ريهام سالم- شؤون خليجية-
فقدت السياسة الإماراتية عقب الربيع العربي دبلوماسيتها ودخلت في عالم التيه، مستخدمة ثرواتها وعلاقاتها وإعلامها وعملائها وجواسيسها وكل أذرعتها لمحاربة الربيع العربي بكل ما أوتت من قوة، وعملت على زعزعة نظام أردوغان ورسخت الانقلاب العسكري في مصر في مواجهة الإخوان المسلمين ودعمت إيران وأفسدت الثورة التونسية وعملت على تقسيم اليمن وتعبث في سوريا.
والأدهى من ذلك أنها تستخدم لغة "الاغتيال" لتصفية خصومها السياسيين وتنفيذ مخططاتها التآمرية ضد انتفاضات الشعوب العربية، حيث كشفت تقارير صحفية العام الماضي عن تورط الإمارات في ملف اغتيالات قيادات الثورة السورية، كما تحدثت تقارير أخرى في 2014، عن عملاء الإمارات السريين في تونس المكلفين بتنفيذ قائمة اغتيالات.
الإمارات تقود مخطط لاغتيال النفيسي
ليتواصل الحديث اليوم عن مخطط يقوده محمد دحلان -مستشار ولي عهد أبو ظبي، لاغتيال المفكر الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي -أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت- بتنسيق مع خلايا شيعية في الكويت عن طريق استهداف سيارته بعبوة لاصقة -بحسب ما كشفه صاحب حساب مجتهد الإمارات والذي يعرف نفسه على تويتر بأنه رحال داخل القصور والمؤسسات التابعة للدولة، موضحا أن مهمته كشف الفساد وفضح المفسدين-.
وبرصد مواقف "النفيسي" التي قد تدفع الإمارات لمحاولة اغتياله إن صحت تسريبات "مجتهد الإمارات", تبين أن المفكر الكويتي هاجم الإمارات مرارا عبر حسابه بتويتر، سواء بالتلميح أو بتوجيه اتهامات مباشرة، كما حذر من الخلايا الشيعية المدعومة من إيران في الكويت.
النفيسي يكشف دور الإمارات المشبوه في اليمن
فمنذ إعلان التحالف العربي المحارب لجماعة الحوثي الشيعية المسلحة، غرد "النفيسي" ملمحا إلى "النية غير السليمة" لمشاركة الإمارات في التحالف العربي، قائلا: "في اليمن نلاحظ أن السعودية مشغولة بالمجهود الحربي ضد الحوثي والمخلوع، بينما يجتهد بعض أطراف (التحالف) بالسيطرة على (استخبارات) يمن المستقبل".
وهي التغريدة التي أثارت حالة من الجدل حينها، بين متفق معها ورافض لها ومتهم النفيسي بالحقد على الإمارات، وأرجع مغردون في موقع "تويتر" سبب "حقد الإماراتيين على النفيسي"، إلى سخرية الأخير من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد قبل سنوات، حينما علّق المفكر الكويتي على زيارة "بن زايد" لقواته في أفغانستان بالقول "العيال كبرت".
فيما قال الداعية السعودي عبد المجيد المهنا: "لا أعرف أحدًا يعادي النفيسي إلا أذناب إيران ومن لف لفيفهم، فهو متفرغ للمشروع الصفوي".
وتابع الدبلوماسي ناصر بن خليفة: "النفيسي مفكر سبق غيره في معرفة ما تخطط له إيران من خلال معايشة ودراسة، لذلك من يكرهه هم عملاء إيران وتلامذة دحلان"، معتبرًا أن كل من يعادي النفيسي إنما يقف في صف إيران وأذنابها في المنطقة، بسبب مواقفه الجريئة والمعلنة ضد إيران وعملائها ومخططاتها في المنطقة .
كما حذر النفيسي من سيناريو التقسيم معاودا التلميح لدور الإمارات المشبوه في اليمن في تغريدات له نهاية العام الماضي، حيث تساءل عن دلالة تعيين محافظ عدن الجديد عيدروس الزبيدي، والذي كشف أنه رجل محسوب على إيران وله علاقات قويه مع جماعة الحوثي "الشيعة المسلحة"، مؤكدًا أن التعيينات الجديدة للأسف تخدم فكرة تقسيم اليمن، والذي هو بوابه واسعة لتغلغل إيران بالجزيرة العربية .
وعاد ليتحدث عن "الطرف" غير المتعاون في التحالف العربي باليمن – والذي أجمع متابعوه أنه الإمارات – والذي يسعى لتحويل الحرب من استعادة الشرعية لاستنزاف التحالف وعلى رأسهم السعودية. وقال: "إن إيران و(الطرف) يدعمان فكرة تقسيم اليمن من جديد ويدعمان كل القوى التي تنادي بالتقسيم" .
النفيسي يكشف تأييد الإمارات للتدخل الروسي في سوريا
وبالتطرق إلى الأزمة السورية، فسبق أن كشف "النفيسي" تأييد كلا من مصر والأردن والإمارات للتدخل الروسي العسكري في سوريا وذلك لحماية نظام الأسد، ومحاربة الجماعات الإسلامية".
