مجتمع » حريات وحقوق الانسان

أسوشيتد برس: تجمّع حاشد أمام منزل الشيخ الشيعي يعكس الاضطرابات البحرين

في 2016/06/24

أبقى مئات المحتجين البحرينيين على تجمّعهم الخميس خارج منزل رجل الدين الشيعي، بعد يوم رددوا فيه هتافات تعد بـ "إعطاء أروحاهم ودمائهم فداء" لحمايته بعد إقدام الحكومة على سحب جنسيته هذا الأسبوع.

التظاهرة التي جاءت دعما للشيخ عيسى قاسم تظهر اضطرابات تجتاح جزيرة البحرين الصغيرة، أشعلتها حملة حكومية مكثفة على جماعات المعارضة، على مستوى لم يحدث منذ احتجاجات الربيع العربي عام 2011.

لكن، في حين كانت الاحتجاجات منذ خمس سنوات قد شهدت نهوض الغالبية الشيعية في الجزيرة مع آخرين للمطالبة بالمزيد من الحريات السياسية من حكامها السنة، شهدت هذه الحملة مستوى متناميا من التعصّب الطائفي. جنرال كبير في إيران هدّد بـ "تدمير النظام المتعطش للدماء" في المنامة في حين انتشرت رسائل معادية للشيعة في وسائل التواصل الاجتماعية.

"البلاد الآن منقسمة، ويمكنك أن تقول إن الحكومة تتحمل الكثير من المسؤولية" يقول بريان دولي، المدير في منظمة هيومن رايتس فيرست التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، ويضيف "إن استهداف الجانب الديني من الأمور يثير للقلق بشكل خاص كما أعتقد".

الحكومة في البحرين، وهي موطن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، سحقت احتجاجات الربيع العربي بمساعدة قوات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ومنذ ذلك الحين، لا تزال الجزيرة تشهد مستوى منخفضا من الاضطرابات والاحتجاجات والهجمات على الشرطة.

يوم الثلاثاء، جردت السلطات الشيخ عيسى من جنسيته، متهمة إياه بخلق مناخ طائفي متطرف وتشكيل مجموعات "تتبع أيديولوجيات دينية وكيانات سياسية أجنبية"، في إشارة واضحة إلى إيران ذات الغالبية الشيعية. أنصار قاسم ونشطاء ينفون هذه المزاعم.

قضية قاسم هي الأحدث في سلسلة من الحوادث منذ أعلنت قوة دفاع البحرين في أبريل/نيسان أنّها "على استعداد للتعامل بحزم وتصميم مع جماعات الفتنة ورؤوسها" بعد أن قتلت قنبلة غازولين ضابط شرطة.

ومنذ ذلك الحين، قامت البحرين بـ:

تعليق عمل الوفاق، أكبر جماعة معارضة الشيعية في البلاد، في جلسة قضاء مفاجأة.
زيادة الحكم بالسجن لأمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان، إلى أكثر من الضعف.
منع نشطاء من حضور حدث دولى لحقوق الإنسان، في حين سخر وزير خارجية للبلاد من مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ووصفه بأنه "عاجز" في تغريدة بتويتر.
اعتقال نبيل رجب، وهو ناشط بارز ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، بتهمة نشر "أخبار كاذبة."
إجبار الناشطة المعروفة زينب الخواجة على الفرار إلى الدنمارك.

ومن غير الواضح ما أثار حملة القمع.

ورفضت وزارة شؤون الإعلام البحرينية الرد على طلب للتعليق الخميس.

وقال وزير الإعلام علي بن محمد الرميحي في بيان الأسبوع الماضي إن البحرين "كانت دائما وستبقى واحة التسامح والديمقراطية والتعايش السلمي" في الوقت الذي وعد بأن البلاد "ستبقى حصينة ضد الإرهابيين، والمخربين والتدخلات الخارجية".

وتأتي هذه الحملة مع استمرار التوتر بين السعودية وإيران مشتعلا بعد أن أعدمت المملكة التي يحكمها السنة رجل دين شيعي بارز في يناير/كانون الثاني. وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع طهران بعد أن قام متظاهرون إيرانيون غاضبون من إعدام رجل الدين، بمهاجمة اثنين من المواقع الدبلوماسية للمملكة.

تواجه البحرين، التي تقع قبالة ساحل المملكة العربية السعودية، أيضا زيادة الضغط الاقتصادي حيث يعاني اقتصادها المعتمد على النفط من أسعار النفط العالمية المحبطة. ومن المرجح أن هذا ما جعلها أكثر اعتمادا على دعم المملكة العربية السعودية، والتي تعتبر البحرين منذ فترة طويلة بأنها تحت نفوذها.

وقال سيد أحمد الوداعي، المدير في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية "خلافا لما حدث في عام 2011، هذه المرة تبدو البحرين غير مبالية إزاء العواقب الدولية من أفعالها" وأضاف "أن التركيز على الفئات الشيعية يثير القلق بشكل خاص أيضا".

وقال الوداعي إن "استهداف الزعيم الروحي للشيعة في البحرين هو تطرّف جديد، يعلمون أنه سيشعل التوترات الإقليمية والمحلية".

مساء الخميس، ذكرت وكالة أنباء البحرين التي تديرها الدولة أن المسؤولين يحاولون الإسراع في حل الوفاق، مجموعة المعارضة الشيعية. وقال الوداعي إنه في الوقت نفسه، اعتقلت السلطات البحرينية ستة رجال دين شيعة في ظروف غامضة.

وقد لقيت قضية الشيخ عيسى اهتمام الجنرال الإيراني سليماني، الذي يرأس قوة القدس النخبوية في الحرس الثوري الإيراني، التي تركز على العمليات الخارجية. وحذر سليماني يوم الثلاثاء من أن البحرين تجاوزت "الخط الأحمر" من خلال استهداف رجل الدين.

وقال سليماني في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية "إن هذه الغطرسة لم تترك أي خيار لشعب البحرين بخلاف المقاومة المسلحة"، وأضاف أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة "سيدفع الثمن. ولن تكون النتيجة شيئا سوى تدمير النظام المتعطش للدماء".

ومع ذلك، في الوقت الحاضر، لم تتحرك البحرين بعد ضد هؤلاء الذين يتظاهرون خارج منزل الشيخ عيسى في بلدة الدراز البحرينية. وقد أقامت الشرطة نقاط تفتيش وطوقت المنطقة، ومنعت البعض من الدخول.

في وقت لاحق الخميس، حذرت السفارة الأميركية في المنامة الأمريكيين من مظاهرات وحضور أمني في الدراز، فضلا عن "اشتباكات ليلية" في المناطق الشيعية الأخرى.

كثيرون في المملكة قلقون من اقتحام قد يكون قادما لأخذ الشيخ عيسى.

"الأمور لم تكن خانقة بالمستوى الذي هي عليه الآن"، يقول دولي، ويضيف "يتعين على الولايات المتحدة أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تفعل أكثر من مجرد التحدّث عن ذلك".

(( أسوشيتد برس))-