شواهد تاريخية تؤكد أن ضياع الدول وفقدان الأمن والفوضى يأتي من انتشار الطائفية والتعصب وانعدام الثقة والتواصل بين أبناء الوطن الواحد ،وهو ما يمثل خسارة اللحمة والتكاتف والوطنية الحقة ، التناحر المذهبي والقبلي وأمثالهما خناجر مسمومة في جسد الأوطان تفتتها، تنتج الدم والموت لأن هناك من يعشق الدم ،يحاول بأساليبه الحاقدة المريضة نشره في أكبر مساحة ممكنة خاصة عندما يجد الأرضية المناسبة التي تساعدة على فعل ما يريد ويسعى له بكل ما يملك فهو لا يعيش الا وسط تلك الأجواء يتنفسها بلذة ومتعة .
أنظمة معروفة تدفع مليارات الدولارات ، تجوِّع شعبها من أجل نشر الفوضى والقتال بطائفية وتعصب مقيت في دول أخرى مستغلين أي فرصة لتحقيق أهدافهم وخططهم ، يجدون للأسف من يقف معهم ويصفق لهم مع أن مصير من يساندهم العذاب والموت فلا أمان لهم حتى لمن يقف معهم . إنهم يزرعون الطائفية والاقتتال ويسقونها ويرقصون على الجماجم والجثث بوعود وهمية خادعة كاذبة .
حملة « إحنا أهل « خطوة ممتازة تدخل في إطار الوحدة والتكاتف ونبذ الفرقة والطائفية تنفذها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المنطقة الشرقية وتحظى برعاية واهتمام من سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وهي كما اوضح مدير فرع الوزارة في المنطقة سعيد الغامدي تهدف الى إبراز أن العلاقة الموحِدَّة للمنطقة هي الوطنية والانتماء إلى الوطن مهما اختلفت المذاهب. والتركيز على نشر فكر التعايش وتقبل الاختلاف مع الآخر وبيان أن ما حدث من اعتداءات لا يُمثِّل أبناء الوطن . تنظيم الوزارة للحملة من خلال لجان التنمية الاجتماعية في المنطقة ، يستهدف أهالي المنطقة الشرقية ويحمل في طياته أهدافاً سامية، من بينها ردم الهوة بين المواطنين، وبناء جسور الثقة والتواصل، و نشر فكر التعايش بين أبناء المنطقة وتقبل الاختلاف مع الآخر.
الحملة « تتضمن نشاطات وبرامج تنفذ خلال إقامة الحملة التوعوية، التي تستمر على مدى أربعة أسابيع خلال شهر شعبان يتخللها إقامة معارض في مجمعات المنطقة الشرقية التجارية وتوزيع بروشورات توعوية بمشاركة مركز الحوار الوطني إضافة الى استعراض فيلم توعوي بهذه المناسبة، وفعاليات موجهة للأسرة، مشاركات شعبية وإنشادية وألعاب وجوائز ومسرحية بعنوان الحملة «حنا أهل» بمشاركة نجوم من الخليج، تُعد بداية للبرامج الصيفية للمنطقة.
يقظة :
تفعيل حملة «احنا أهل» لسائر مناطق المملكة وجعلها مناسبة سنوية تتبناها إمارات المناطق وتستضيف فعالياتها المتنوعة، لتأصيل مبدأ التعايش والأخوة بين أبناء الوطن بشتى اختلافاته وتنوعه، وايصال فكرة أن هذا التنوع يميزنا عن غيرنا من دول عديدة وهو كنز وارث لابد مِن الحفاظ عليه وجعله متماسكاً، وهي لُب الرسالة والراية التي حملها المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وهي «راية التوحيد» . حفظ الله الوطن وأدام علينا نعمة الأمن والأمان وأن نكون إخوة متحابين متكاتفين لحاضر ومستقبل وأمن الوطن والأجيال القادمة. . أحمد المحمد
فالح الصغير- المدينة السعودية-