مجتمع » حريات وحقوق الانسان

هل بدأ العد العكسي؟.. داعية سعودي يجيز قيادة المرأة للسيارة

في 2016/06/09

في أول تصريح من نوعه، أكد داعية سعودي موافقته على قيادة المرأة للسيارات بالمملكة في حال تم إقرار قانون رسمي يجيز ذلك، وهو ما يخالف الفتاوى التقليدية في المملكة التي تحرم قيادة المرأة للسيارة.

وتحدث الداعية السعودي، الشيخ عادل الكلباني، إمام جامع المحيسن بالرياض، في مقابلة تلفزيونية، مساء الثلاثاء، عن رأيه في قيادة المرأة للسيارة، مشيراً إلى أنه لا يمانع ذلك في حال إقرار قيادة المرأة للمركبات، مؤكداً أنه "لو تم إقرار قيادة المرأة فلا مانع لدي من قيادة بناتي للسيارة".

وبتصريحه هذا يخالف الشيخ الكلباني عموم مشايخ السعودية الذين أفتوا بتحريم قيادة المرأة للسيارة، لا سيما أن هيئة كبار العلماء أصدرت فتاوى عديدة بتحريمها تحت رئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز.

وتعتبر السعودية البلد الوحيد في العالم الذي تمنع فيه النساء من قيادة السيارات، وتعتبر القضية قضية رأي عام في المجتمع السعودي، ومع أن نظام المرور السعودي لا ينص على منع النساء من القيادة، فإن تراخيص القيادة لا تصدر إلا للرجال.

وتأتي فتوى الكلباني "مغذية" لطموح كثيرات من السعوديات اللاتي يسعين إلى كسر قيد منعهن من قيادة السيارات، وسبق الكلباني في تغذية طموح النساء السعوديات، ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي تعهد في تصريحات لمجلة بلومبيرغ، في أبريل/ نيسان الماضي، بحريات أكبر في البلاد فيما يخص المرأة.

وقال بن سلمان في حواراته المطولة مع بلومبيرغ: "أنا فقط أريد أن أذكر العالم بأن النساء الأمريكيات كان عليهن الانتظار طويلاً قبل أن يأخذن حقهن في التصويت، لذا نحن أيضاً بحاجة لبعض الوقت. أخذنا العديد من الخطوات، وفي عهد الملك سلمان النساء أصبحن قادرات على التصويت لأول مرة، و20 سيدة فزن في تلك الانتخابات".

وأشار إلى أن "النساء يستطعن العمل الآن في أي قطاع، في التجارة والأعمال والمحاماة والمجال السياسي وكل القطاعات. النساء يستطعن أيضاً تولي أية وظيفة يردنها، ونحن ندعم النساء في المستقبل، ولا أعتقد بأن هناك عقبات لا يمكن حلها".

وكانت تصريحات بن سلمان كشفت حينها عن رغبة لعدد كبير من النساء في المملكة في رغبتهن بقيادة السيارة، وهو ما تأكد من خلال حملة قادتها نساء على "تويتر" عنوانها "افعلها يا محمد بن سلمان"، دعت بشكل رئيس ولي ولي العهد السعودي، إلى السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، وفسح الطريق أمام المزيد من الحريات والحقوق للمرأة السعودية.

وتبقى تساؤلات مطروحة في مثل هذه القضية، تتمثل في إمكانية حسم الأمر بقرار سياسي حازم ينهي حالة الجدل الدائرة بين مكونات المجتمع السعودي في قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة كما يدعو إليه البعض، في حين يرى آخرون ضرورة اتخاذ مثل هذا القرار على أساس التوافق الثقافي والفكري بين كل مكونات المجتمع السعودي.

رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سابقاً، الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، يرى في تصريحات خاصة لـ"الخليج أونلاين"، أنّ القرار السياسي الحاسم تجاه قيادة المرأة للسيارة يكفي في هذا الموضوع، مشيراً إلى أنّ المرأة التي تركب سيارتها مع السائق ذهاباً وإياباً كل يوم أصبحت فقط تركب سيارتها بغير سائق، وهذا يعني- بحسب رؤية الغامدي- أنّه لن يحدث فرق ذو بال يدعو للتحفّظ على اتخاذه تحدياً لقبول كل الناس له.

وفي رده على من يعارض قيادة المرأة السعودية للسيارة يقول الغامدي: "إذا ما اتخذ قرار يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة فلا شكّ أنّ النظام سيضبط الحالة العامة في الطرق، وستصبح المسألة طبيعية بعد المضي في تنفيذه، وبطبيعة الحال فإنّ اتخاذ مثل هذا القرار يفضّل أن يكون مبنياً على تقبل عموم الناس له".

من جانبه يعتقد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود في السعودية، الدكتور سليمان العقيل، بأنّ القضايا الاجتماعية في المجتمع السعودي منذ الملك عبد العزيز حتى الآن لا تعالج بالقرارات السياسية الحاسمة، بل تعالج بالتوافقات الاجتماعية والتوجه المجتمعي نحوها.

ويرى العقيل في حديثه الخاص لـ"الخليج أونلاين"، أنّ قيادة المرأة للسيارة بالسعودية تعدّ قضية اجتماعية؛ المتنفذ الوحيد فيها وصاحب القول الفصل فيها هو المجتمع، ممثلاً في مكوناته المختلفة، التي لم تتفق بعد على الشكل العام لها لأسباب تباينت وتعددت، منها الجانب الديني الاجتماعي، ومنها الجانب الاجتماعي الصرف، ومنها النفسي، ومنها الجوانب السلبية المتوقعة التي يتخوف منها كثيرون.

ضرورة إعطاء المرأة الثقة الكافية والسماح لها بقيادة السيارة أكدتها معلمة سعودية، مكنتها جرأتها في قيادة السيارة من منع حدوث كارثة وإنقاذ حياتها وحياة آخرين غيرها.

وكانت معلمة سعودية أنقذت حياة زميلتيها بعد موت سائق المركبة التي كانت تقلهن، على إثر سكتة قلبية مفاجئة، أثناء عودتهن من عملهن على طريق حائل القديم، ديسمبر/ كانون الأول 2015.

وذكرت المعلمة أماني المنصور أن السيارة التي تقلهن بدأت تنحرف نحو اليمين واليسار وتميل نحو السيارات المقابلة، ويخرج شرر من الجهة الأمامية، ونحن نتحرك على طريق ذي مسار واحد، ففتحت الستارة وكانت الصدمة".

وتابعت: "فوجئت بالسائق راقداً على اليمين غائباً عن الوعي وقدمه على دعاسة البنزين والسيارة تسير بسرعة، فتوقعنا أنه مغمى عليه".

وأضافت المعلمة: "بدأت زميلتاي في البكاء وأصابهما الخوف، بينما تقدمت أنا من المقاعد الخلفية إلى الأمام، وأدخلت يدي نحو السائق وأمسكت بالمقود وأنا لا أعرف عن قيادة السيارة أي شيء، ولكنه كان تصرفاً عفوياً مني لإنقاذ الموقف"، مستطردة بالقول: "تمكنت من السيطرة على مقود السيارة والطريق تسير عليه الشاحنات والخطر لا يزال قائماً، ثم استطعت أن أطفئ المحرك وخففت سرعة المركبة وتوقفت إلى يمين الطريق".

كامل جميل - الخليج أونلاين-