مجتمع » حريات وحقوق الانسان

أسماء عمانية لامعة

في 2016/04/11

حمدة بنت سعيد الشامسية- عمان اليوم-

في مقال هذا الأسبوع المنشور في جريدة (الشبيبة) للشاعر اللبناني زاهي وهبة، رد جميل على من ينتقد ثناءه المبالغ فيه للأنثى كما يراها منقدوه، واستذكرت بعض التعليقات على محتويات مقالي هذا الذي أقدم فيه نماذج لشخصيات عمانية ناجحة في شتى المجالات، الأمر الذي يثير حفيظة البعض على ما يبدو خاصة إذ ما ذكرت الاسم صراحة وهو ما أعترف بأنني كثيرا ما أفعل،إذ أنني قبل أن أكون كاتبة صحفية – إن جاز هذا التعريف – فإنني أم ومربية، يؤلمني كثيرا غياب القدوة والمثل الأعلى لجيل اليوم في حين أصبحت وسائل الإعلام تسوق أمثلة مثل مايكل جاكسون، وشاكيرا كنماذج للنجاح، وهي بالنسبة لي نماذج مشوهة لا تمثل حتى المجتمعات التي جاءت منها، ما بالك بمجتمع مسلم ومحافظ كالسلطنة والتي يضرب بها المثل في الاعتدال والتوازن من حيث الاحتفاظ بأصالة الماضي مع مواكبة التطور، لماذا علينا أن نستورد نماذج كهذه في حين تزخر أرض عمان الخير بنماذج نجاح مشرفة كالتي أكتب عنها في هذه المقالة من أمثال علي الحبسي، والشيخ خلفان العيسري وغيرهم من الأسماء الرائعة التي تشكل رحلات نجاح جميلة من واقع بيئتنا، شخصيات تمشي بيننا ونستطيع أن نتلمس نجاحها، لنقدمها للشباب الناشئ حتى يدرك أن النجاح في متناول يديه، حتى بالنسبة للشباب من أصحاب المشاريع الصغيرة التي يرى البعض أنني أضخم إنجازها من خلال الكتابة عنها، وأسوق لمشاريعها، ما الضير في ذلك، إذا كان هذا توجه الدولة في زيادة الدخل من المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضمن خطة تنويع مصادر الدخل، فكيف ستنهض مشاريع كهذه دون تشجيع ودعم من كافة الجهات، هذه مسؤولية نضطلع بها جميعا مؤسسات وأفراد وهذا ليس دور الحكومة وحدها، ثم إن هذه التجارب عملاقة فعلا بالنظر لعمر وتجارب أصحابها، إن هذا النشء الذي نكتب عنه وله هم أبنائنا وهم الثروة التي يعتمد عليها مستقبل عمان، نكتب عنهم ليدرك الشاب أن هناك نهاية غير الوظيفة تنتظرهم بعد إكمال مسيرتهم التعليمية، وإن هناك مشاريع ناجحة لشباب من مثل عمرهم وظروفهم، اتسع لهم سوق العمل العماني، وتوفر لهم الدعم والتشجيع، فلا ضير من أن نسوق مشاريعهم ونقدمها كنماذج نجاح يحتذى بها في زمن يحتاج فيه النشء كما ذكرت إلى قدوة، أدرك بأننا كعمانيين جبلنا على العمل بصمت والخوف من الشهرة، لكننا في زمن بات العالم فيه قرية صغيرة لذا فإن هذا التوجه لم يعد ممكنا، فأفواج من المعلومات والدعاية لنماذج لاتتوافق مع رؤيتنا للقدوة التي نريد لأبنائنا تصبها وسائل التواصل الاجتماعي صبا، دعونا لا نخشى الشهرة والظهور طالما أنه ظهور جميل ومشرف، نقدمه لأبنائنا أو نقدمه للعالم كصورة جميلة لعمان الجمال والسلام، فعمان كريمة بعطائها لا تنقصها المواهب ولا الإنجازات فهناك الكثير من قصص النجاح الجميلة التي مجرد الاطلاع عليها يبعث الأمل والتفاؤل بأننا ما زلنا بخير، وأننا لسنا مجرد تاريخ مشرف وأمجاد أجداد مازلنا نتغنى بها وإنما حاضر مشرق أيضا، فعمان التي أنجت الأجداد قادرة على أن تنتج مثلهم وأفضل، لأننا نعيش فترة هي الأفضل في تاريخ البشرية جمعاء وليس عمان فقط، دعونا ان لا نخشى الظهور وإبراز الأسماء طالما أنها أسماء جميلة ونظهرها بشكل أجمل.