مجتمع » حريات وحقوق الانسان

ترحيب بقرار تعيين 6 سيدات في (حقوق الإنسان)

في 2016/09/08

شكل قرار تعيين ست سيدات في عضوية هيئة حقوق الإنسان في دورته الثالثة أخيراً أربع سنوات، بادرة خير باتجاه تحقيق طموحات المرأة السعودية. ويرى بعض المراقبين أن هذا القرار الذي قضى بتعيين ست سيدات، أربع منهن عضوات متفرغات، سيمنح الهيئة اتساعاً في رؤاها، إذ تتولى المرأة نقل هموم نظيرتها، وتمثل جسر الوصل لرفع مطالبهن، وعونهن لتحقيق مساعيهن، فضلاً عن أن صوتهن سيكون بارزاً بوضوح على طاولة القرار وضمن الأجندة. وأكدت العضوة المتفرغة سمها الغامدي في حديث مع «الحياة» أن تعيين المرأة في الهيئة سيضيف للرأي الأخر بعداً وقوة، بجانب الدور الكبير الذي قدمه الأعضاء الذكور في المرحلتين السابقتين، متمنية أن يكن عند حسن ظن ولاة الأمر لاختيارهن كعضوات في هذه الهيئة.

ونوهت بأن عضويتهن تعد تمثيلاً للمرأة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشددة على أن آرائهن ستكون مساندة لقضايا وهموم المرأة السعودية. واعتبرت الغامدي أن تعنيف النساء بين القضايا التي تشغل بالها، خصوصاً النساء اللاتي لا يستطعن الوصول إلى حقوقهن، ومنهن اليتيمات على وجه الخصوص، وذوي الاحتياجات الخاصة من المعوقات، ممن يعانين ظلماً. وقالت سمها عن مساعيهن تجاه قضايا المرأة: «ستكون مساعينا ضمن أجندة هيئة حقوق الإنسان، ولن نسبق الأفكار، لطالما كان التعيين مرفوعاً في الحال، لكنني بشكل عام أميل للقضايا الأسرية، أما لو سألتني عن القرار الذي أود أن يبرز على قائمة الطاولة فهو يتعلق بالعنف الأسري». وأبدت العضوة رأيها في وسم المطالبة بإسقاط الولاية، موضحة: «في ما يخص الولاية لن نخرج عما أعطانا إياه الشرع، وبالتالي فأنا لست مع المطالبة بالإسقاط بصفة عامة، بل مع التنظيم، وعندما يرتدع الولي عن التسلط ستضبط الولاية في حدودها وإمكاناتها، فنحن لا نسعى للانقلاب على ولاية الرجل، بل لتوازن الأسرى التي هي غالباً شرارة من أسباب العنف الأسري، فهناك نساء مظلومات أخص منهن المطلقات والأرامل واللاتي يعشن بمفردهن، وهن بحاجة إلى تنظيم وإعطائهن الأهلية الكاملة لإدارة أمورهن». وأكدت أهمية التدخل لحماية حقوق المرأة المطلقة والأرملة التي تعيش بمفردها.

وتعد قصة تأسيسها لجمعية كيان ثمرة 30 عاماً خبرة في تبني ثلاثة أطفال، وهو ما قد يسهل على المتلقي فهم أحد أسباب اختيارها كصوت لحقوق المرأة، على رغم أن صرخة صامتة تعلنها جهراً في موقع التواصل الاجتماعي في وصفها للأيتام بأنهم قضية تمثلها، إذ تبنت الطفل الأول وهي في مرحلة الماجستير، ثم الطفل الأخر الذي تبين في ما بعد أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم تبنت طفلة ثالثة، فيما رزقت من زواجها بولدين وثلاث بنات.

وعلى رغم خصوصية الأمر إلا أنها تكشف لـ«الحياة» بكل شجاعة أن «التبني بركة حياتها»، وتستطرد: «بالنسبة لي شخصياً وكما هو متوقع، فقد تجاوزت بعض المعترضين، وبإصراري لمست وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في الأيتام وببركتهم، وهذا ما لمسته من خلال مشكلات كثيرة تجاوزتها، وتكرمت وزارة الشؤون الاجتماعية بإعطائهم مسمى ذوي الظروف الخاصة تقديراً لهم، وذلك ما ساعدهم في الاندماج في المجتمع، ويحق لمن يملك الولاية عليهم استخراج صك الولاية، وببلوغهم السن النظامي تستخرج لهم البطاقة». وأشارت الغامدي إلى أن جمعية كيان للأيتام المتخصصة في مجال ذوي الظروف الخاصة ممن هم مجهولون النسب، تعتبر تتويجاً لمرحلة قضتها معهم، ويدعمها نخبة من رجال وسيدات الأعمال، لافتة إلى أن الجمعية حصلت على ترخيص مزاولة العمل أخيراً. وبدأت الجمعية أول عمل لها من خلال تسيير حملة حج لـ32 فتاة، وهي أول جمعية نسائية متخصصة في هذا المجال، بجانب جمعيات تجارية أخرى تزاول النشاط ذاته، في حين تعتمد جمعية كيان على تبرعات المحسنين وإيقاف الممتلكات، بجانب إعانة الوزارة لبعض الأنشطة.

وكالات-