مجتمع » حريات وحقوق الانسان

المرأة.. والوصاية!

في 2016/07/27

تتعدد أشكال الوصاية على المرأة في دراستها، عملها، زواجها، تنقلاتها... الخ حتى في أدق خصوصياتها.

وسأستعرض معكم هنا أمرا بالغ الأسى يتلخص في الوصاية على مصيرها؛ نعم مصيرها في الحياة فزواج البنت نعرف جيداً أن الأهل هم أصحاب الرأي الأول فيه ولكن ماذا لو كانت سيدة مطلقة أو أرملة وتجاوزت سناً تخولها البت في أمور كثيرة قد لا يتحملها الرجال وقد تكون ذات حكمة وحسن تصرف وعقل راجح ثم يأتي من ينزع منها هذا الحق وهو «الزواج» كأخ أحمق فاسد أو أب مستبد أو كلاهما ثم يبت بكل صلافة في شأنها ويرفض أي بصيص أمل في حياة تلك السيدة ولأسباب تافهة قوامها التسلط والحكم عليها بقضاء باقي حياتها تحت وصايتهم.

المرأة الواعية حتماً لن ترضخ لهذه الوصاية وسوف تجد وسيلة ما للتخلص من هذا القيد الذي لايمت للدين ولا للأعراف بصلة، وسوف تتجاوز هؤلاء القابعين في دهاليز التسلط وفرض السلطوية الذكورية التافهة!

ولكن تبقى المرأة الضعيفة التي لاتملك من أمرها شيئا ضحية وفريسة لهؤلاء الجهلة يسيرون حياتها كما يشاؤون وقد يصل الأمر إلى سلبها التصرف في أموالها وتأليب أبنائها حتى يحملوا لواء الوصاية الخرقاء عليها وعلى أخواتهم وهكذا تدور دائرة الجهل!

الوصاية على المرأة في ما يخصها شخصياً ويمس حياتها بشكل مباشر من أمور مشروعة «دينياً» كالزواج أمر بالغ الأسى في مجتمعنا ويجب الالتفات له من جانب إنساني وتخليص النساء من نماذج موغلة في الاستبداد من الأهل خصوصاً إذا علمنا أن أغلب النساء تلتزم الصمت والصبر لئلا تسيء لعائلتها أو تحرجهم.

يجب أن تعلم أي امرأة أن حقوقها قد حفظها وكفلها لها الشرع فلا تتردد في انتزاعها وعدم الاستسلام ورفع راية الهزيمة أمام تسلط الأهل بل تلجأ للقنوات الرسمية والقضاء خير منصف لها في نزع هذه الحقوق والتمتع بها بقية حياتها.

بقي أن أقول:

عزيزتي المرأة ..

إن من يناطح امرأة صلبة لن يطاله إلا الهزيمة و«الفضيحة» فاطمئني وانتزعي حقوقك التي وهبك إياها رب العالمين دون وجل أو تردد واللجوء إلى القضاء ليس عيباً ولا منقصة بل هو طريقك للحياة عندما يعرقلها الحمقى!

هيلة المشوح- عكاظ السعودية-