اليوم السعودية-
استقبلت أسر وعوائل شهداء حادثة سيهات بمحافظة القطيف امس وفوداً من جميع محافظات المنطقة الشرقية، يمثلون عدداً من الأسر والشخصيات الاجتماعية، وذلك في ختام مراسم العزاء في الشهداء الخمسة الذين سقطوا برصاص الغدر الارهابي مطلع محرم الجاري.
وأكد عدد من الشخصيات الوطنية والخليجية أن مكافحة الإرهاب مسؤولية جماعية، وأن تعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الرشيدة يقطع الطريق أمام المتطرفين، مشددين على اهمية اللحمة الوطنية واستتباب الأمن لتفويت الفرصة على العابثين بأمن الوطن العزيز، ونشر ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة والاحترام بين مكونات الوطن، وتغليب المصلحة الوطنية، والتمحور حول القيادة الرشيدة، واجتثاث خطاب الكراهية والتحريض، والتعاون على البر والتقوى. وقالوا: إن وحدة الشعب وتلاحم ابناء الوطن أكبر وأقوى مما يتخيله الإرهابيون المجرمون مرتكبو حادثة الحيدرية، وأن الله تعالى خيّب أمل الحاقدين في تحقيق أهدافهم السوداء، مؤكدين وقوف الجميع صفا واحدا امام جميع دعوات شق اللحمة الوطنية، وأن ارادة الحياة ستنتصر على ارادة الموت والقتل.
من جهتها، أوضحت اللجنة المنظمة لمجلس عزاء حادثة سيهات أنه بعد انتهاء مراسم العزاء في المخيم أمس، بإمكان ذوي الشهداء استقبال المعزين في منازلهم سواء كانوا من خارج المملكة أو داخلها خلال الأيام المقبلة.
وعبرت اللجنة عن عظيم امتنانها وشكرها للقيادة على وقوفها مع ذوي الشهداء في أعقاب الجريمة النكراء، مقدرين في الوقت نفسه المشاعر الجياشة التي برزت أثناء زيارة محافظ القطيف خالد الصفيان لذوي الشهداء، الاربعاء الماضي، والذي نقل لهم خلالها تعازي القيادة.
وقدمت عوائل الشهداء عظيم امتنانها لجموع المعزين الذين حضروا مجلس العزاء، وعبرت عن شكرها لجميع إدارات وزارة الداخلية في المنطقة الشرقية؛ على تعاونها وتسهيلاتها خلال التشييع والعزاء.
بدورها، أكدت عوائل الشهداء ان الحادث الارهابي أفشل مخططات الارهابيين في التفريق بين أبناء الوطن وتشتيت أمرهم، مشددة على أن الأحداث الإرهابية ساهمت في ترسيخ اللحمة الاجتماعية بين الأسر وأنهم يعيشون ظرفا واحدا وعزاء واحدا.
وذكروا أن حضور الوفود هو تعزية ومواساة لنا، ولا شك ان المشاعر كانت ومنذ لحظة الحدث وإلى الآن ومستقبلا صادقة، وأن الجرح الذي حدث والفاجعة التي وقعت هي ليست فاجعة اهالي سيهات فقط، وانما للوطن بأسره، مضيفين: إن هذا الحادث اوضح عكس ما أراده فاعلوه، وانقلب السحر على الساحر، وزاد التلاحم الموجود أصلا ولله الحمد.
وقال رئيس اللجنة الاعلامية طالب التركي: ان زيارة الوفود من مختلف مناطق المملكة بمختلف شرائح المجتمع تدل على اللحمة بين اهالي المملكة، والوطن للجميع دون تمييز، ويجب علينا ان نحميه، مشيرا الى ان هذا الموقف يسجل لجميع الاطراف من ابناء الوطن، ونحن هنا لحمة واحدة امام عدو واحد. يذكر أن الحادث الارهابي قد وقع مساء الجمعة 3/1/1437هـ، وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه في حوالي الساعة السابعة من مساء الجمعة 3/1/1437هـ وفق تقويم أم القرى، تم رصد شخص يحمل سلاحاً من نوع رشاش بالقرب من مسجد في حي الكوثر بمدينة سيهات بمحافظة القطيف، وشروعه بإطلاق النار عشوائياً على المارة في محيط المسجد، حيث بادرت دورية أمن في الموقع بالتعامل معه بما يقتضيه الموقف وتبادل إطلاق النار معه، مما أدى إلى مقتله. وقد نتج عن قيامه بإطلاق النار مقتل خمسة مواطنين من المارة، بينهم امرأة، تغمدهم الله بواسع رحمته، وعدد من المصابين.