حسين أبوراشد- المدينة السعودية-
إن تطبيق الأحكام الشرعية بحق الإرهابيين الـ 47 لهو قرار يقطع الطريق أمام كل متربص بأمن البلاد وأمانها واستقرارها, ويمنح المواطنين والمقيمين المزيد من الثقة والاطمئنان نحو الدولة وحكامها والتزامها بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على كل شخص يعبث بأمن واستقرار هذا البلد, ويخرج على القانون, ثم إن تطبيق وتنفيذ هذه الأحكام الشرعية وبتلك الصورة الجماعية ليؤكد أن جميع المواطنين سواسية وأنه لا ميزة لأحد على أحد وبخاصة أمام شرع وأحكام الله.
إن تنفيذ أحكام القصاص بحق هؤلاء الـ 47 إرهابياً من المنتمين إلى الفئة الضالة نفذ من قبل ثلاث درجات قضائية تتضمن الحكم, والاستئناف والتدقيق الأخير من المحكمة العليا, ويمكن للمدعي خلال مراحل الحكم الاستعانة بمحامين, ناهيك أنه لا يمكن أن تتخذ أحكام القصاص القطعية إلا بعد تدقيقها من 13 قاضياً ومراجعتها من مستشارين مختصين. لقد أثار الحكم الشرعي الصادر بحق المدعو نمر النمر سعودي الجنسية حفيظة ملالي إيران كونه شيعي المذهب, معتبرين أنفسهم المسؤولين عن أي شيعي في أي وطن ينتمي إليه! وهم بهذا قد تدخلوا في شؤون دولة ذات سيادة, ضاربين بكل المعاهدات والأنظمة الدولية عرض الحائط, فأحرقوا وعبثوا بمبنى السفارة السعودية بطهران وقنصليتها في مشهد كل ذلك في غياب وتغاضٍ تام من الحكومة الإيرانية عن ذلك, وهذا عمل مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية.
لقد صدرت الأحكام وفق الشرع الحنيف, ولم تكن أحكاماً بدافع مذهبي أو طائفي ،ولو نظرنا إلى حيثيات منطق الحكم الصادر خصوصاً بحق نمر النمر وإجابته التي أقر فيها بأنه لا بيعة في عنقه لأحد, وأن البيعة لا تكون إلا لله ولرسوله ولأئمة الاثني عشرية, !!, واتهاماته التي وجهها للعلماء ،والقضاء, وللدولة نفسها, ولأنظمتها وقوانينها !, ومطالبته كذلك بالإفراج عن المدانين في قضية تفجير الخبر, وتحريضه للدفاع عن المطلوبين في قضايا تمس أمن البلاد والمعلن عنهم في قائمة الـ 23 وهروبه وتخفيه من رجال الأمن بعد أن علم أنه مطلوب للسلطة المختصة, ناهيك عن تزعمه التوتر الحاصل في بلدة العوامية, وتحميسه للشباب على مواصلة المسيرات والتجمعات...إلخ من جرائم الحرابة والإفساد في الأرض وترويع وقتل الآمنين.. وعلى القارئ الحصيف الحكم بعد ذلك.
لقد أيّد المواطنون ما تم إنفاذه من أحكام شرعية كانت الغاية في العدل والنزاهة بحق جميع الإرهابين الـ 47 ووقوفهم مع دولتهم ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن ومقدساته, وزعزعته واستقراره, وتأييدهم في خطوات تجفيف منابع الإرهاب, وقطع دابر كل معتنق للمنهج التكفيري, وكل من ينتمي إلى جماعات أو منظمات إرهابية, وتحريم وتجريم المذهبية بكل أشكالها, وشتى صورها, بل وأثبت الجميع أنهم يد واحدة مع قادتهم يعيشون تحت ظلهم متماسكين آمنين مطمئنين مستقرين ضاربين أروع الأمثلة على متانة اللحمة الوطنية, ومدى تماسكها, والعمل على صونها, والمحافظة عليها, والدفاع المستميت عنها. وليخسأ كل عدو حاسد متربص بهذا البلد الكريم المعطاء الشامخ.