د. حامد بن شظا المرجان- الشبيبة العمانية-
يشهد عالمنا المعاصر اليوم مشكله الطائفيه والمذهبيه، ومدى تأثير هذه التركيبة على كل مناحي الحياة.الملاحظ ايضا بان الصراعات الطائفيه مرت عبر مراحل أتسمت خلالها بسمات مختلفة، فهي في بعض مراحلها تمثل قضية نزاعات تكفيريه اوعصبيه او عنصريه مثل الصراعات فى اليمن و ليبيا والفتن والاقصاء فى سوريا و العراق و لبنان.تعتبرا الطائفيه فى وطننا العربى هي المحرك الرئيسي للحياة السياسية والاجتماعية فى دولنا العربيه ولكن بنسب متفاوته وهنا تختلف من دوله الى اخرى، وهي على سبيل المثال العنصر المتحكم في كل مجالات الحياه فى اليمن مثلا. هذه المكونات السياسيه هى التي أغرقت الوطن العربي ولا زالت في الكثير من المشاكل منها التخلف والتهميش والانانيه والفساد الاقتصادى والسياسي بالاظافه الى الحروب الاهليه وعدم الاستقرار مما جعلقرارها السياسي فى ايدى القوى الاقليميه والدوليه من خلال دعم القوى الاقليميه لتلك الطائفه او ذلك المكون، والتي لازلنا نشهد حلقاتها فى اليمن والعراق وسوريا ولبنان.لهذا كان النظام السياسي العربي نظاماً طائفياًاو مذهبيا بكل بنوده وقوانينه وممارساته، الأمر الذي إنعكس سلبا على مجمل الأحداث، بحيث أصبح النظام السياسي يعبر فقط عن مصالح مكونات ذات مصالحمتعددة ، وليس معبراً عن مصالح الوطن.فالنظام السياسي فى دولنا العربيه هو نظام طائفي اومذهبى فالطائفية تتدخل في كل كبيرة وصغيرة. لذلك نجدالأحزاب السياسية تمثل فى الاساس مرجعيات طائفية و دينيه وليس لها علاقه بالوطن، على سيبل المثال الاحزاب ا لسياسيه فى هذا الدول ولو انها تطلق على نفسها اسماء مدنيه مثل حزب التجمع او الديموقراطى او الاحرار ولكن فى واقع الامر هى عباره عن تجمعات او احزاب قبليه او طائفيه. بعض الدول العربيه تسن دساتيرها على اساس مذهبى او طائفى، السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية طائفية او مذهبيه، ورئيس الجمهورية والنواب والوزراء منتخبين او معينيين على أساس مذهبى او طائفي او قبلى، الحكومة مشكلة طائفية او مذهبيه، والبرلمان ينتخب وتقسم على أساس طائفي اوقبلى او مذهبى . نستنتج من هذا بان الطائفيه والمذهبيه هي أساس كل ما نشهده من صراعات ومآس وخراب ودمار وفتن يتقاسم نتائجها الشعوب العربيه المغلوب على امرها، عندما جاء الربيع العربي استبشر العالم العربى خيرا لكن هذا حراك الربيع العربي كان عباره عن صراعات قبليه وطائفيه، فالطائفية كانت ولا زالت هي المتسبب الرئيسى في كل الحروب التي نمر بها، بمعنى أن الطائفية والقبليه تسببت في وقوع أكثر من حرب مدمرهفى منطقتنا العربيه وتم استغلال الوضع السياسي العربى أبشع استغلال من العديد من الدول الاقليميه والدوليه للتدخل في شؤونه الداخيه والخارجيه، دمشق‘ بغداد العروبه ومهد الحضاره العربيه الاسلاميه تتقاسمها حاليا جيوش العالم تحت شعار محاربة داعش؟. هذا التراث الذى نتغنى به جعل الامه العربيه ضعيفة فقيرة مهمشه اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. نظرا لحاله العالم العربى يري الكثير من المفكرين بان التحول الى نظام حكمالليبراليه السياسيه هو الحل الانسب لاستقراره.نظام الحكم المبنى على سيادة دوله القانون ونظام الحكم الليبرالى او الليبرالية السياسية وهو النظام السياسي القائم على نظامدولة التعددية الانتخابية من خلال النظام البرلماني الديمقراطي وكفل حرية الأفراد . اذن ماهى الليبراليه ولماذا نعتقد بان الحل الانسب لاستقرار الوضع السياسي العربي؟ الليبرالية في الفكر السياسي الغربي نشأت وتطورت في القرن السابع عشر.هذه الفكرة الليبرالية تبحث في تحديد طبيعه الحكم بين الحاكم والمحكوم. والذي دعا إلى الليبراليه فى ذلك الوقت هى أحوال وأنظمة الحكم السائدة في أوروباوالذى هو شبيه بواقعنا العربي اليوم، بسبب الصراع والحروب بين الطوائف والقبائل الاوروبيه المختلفه.واذا رجعنا الى معنى الليبرالية هي تعنى باللغة اللاتينية الحريه وهي تهدف بالطبع إلى تحرير الإنسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية السياسية والثقافية والاقتصادية. بسبب الظروف السياسيه ومعاناة الشعوب العربيه يجد مؤيدي فكر الليبرالىه تطبيق هذا النظام بدلا من النظام العربى الحالى خلاصاً للوصول إلى الاستقرار السياسي والاقتصادى والاجتماعى فمن هذا المنطلق السياسي الفلسفي يسعى أصحاب هذا التيار الفكري على استقلال الفرد وضرورة التزام النظام بالحرية الشخصية وحماية الحريات المدنية والسياسيه كما تتجه إلى تحديد العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، فالليبرالية لا تهتم بسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته ومحيطه الخاص من الحقوق والحريات ولكنها تعتبر صارمة خارج ذلك المحيط. إذن يرى مناصرو تطبيق الليبرالية بأن الفرد هو المعبر الحقيقي عن الإنسان بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة فرداً حراً له الحق في الحرية والحياة والمعتقد والسلوك والفكر والضميرإنه حقه في الحياة ووفقاً لقناعتهوالحق بأن يحيا الفرد بكامل اختياراته وما يستوجبه من تسامح مع غيره لقبول الاختلاف.اذن الليبراليه السياسيه هى البديل للطائفيه والقبليه والمذهبيه فى العالم العربى وبدون تطبيق نظام الليبراليه لا يستطيع العالم العربى بان يتحرر من فكر الجهل المدمر الذى قتل وشرد الملايين من ابناء الامه العربيه.