مجتمع » حريات وحقوق الانسان

لماذا نعين امرأة ولدينا كفاءات رجالية أفضل؟

في 2016/08/11

على مقالي (تعيين الأميرة) الذي نشر قبل عدة أيام كتب أحد الاخوة القراء تعليقا تساءل فيه (هل المطلوب تعيين المرأة لذاتها، أو المطلوب نجاح المؤسسة إداريا)؟

قد يبدو الجواب المباشر نجاح المؤسسة.. سأختار لمؤسستي الكفاءة الإدارية التي سوف تحقق لي النجاح والأرباح.

إذا بحثنا بتجرد عن أفضل وكيل أو مدير للشؤون الاجتماعية عبر وسائل الإعلام فسيتقدم للوظيفة مئة ألف رجل وربما ثلاثة آلاف امرأة. بعد مراجعة أوراق الخبرة والشهادات لا شك سيتفوق الرجال على النساء في العدد والخبرة. إذاً لماذا يصر البعض ويفرح عند تعيين امرأة؟

سوف أطرح نفس السؤال ولكن على خيارات أخرى. ما الذي يمكن ان ننتهي إليه لو أننا طرحنا نفس الوظيفة في الصحف العالمية وطلبنا المديرين الأكفاء دون اعتبار للجنسية. فارق الخبرة سوف يفرض البريطانيين أو الأميركان أو السويديين. بدأت الإدارة الحديثة في بريطانيا وأميركا والسويد.. الخ قبل تأسيس المملكة بسنوات طويلة. إذا كان معيارنا في اشغال الوظيفة هو الكفاءة والمصلحة الفورية فقط فتعيين الأجنبي سوف يحقق ما نرجوه وأكثر، لكننا ندرك أن اختيار الكفاءة الأجنبية سوف يبقينا متخلفين إداريا إلى الأبد. دون التضحية بقليل من الكفاءة وتحمل قليل من الضعف والسقطات سوف نبقى أسرى الآخرين.

تعيين المرأة في مناصب معينة يمضي في نفس الهدف. إذا لم نتح الفرصة للمرأة لأن تكتسب الخبرة والثقة فكيف نجعل المجتمع والعائلة الصغيرة يواجهان الحياة الحديثة في المستقبل الذي بدأنا نعيشه.

شاب تخرج حديثا. دخل سوق العمل. راتبه ستة آلاف ريال. تزوج وأنجب، وعليه أن يعيش هو وزوجته وطفله كما يعيش الإنسان العادي. إذا قرر صاحبنا هذا أن يعيش في هذا العصر لا في العصر الذي يعده به دعاة الماضي فكيف سيعيش بستة آلاف ريال؟ كهرباء وجوالين وانترنت وماء وقسط سيارة وثلاجة وغسالة. الخ. وإيجار بيت وأدوية وأدوات تجميل والأكل في المطاعم وطلب بيتزا بالتلفون وعزيمة خالة ام زوجته والسفر إلى مكة للعمرة والحج، وفي الربيع سوف تلتقي زوجته مع اختها في دبي ومصاريف المدرسة وألعاب الطفل ومدرسته.

إذا لم تضف زوجته دخلا مساويا له أو أقل أو أكثر قليلا فمآل العائلة الانهيار. المرأة لم تعد ربة بيت كما يتوهم الحالمون ولم تعد مربية أجيال. اصبحت شريكة في الإنتاج حتى وإن بقيت تطربها خطب الدعاة.

العصر الحديث يزحف إلينا بكل مزاياه وعيوبه.. المسألة ليست اختيارية. المرأة سوف تعمل. دخول المرأة سوق العمل يعني وبشكل أوتوماتيكي توسعها في كل نشاط يعمل فيه الرجل حتى تصل إلى أعلى المناصب. لن تبقى في حدود الوظائف الدنيا (كاشيرة وبائعة أدوات تجميل).

الطموح ليس له جنس.. تأهيل المرأة لاكتساب المهارات ولقيادة المناصب الكبرى هو جزء من إعداد العائلة الذي هو إعداد المملكة لمواجهة المستقبل.

عبدالله بن بخيت- الرياض السعودية-