مجتمع » حريات وحقوق الانسان

«عاشوا الخوال».. وسم سعودي ردا على حلقة «سيلفي» المثيرة عن العنصرية

في 2016/06/17

حالة من الجدل على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، سببتها الحلقة العاشرة من برنامج «سيلفي 2»، التي تعرضه قناة «إم بي سي»، عقب تناولها موضوع العنصرية بين البيض والخوال.

الحلقة التي تحدّثت عن التمييز الذي يعاني منه بعض أبناء المجتمع السعودي بسبب لون بشرتهم، تلقت انتقادات من سعوديين لمعالجتها القضية بطريقة عكسية، منتقدة أصحاب البشرة البيضاء، بينما اعتبر آخرون أن هذه الظاهرة موجودة، وأنها أحد العوامل في منع زيجات عديدة.

وتناولت الحلقة العاشرة، موضوع العنصرية بين البيض والخوال، حيث جاءت بداية الحلقة العاشرة، بمرور «ناصر» في أحد شوارع الحي المجاورة لمنزله، وأثناء وصوله إلى المنزل يصفه طفل ذا بشرة سوداء بالأبيض حتى يتأثر «ناصر» من هذه الصفة.

ويدخل «ناصر» إلى المنزل ويجلس مع أسرته الخوال، وأثناء حديثهم يحاولون إقناعه بأنه خال، ويجب الاعتزاز بنفسه ورفع رأسه.

وفي ظل أحداث الحلقة التي عرضت الأربعاء، يتصل «ناصر» بحبيبته في الحي، ثم تدخل أختها فجأة أثناء حديثها معه، وتستفزها لأنها تتحدث إلى شخص أبيض.

ويذهب «ناصر» مع أسرته للتقدم لحبيبته في الحي، لكنهم يرفضونه لأنه أبيض البشرة، ويحزن «ناصر» ثم يذهب ويتقدم من فتاة أخرى من البيض، ويوافقون لكنه يتخوف من أسرته الخوال.

ثم عاد فتح الموضوع مع أسرته لكنهم يرفضون من زواجه بفتاة بيضاء، وذلك بسبب العادات والتقاليد، ثم ذهب «ناصر» للزواج من الفتاة البيضاء ويتفاجئ بحضور والده إلى العرس، لكنه يخبره بأن أخوه تعرض لحادث سير وذهب تاركًا للعرس، وذهب لإنقاذ أخوه الخال، وتبرع «ناصر» الأبيض لأخوه الخال بالدم، قائلا له «أهم شيء الإنسان وليس اللون».

نشطاء «تويتر»، دشنوا وسما عقب الحلقة بعنوان «عاشوا الخوال»، للتعبير عن تضامنهم مع مفهوم الحلقة، إلا أن هذا الوسم، أخذ جانبا من الانتقادات كون أن السياق الدرامي بها جاء معكوسا.

وكتبت «فاطمة»: «لو ما السواد غالي.. ما سكن بالعين».

وأضاف «صمت الليل»: «القصبي وصل فكرة رهيبة جدا للإنسانية.. إن الأبيض والأسود هو قلب الإنسان وليس اللون.. هنيئا من يملك قلب أبيض أيا كان لونه الخارجي».

وتابع: «قل قسم»: «بيض الله وجه من يزعلكم».

وغرد «ولد الملا»، قائلا: «لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لوني ومَا لِسوادِ جِلدي منْ دواء.. وَلَكِنْ تَبْعُدُ الفَحْشاءُ عَني كَبُعْدِ الأَرْضِ عَنْ جوِّ السَّماء».

أما المنتقدون للحلقة، قال عنهم «عبد الله المقحم»: «سيلفي تعالج العنصرية بطريقة معكوسة، يعتقد خلف ورفاقه أن العنصرية تخص طرف دون طرف.. العنصرية في الجميع.. الفرق في طريقة التعاطي فقط».

ورد عليه «تركي الأكلبي»: «اعتقد المعالجة معكوسة تجنباً لإيذاء مشاعر السمر.. لأنهم أكثر من يتعرض لعنصرية الألوان».

فيما كتب «ظافر العجمي»: «سيلفي يأخذنا بمتاهات بعيدة، محاولا إخفاء مشاكل المجتمع الخليجي الحقيقة».

أزمة أجيال

الأخصائية الاجتماعية «فاطمة علي القحطاني» تعتبر خلال حديثها لـ«هافينتغون بوست عربي»، أن مشكلة تمييز البشرة موجودة في المجتمع الذي مازال بعضٌ منه يغذّي العنصرية سواء باللون أو العرق نتيجة للتعصب لدى الأهل والذي تتوارثه الأجيال.

وبحسب «القحطاني» فإنه من الملاحظ أن هناك العديد من الأسر ترفض تزويج أبنائها وبناتها بسبب لون البشرة دون النظر إلى الأخلاق.

وتتفاءل «القحطاني» أن الأجيال القادمة لن تعرف العنصرية نتيجة دور وسائل الإعلام في محاربة مثل هذه الظواهر بالإضافة إلى دور التعليم.

من جهتها، توضح المحامية «أحلام الشهراني» أنه لا يوجد تنظيمٌ قانوني يجرم العنصرية؛ والتي تعتبر من قضايا السبّ والشتم وعقوبتها تعزيرية، الأمر الذي يستدعي بحسب المحامية ضرورة إصدار نصوصٍ نظامية تجرّم مثل هذه الألفاظ وتصديقها وتعريفها.

وتضيف: «للأسف تعتبر مثل هذه الأنواع من القضايا من مقدمات القضايا في المحاكم الجزائية ويوجد بها حقٌّ خاص (للمتضرّر) وعام (للمجتمع)».

و«الخوال» لفظ يطلق في المملكة على ذوي البشرة السمراء، الذي لا يوجد إحصاء رسمي بعددهم داخل السعودية.

و«سيلفي» هو مسلسل تلفزيوني رمضاني كوميدي سعودي، بدأ عرضه العام الماضي على فضائية «إم بي سي»، من إخراج «أوس الشرقي»، وبطولة «ناصر القصبي» وعدد من الممثلين السعوديين والعرب، حيث يحاول المسلسل معالجة قضايا المجتمع السعودي بإطار كوميدي ساخر، فلكل حلقة قصتها المختلفة.

تويتر-