إخواننا غير محددي الجنسية الذين نراهم في المجالات والتخصصات كافة، سواء كانوا عسكريين، أطباء، معلمين، محاسبين، مهندسين، لاعبين وغيرهم، كل منهم يخدم هذا البلد من موقعه، فمنهم من ضحى بدمه وبصحته وبوقته وبعافيته لخدمة الكويت، حيث عاشوا وتربوا في هذا البلد العزيز وولاؤهم لترابه.
في كل دولة من دول العالم نرى بأن جزءاً من شعبها أو حتى الأشخاص الذين يعيشون على ارضها، من غير المواطنين، نجد فيهم السيئ والجيد، ولكن يفترض بأن نبتعد كل البعد عن مبدأ «الخير يخص والشر يعم». فحينما نرى فئة منهم تحدث المشاكل وتثير الفوضى لا يعني بأن جميعهم سيئين، حيث لا ذنب للبقية بذلك، فالمخطئ لا بد وأن ينال عقابه بل أشد العقاب كي يكون عبرة لغيره. ويجب أن تكون نظرة كل افراد المجتمع لهم، شرعية إنسانية، فهناك البعض، ينتظر وقوع أي مشكلة فيها طرف من غير محددي الجنسية، ليعمم هذا الخطأ على الكل، وبقوله تعالى «من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا» {الإسراء: 15}.
السؤال المهم: إلى متى ستبقى هذه القضية؟ مرت سنوات والوضع يزداد تأزماً وتعقيداً. نثمن جهود اللجنة المركزية لتعديل أوضاع غير محددي الجنسية، لكن نريد منها تكثيف الجهود وتسريع إنجاز هذه المهام الواقعة على عاتقها. لا نشترط أن يمنح الجميع، الجنسية، لكن على الأقل ليتمكنوا من نيل الإقامة الدائمة.
نتمنى من الجهات المعنية أن تكثف الجهود وأن ترفع من درجة التركيز على هذه القضية، لحلها جذرياً بأقرب وقت ممكن. فمن يستحق منهم الجنسية لابد وأن نسرع بمنحها له، ومن لا تنطبق عليه الشروط فلابد أن نعجل بمنحه الإقامة الدائمة، ليتسنى للجميع العيش عيشة كريمة على أرض هذا الوطن المعطاء.
عبدالله عيسى الحبيل- الراي الكويتية-