلالتها ومعانيها ، فشب الصغار يحملونها على ظهورهم مما أصاب بعضهم باضطرابات نفسية.
وخلال الفترة الماضية، انتشرت ظاهرة جديدة، وهي سعي عدد كبير من الشباب والرجال إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتغيير أسمائهم، التي يرون أنها قبيحة، أو غير مناسبة؛ وجعلت اتصالهم بمجتمعهم أمرًا بالغ الصعوبة، وهو ما يطرح تساؤلاً مهمًا، حول مدى شرعية إقدام الشخص على تغيير اسمه.
فى البداية يؤكد مواطن يدعى «حنيش»، أنه غيَّر اسمه إلى «محمد»، بعد تخرجه من المرحلة الثانوية، مضيفًا: «لا زلت أعاني من الاسم القديم، حيث يتعمد بعض الأصدقاء مناداتي به من باب السخرية»
على الجانب الآخر نجد فتيات دون العشرين عامًا، يصررن على تغيير أسمائهن؛ إما لكونها أسماء قديمة لا تساير الموضة، أو صعبة وتحمل معاني غريبة.
وتقول نورة أحمد، مواطنة، إن هناك بعض الأسماء التي تؤثر على الفتاة منذ الصغر، وتوقعها في حرج بالمدرسة وبالجامعة، فيما تقول فتاة تدعى حنان: «اسمي السابق كان غير مقبول، فقد سموني «حمامة»، حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية، فأقدمت على تغيير الاسم بعد أن عشت مرحلة صعبة للغاية من الاستهزاء والسخرية مع اسمي السابق».
ويرى خالد العامري، أن تغيير الاسم جائز شرعًا، بشرط ألا يتم التغيير بدافع التشاؤم، مشيرًا إلى حرص رسول الله صلى الله عليه و سلم، على تغيير بعض أسماء الذين أسلموا، إلى أسماء إسلامية، ذات بهجة، فغيَّر اسم « العاصي» إلى «عبدالله «، واسم «برة»، إلى «زينب»، واسم حرب إلى «الحسن»، كما وجه الأمة إلى حسن اختيار أسماء الأبناء، محذرًا من الأسماء التي تحمل معاني تحض على المحرمات والرذائل.
ويقول المرشد الطلابي عبدالرحمن الزهراني، إن الأسماء القبيحة تترك بصماتها السلبية على حامليها وتسبب لهم أذى وجدانيًا عميقًا، مشددًا على أهمية تغيير الأسماء قبل دخول الأطفال المدرسة؛ حتى لا تؤثر على مستوياتهم التربوية والتعليمية، مشيرًا إلى أن صاحب الاسم الحسن، يحمله اسمه ويدفعه إلى فعل المحمود من الأفعال، وذلك حياء من اسمه، لما يتضمنه من معانٍ حسنة، ويلاحظ في العادة أن أصحاب الأسماء القبيحة يصابون بالإحباط ويمارسون أعمالا قبيحة.
وعن أهمية اختيار الاسم، يقول الزهراني، كان أطفال الجيل السابق يتفاخرون بخشونة أسمائهم، التي تدل على القوة والشموخ، أو بحمل أسماء أحد الرموز والقيادات، فيما أصبح بعض الأطفال في الوقت الحاضر يشعرون بأنهم «غرباء» بسبب غرابة الاسم.
ويقول المرشد الطلابي، أحمد عبدالله الحسني، إن طلاب الصف الأول من أصحاب الأسماء الغريبة، يلاقون في بعض الأحيان السخرية والاستهزاء من زملائهم، في بداية الدراسة؛ مما يسبب عقدًا نفسية للأطفال، تفضي إلى كراهية الحضور إلى المدرسة، وهو ما قد يدمر مستقبل الطفل، مشيرًا إلى ضرورة أن تعمل المدرسة على انتشال هذا الطفل من المعاناة التي كان والداه السبب الرئيس فيها.
وحول رؤية الخبراء والاستشاريين للأسماء غير المناسبة، أوضحت الدكتورة جميلة سقا، أستاذ علم النفس بجامعة «أم القرى»، والمستشار الأسري، أن الإسلام وجه بحقوق كثيرة للأبناء على الآباء، ومن أهمها حُسن اختيار الاسم، مشيرة إلى قول النبي، صلى الله عليه وسلم: «من حق الولد على الوالد، أن يُحسن اسمه»، مضيفة أن بعض الأسماء تترك أثرًا في نفس الإنسان، فالتي تحمل معاني القوة والعظمة، نرى حامليها يتأثرون بمعنى الاسم.
50 مواطنًا يطلبون التغيير
أعلنت إدارات الأحوال المدنية عن تقدم نحو 50 مواطنًا ومواطنة بشكل أسبوعي في من مناطق المملكة، بطلب إجراءات تغيير أسمائهم ويتم نشرها تباعًا في الجريدة الرسمية.