نعيش هذه الأيام أصداء اللقاء الوطني الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بعنوان # التعايش _ المجتمعي. وهو ضمن لقاءات وسلسلة من الدورات والبرامج الثقافية قامت بها هذه المنظمة الوطنية التي تعمل على نشر ثقافة الحوار لتجعله أسلوبا للحياة فوق أرض وتحت سماء هذا الوطن المعطاء، وليس ندوة أو مؤتمرا ثقافيا تتم مناقشتهما ويخلصان إلى توصيات للنشر والإعلان في وسائل الإعلام.
وأنا هنا لست معرفا وشارحا لهذا الرمز وهذا المركز العظيم الذي يعيش ريعان شبابه بالغا من العمر أربعة عشر ربيعا منذ تأسيسه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى في عام 1424هـ، ومنذ ذلك العام قام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بجهود عززت المشاركة المجتمعية في سبيل نشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال مما يجعل التعايش والانسجام بين مكونات المجتمع الفكرية مستندا ومعتمدا على الكتاب والسنة في تعزيز اللحمة الوطنية والإسهام في إيجاد قناة للتعبير المؤثر الفعال في محاربة التعصب والغلو والتطرف، وإيجاد طرق لنشر المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر الإرهابي والرغبة في استمرار الحوار واتساع نطاقه ليدخل فيه المزيد من المتحاورين وليبحث عن طريقة المزيد من القضايا بهدف أن يتطور الحوار حتى يكون أسلوبا بناء من أساليب الحياة العامة في هذا الوطن العزيز.
نعود لنتلقى أصداء ملتقى التعايش المجتمعي الذي يهدف إلى بحث الأسس الشرعية والاجتماعية للتعايش المجتمعي، وإبراز النماذج الرائدة في التعايش المجتمعي على المستويين المحلي والدولي من خلال عرض التجارب الناجحة التي أدت إلى تعميق التعايش بين المكونات الفكرية للمجتمع، والتعرف على المعوقات والتحديات التي قد تواجه التعايش المجتمعي، وأيضا تحديد سبل وآليات تعزيزه والتأكيد على أهمية التسامح وقبول الآخر، وأخيراً دور العلماء والدعاة والإعلام والمؤسسات التعليمية لتعزيز التعايش ونشر ثقافة التسامح والمحبة بين أطياف المجتمع السعودي.
إن مشروع تعزيز قيمة الحوار في المجتمع السعودي، يتطلب العمل من جميع المؤسسات التعليمية والفكرية ويتطلب أيضا وجود مراكز فرعية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في كل مناطق المملكة، لكي تقوم بأنشطة ثقافية وتوعوية وتدريبية مستمرة، فهذه المراكز هي الطريق الأمثل لتعميم وتعزيز ثقافة الحوار لدى شرائح المجتمع المختلفة.
دخيل سليمان المحمدي - مكة السعودية-