مجتمع » حريات وحقوق الانسان

كذبة مفهوم الخصوصية السعودية..!

في 2016/11/21

أفلام سينمائية سعودية تُعرض في أميركا، الممثل السعودي ناصر القصبي يُكرم في أميركا وبحضور رسمي ممثلاً بوزير الخارجية السعودي وسفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، الفنان محمد عبده يقيم حفلا فنيا كبيرا في الشارقة، الفنان عبادي الجوهر يُكرم بالقاهرة، مجرد مختصر لليومين الماضيين فقط لحراك فني ثقافي سعودي خارجياً فقط!

هذه الأحداث المتكررة والتي اعتدنا عليها تبادرت لذهني وأنا أشارك الزملاء في قناة الثقافية عن موضوع خطير في مضمونه عن "الخصوصية السعودية"، الزميل محمد الوشع مقدم البرنامج وزميلته المعُدة نوال الشمري رغبا ان يكون حديثي معهم بصراحة، ولأن الحديث للقنوات السعودية خصوصا على الهواء أسهل من التسجيل، فقد تناولنا أكبر عائق في مسيرة تنميتنا الفنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية أيضا وهو عائق ربط مجتمعنا بخصوصية ظاهرها غير مفهومها المبطن.

عندما كان الممثل حسن عسيري يُقدم بجرأة حلقات ومسلسلات درامية عن واقع يحدث بمجتمعنا السعودي حاربناه، ردة فعل المجتمع المثالي أو الافلاطوني أثرت علينا نحن كعاملين بالنقد الدرامي، قسونا عليه لأننا لم ننظر لأعماله بعين درامية واقعية، نظرنا له بعين الآخرين، اعتبره الكثيرون أنه يشوه المجتمع السعودي الملائكي وكذلك الحال مع النجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، الصوت المؤثر الذي استغل مفهوم الخصوصية السعودية نجح في محاربتهم، والنتيجة أننا تصورنا أنفسنا مجتمعا بلا خطيئة، حتى غرقنا بتوسع وسائل التواصل الاجتماعي وأظهرت لنا حقيقة مجتمعنا كمجتمع طبيعي مثله مثل أي مجتمع آخر!

حُرمت السينما ليس دينيا ولكن تحت مظلة الخصوصية، ومنعت المرأة من قيادة السيارة تحت هذه المظلة، وتعطلت الكثير من المشروعات التنموية والإنسانية تحت هذا البعبع الكبير.

في أحد الأعوام ومن نظرة وطنية واقتصادية ومستقبلية، كان سيقام في منطقة الباحة مهرجان سياحي كبير لجذب السياحة الداخلية وتطوير المنطقة، كان هناك الكثير من الفقرات الفنية ومن نجوم عرب لهم شعبيتهم، كنا داعمين لهذه التظاهرة كونها ستتم حسب معايير هامة من ناحية الذوق العام، وعادات المجتمع، وفجأة وتحت أن مثل هذه الأمور لا تتناسب مع الخصوصية السعودية، قُتل هذا التفكير المستقبلي الترفيهي لمنطقة سياحية واعدة.

الكل يتمنى أن يكون مجتمعاً ملائكياً او أفلاطونيا، ولكن يتم هذا الأمر بالقصص الخيالية، فنحن تضررنا من ذلك كثيرا، وانعكس على طريقة تواصلنا مع العالم الآخر، لأن من تاجر بهذا المفهوم حقق مصالحه التي كان يعيش فيها على التغني بالخصوصية السعودية، نحن لدينا تميز عن الآخرين ولكن نحن مثلهم نحب الحياة ونحب الآخر ولا نحب أن نكون منغلقين، فقط فنوننا بمختلف أنواعها لم ترضخ للخصوصية الكاذبة، فكرمت ثقافتنا وفنوننا في دول عديدة وما تم مؤخراً إلا أمثلة بسيطة على أننا مجتمع طبيعي!

محمد الرشيدي- الرياض السعودية-