مجتمع » حريات وحقوق الانسان

عيادات تحت السلم لختان الفتيات.. والأدوات مقص وشفرة حلاقة

في 2016/11/05

تباينت القصص الغريبة حول «ختان الفتيات» الذي يتم غالبًا في عيادات «تحت السلم» أو على أسرّة حجبتها عن عيون الرقابة ستائر سوداء وبعيدًا عن الخوض في مشروعية هذه الجراحة وجدواها والجدل الدائر حول إباحتها تتوقف «المدينة» في تقريرها عند غرائب الحكاية والمصير الدامي الذي تعرضت له صغيرات والمبالغ الكبيرة التي تدفعها الأمهات من أجل شراء عفّة بناتهن - حسب زعمهم - ليس هذا فقط بل نقف عند «عيادات السُلم» التي انتشرت بشكل كبير والتي تمارس ختان الفتيات دون خوف وفي ظل غياب تام عن الرقابة.
جولة «المدينة»
بدأت جولة المدينة من العيادات القديمة فالحديثة لنقف على الفوارق بين أطباء الخبرة وبين البديلات اللائي يقمن بالدور من أجل كسب المال وقالت سيدة لـ»المدينة» نطالب وبقوة أن يُسمح بختان الإناث في العيادات فنحن نعاني من وفاة النساء الشهيرات بالختان، خاصة وأن غالبيتهن العظمى من الكبيرات في السن ولا يوجد لهن بديل من الجيل الحالي إلا في النادر وفي عيادة أخرى أوهمت موظفة الاستقبال بأن لدّي توأمين أنثى وذكرًا، وأرغب في ختانهما فوافقت على الفور وبعدما أعطيتها معلومات وهمية قالت: إن مبلغ ختان الذكر 350 ريالًا أما الأنثى فتبدأ من 350 وحتى 500 حسب رؤية الطبيب.
حكاية من الأرشيف
السيدة جميلة أم حسن (63) عامًا قالت: في السابق كان الختان إلزاميا للذكر والأنثى بعضهم يأخذه من باب التعفف وآخرون من باب الطهارة، وكانت بعض العوائل تفضل ختان الأنثى قبل أن تتم الأربعين يومًا، وعوائل أخرى تنتظر حتى تصل الفتاة إلى 7 سنوات ومن ثم تقيم وليمة كبيرة لسيدات الحي وتختن الفتاة أمامهن وسط أهازيج الفرح الشعبية والتبريكات والتهاني بتمام عفة هذه الفتاة. وتقول أم علوي سيدة مسنّة من جنسية عربية من زمن بعيد اشتهرت بختان الإناث في المنطقة وكان في السابق ضرورة إلزامية وأعداد السيدات اللواتي يختن أقل من أصابع اليد الواحدة نظرًا لخطورة العملية، وعن تعلم المهنة قالت أم سعيد: تعلمتها من والدتي وأصبحت أمارسها طلبًا للرزق وهي مهنة مربحة للغاية ولكن يجب أن تتم بعناية وحرص، وروت فدوى أبوبكر قصتها مع الختان قائلة: أقامت أمي حفل عشاء كبيرًا وذكرت لي قبلها بساعة أو أقل بأن هذا الحفل لي لأني سأصبح عفيفة وسأتزوج بعدها وأنجب أطفالا جميلين، وكانت معها سيدة تبدو على ملامحها الغلظة والشدة وهي تحيك كور القماش تضع فيها الدواء وتحدق بي قائلة: لن تشعري بألم سوى شيء بسيط ولا بد أن تتماسكي حتى لا تصابي بالشلل، وأنا أستمع إليهن بصمت وذعر رهيبين.
آراء المشروعية..!
الدكتور حسين محمد البار رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع بجدة، أكد مشروعية الختان وقال الدكتور عبدالله الجفن أستاذ الثقافة الإسلامية لـ»المدينة»: إن ختان الأنثى عادة عند العرب وليست سنة أقرّها الرسول - صلى الله عليه وسلّم - وجميع الأحاديث التي وردت عنه - عليه السلام - إنما هي تقر بعادة لدى العرب وتؤكدها ولكن ليس معنى ذلك تأييد لها، ووافقته الرأي الدكتورة سهيلة زين العابدين الكاتبة والباحثة الفقهية حيث ذكرت: بأنه لا يوجد هناك أي نص صحيح ورد عن الرسول - عليه الصلاة والسلام - يفيد بوجوب ختان الأنثى أو استحبابه، مؤكدة أن تمسك بعض المسلمين في عصر التفتح الحالي بختان الإناث يعتبر جاهلية وفعلة غير مبررة
الطب الشعبي
أ.د سامية العمودي استشارية وأستاذ أمراض النساء والتوليد وناشطة في التمكين الصحي والحقوق الصحية بجامعة الملك عبدالعزيز قالت: لم تحدد فيه وزارة الصحة مشروعية هذا العمل في العيادات من عدمه خاصة وأنه لا توجد أنظمة صريحة تمنع ختان الفتيات في المملكة ويشكل إجراء الختان للبنات بالصورة التي تحدث في بعض المناطق العربية خطرًا على الحياة، حيث قد تؤدي ممارسته إلى حدوث نزف شديد أو التهابات ومضاعفات في الجهاز التناسلي وفي الجهاز البولي، ناهيك عن التأثير النفسي عندما يتم إجراؤه في مرحلة الطفولة، كما يؤدي إلى مضاعفات على المدى البعيد وفشل في الوظيفة الجنسية، وتقول المعالجة الشعبية «أم عبدالرحمن» لابد من التدخل القوي من وزارة الصحة لتتبع ممارسي ختان الإناث وإلحاق العقوبة بهم سواءٌ كانوا أطباء أم شعبيين وتشاركهما الرأي هدى الأحمدي مدربة معتمدة في التنمية البشرية ومستشارة أسرية واجتماعية بجمعية (واعي): ختان الإناث لا يزال يشكّل جدلا في بعض الأوساط غير المتعلمة، والتي تجهل تمامًا الحكم الشرعي في هذا الموضوع، حيث لم يرد حديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدل على وجوب هذا الفعل. ومن الناحية النفسية، تقول الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي ورئيسة وحدة الطب النفسي بمستشفى الملك فهد لـ»المدينة»: يسبب الختان للفتاة برودا جنسيا شديدا وهو يؤدي إلى مشكلات زوجية مسكوت عنها في مجتمعنا وتؤدي إلى الطلاق. كما أنه يتبقى لديها اضطراب ما بعد الصدمة الذي يسمى باضطراب الكرب ينتج عنه ما يُعرف بالتشنج المهبلي وهو اضطراب تعاني منها المرأة المختونة.

المدينة السعودية-