وهي التغريدة التي اعتبرها مغررون تأكيدا لما نشر بأن مصر والإمارات والأردن اتفقت بشكل سري مع روسيا على دعم عملياتها في الداخل السوري"، وهو الموقف الذي يتعارض تماما مع موقف المملكة السعودية التي شكلت محورا سنيا مع تركيا وقطر، وعلى أثر إعلانه وقع تفجير بسيارة مفخخة استهداف قافلة عسكرية في أنقرة أسفرت عن مقتل 28 شخصاً.
النفيسي يتهم الإمارات بمحاولة إسقاط أردوغان
وفي أعقاب الحادث، كتب المفكر السياسي الكويتي المعروف الدكتور عبد الله النفيسي، تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أكد فيها أن "أطرافًا خارجية (منها خليجية) تمول الأكراد داخل تركيا، لإسقاط حكومة الرئيس أردوغان عبر إثارة القلاقل".
وتحدث مراقبون عن أن الإمارات هي المقصودة بالأطراف الخارجية الخليجية، حيث سبق أن اتهم "النفيسي" الإمارات بتأدية دور ضد التحالف العربي باليمن، رغم مشاركتها فيه، قائلًا: "إنها تنسّق مع المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين"، كما اتهمها في مرات سابقة بـ"ازدواجية الموقف"، داعيًا دول التحالف، وعلى رأسها السعودية، بالحذر منها.
النفيسي يحذر من الخطر الإيراني على الكويت
وبالدخول للشأن الداخلي في الكويت، فقد حذر "النفيسي" من الخطر الإيراني على الكويت وأذنابه التي تبرر له وتقدس إيران، قائلا إن له عيون وأذناب وآلات وأياد تنفذ.
وأوضح أن تلك العيون (الجواسيس) تكتب عنا تقارير مفصلة وترسل بها للسفارة الإيرانية"، مضيفا: "من مهام (الذنب) أيضًا مهمة التبرير للخطر الإيراني، مثل ذلك الذي يقول (أنا أضمن لكم إيران، وإيران لا تريد لنا إلا الخير)، في إشارة للنائب الكويتي عبد الحميد دشتي،– هذا ذنب ومدنس– ويقدس الدور الإيراني، ورأينا الخير في (العبدلي) وغيرها، وسوف نراه لاحقًا".
وتابع "النفيسي": "أما الآلات والأيادي فرأيناها في مجموعات الـ 25، والـ 24، والمجموعات التي تتلقى التدريب على السلاح والمفرقعات"، مشدداً على توقعاته السابقة بالخطر الإيراني، والآن أصبح "واقعًا مشهودًا"، مطالبًا بمعرفة العدو الحقيقي.
سجل إماراتي سئ في الاغتيالات
وبعد ما سبق الإشارة إليه من تحذيرات المفكر الكويتي "النفيسي" من دور الإمارات في الأزمة السورية واليمنية وتفجيرات تركيا، بات حديث صاحب حساب "مجتهد الإمارات" عن مخطط إماراتي لاغتيال النفيسي أمرا واردا، خاصة في ظل السجل السيئ للإمارات في هذا الشأن، حيث سبق أن اتهم ناشطون سوريون أبو ظبي بالوقوف خلف اغتيال قادة الثوار بسوريا.
واتهم النشطاء المخابرات الإماراتية بتزويد خلايا في الشمال و الجنوب بمعدات و أموال لتنفيذ اغتيالات تطال قادة في الثورة السورية.
وخلال عامي 2009 و 2010 أثيرت قضية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في دبي، والتي أفادت شرطة دبي إلى أن الحادث على الأرجح من عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وهو ما ردت عليه إسرائيل بالقول إنه لا يوجد دليل على أن ذلك.
كما طالت الاغتيالات أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات، وأشارت تقارير إلى أنه عند الحديث عن تاريخ الانقلابات في الإمارات فلابد من عرض بعض التفاصيل المخفية والتي تتعلق بحادث مقتل أحمد بن زايد رئيس (أبو ظبي للإستثمار) قبل عدة سنوات في المغرب مؤكدا أن الحادث هو عبارة عن عملية اغتيال.
تبعه في الحكم نجله شخبوط، وحكم خلال الفترة ما بين 1793-1816، ثم نقل الحكم لابنه محمد الذي حكم مدة عامين اثنين فقط، ليعلن لاحقا عن وفاته دون إبداء الأسباب، حسب "وطن".
تلاه في الحكم شقيقه طحنون، واستمر حكمه ما بين 1818-1833، إلا أنه تعرض لاغتيال أيضا، فخلفه شقيقه الأخر خليفة للفترة ما بين 1833-1845، لكنه تعرض أيضاً للاغتيال.
وسبق أن كشف الدكتور كساب العتيبي -استاذ العلوم السياسية في لندن، بعض تفاصيل مقتل أحمد بن زايد، مؤكدا أن الحادث عبارة عن عملية اغتيال.
ولمح العتيبي إلى تورط ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد بسبب صفقة أراد الاستحواذ عليها تقدر بالمليارات.
وتحدى العتيبي السلطات الإماراتية بفتح تحقيق حول الحادث واستجواب مدرب الطيران الذي كان برفقة أحمد بن زايد وقد نجا من حادث سقوط الطائرة فيما لقي أحمد بن زايد حتفه.