مجتمع » حريات وحقوق الانسان

السلطات السعودية تعتقل الشيخ «إبراهيم السكران» منذ أيام وتضعه في سجن بالرياض

في 2016/06/14

قالت مصادر وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من الباحث الشرعي السعودي «إبراهيم السكران»، إنه تم اعتقاله منذ عدة أيام، وأنه الآن في سجن البحث الجنائي بالرياض.

وعلى الفور دشن ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسما تحت عنوان « #اعتقال_ابراهيم_السكران»، أدانوا خلاله الخطوة السعودية باعتقال الباحث الشرعي، وإن كانت التغريدات لم تخل من بعض التأييد للخطوة ذاتها.

وأرجع ناشطون سعوديون سبب اعتقال «السكران» إلى «انتقاده المبطن» لمسار السياسات السعودية مؤخرا، خاصة فيما يتعلق بالاعتقالات، وملاحقة بعض الشباب.

واستند أصحاب هذا الرأي إلى التغريدة التي كتبها «السكران على حسابه بـ«تويتر» في 29 مايو/أيار الماضي، والتي قال فيها: «ثبت بالتجارب المتواطئة أن عنف السلطة قد يحول الحقوقي إلى انتحاري, وفي صحيح مسلم: إن الله يعطي على الرفق, ما لا يعطي على العنف».

فيما أرجع آخرون السبب في اعتقاله إلى انتقاده للإعلام السعودي، وهو نفس السبب الذي اعتقل من أجله الأكاديمي البارز «أحمد بن سعيد»، قبل أن يتم الإفراج عنه.

وكانت آخر تغريدة كتبها السكران على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نهاية الشهر الماضي، وقال فيها: «من يصدق أن إعلاما منسوبا لبلد الحرمين، يجعل جرائم السفاح الشيعي سليماني (قاسم سليماني) تحريرا، ويجعل دمعة الخطيب السني، إرهابا، .. تطرف ليبرالي بلغ مرحلة جنونية».

وأشاد عدد من الناشطين بدور «السكران»، في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، واعتبروا أن تغريداته السابقة عن التنظيم أصابت الأخير بمقتل.

يشار إلى أن «السكران» وجه رسالة قبل سنوات إلى العاهل السعودي السابق الملك «عبد الله بن عبد العزيز»، طالبه فيها بالتدخل من أجل حل قضية المعتقلين واعتقال النساء.

ومن أبرز تغريدات «السكران» المدافعة عن المسلمين السنة والداعية لحقن دمائهم في كل مكان، قوله: «الفلوجة وحمص وصنعاء ضحايا لجزار وأحد وذريعة الإرهاب التي يدعيها هنا، ادعاها هناك والليبرالي المساند لذبح الفلوجة، هو من اعتبر نصرة الشام تحريضا».

ومن تغريداته أيضا: «يصفق لمجازر السيسي (الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) في المبادين، ويتغنى لإيران تذبح الفلوجة، ثم يجعل نصرة مستضعفي الشام إرهاب يستوجب المحاكمة! كيف تحجرت القلوب ومات الحياء«!».

وكتب أيضا: «إذا بلغت بهم العمالة تسمية إرهاب سليماني تحريرا للفلوجة، فلا يستبعد أن يكتبوا لاحقا  : الحوثي يحرر صنعاء، وبشار يحرر حمص، وحزب الله يحرر طرابلس!».

وقبل أيام، رأى الكاتب العُماني، الدكتور «زكريا المحرمي»، أن اعتقال السلطات السعودية للدعاة والكتاب الدكاترة «محمد الحضيف» و«عبدالعزيز الطريفي» و«أحمد بن سعيد»؛ يعود على ما يبدو إلى الخشية من رده فعلهم حال توقف حملة «التحالف العربي»، التي تقودها السعودية، في اليمن.

 

بينما ربط المغرد السعودي الشهير «مجتهد» هذه الاعتقالات بمخطط لولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان» يهدف إلى كسب رضا أمريكا، بنصيحة من «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي.

وقال «المحرمي»، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «‏يبدو أن اعتقال الحضيف والطريفي وبن سعيد مؤقت بسبب تأيدهم عاصفة الحزم (حملة التحالف العربي)، والخشية من ردة فعلهم حال توقفها الوشيك».

ولم يوضح الكاتب العماني المصادر التي استند إليها في معلومة التوقف الوشيك لحملة «التحالف العربي» في اليمن.

بينما قال «مجتهد» في عدة تغريدات إن «القبض على بن سعيد وغيره هو ضمن حملة أشار لها قبل شهر تقريبا»

ولفت إلى تغريدات نشرها في 8 مايو/أيار الماضي بشأن ما أسماه بـ«مشروع محمد بن سلمان التغريبي» بتوجيه من «محمد بن زايد».

وقال في هذه التغريدات، آنذلك، إن «مفتاح إرضاء أمريكا، سوى محاربة الإرهاب، هو في مجالين: (1) إبعاد السعودية عن قيم الدين التي ترسخ الهوية الإسلامية، (2) توسيع العلاقات مع إسرائيل».

وأضاف: «أما المجال الأول فقد أقتنع ابن سلمان أن تكون الإمارات نموذجا يحتذى في التعامل مع الدين؛ ليبقى الدين رمزيا، ويقمع من يريد تجاوز هذه الرمزية».

ولهذا السبب، حسب «مجتهد»، «أعد ابن سلمان حملة إرهاب واعتقال لما يسمى علماء الصحوة، وجعل اعتقال الطريفي بلونة اختبار يقرر بعدها حجم القمع بناء على ردة الفعل».

وتابع: «هذا يؤكد ما ذكرته في البداية أن أوامر اعتقال للأمن السياسي تصدر من ابن سلمان ما عدا قضايا الإرهاب، التي لا يزال ملفها بيد ابن نايف».

تويتر-