مجتمع » حريات وحقوق الانسان

تضامن واسع مع «خاشقجي» بعد منعه من الكتابة: خسارة للإعلام السعودي

في 2016/11/28

أثار قرار السلطات السعودية، بمنع الكاتب والإعلامي الشهير «جمال خاشقجي» من الكتابة، سواء في الصحف المحلية أو الخارجية، ومنعه من الظهور في المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية، وفي الندوات والمؤتمرات السياسية، غضب وسخط مغردون سعوديون وعرب.

وفي تغريدات لهم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اعتبر النشطاء، أن قرار منع «خاشقجي»، جاء بسبب انتقاده «ترامب».

وذكرت وسائل إعلام نقلا عن مصادر خليجية وثيقة أنه جرى تعميم هذا المنع على محطتي «العربية» و«الحدث» و«الإخبارية» السعودية التمويل، وإخطار محطة تلفزيون «الجزيرة»، ومحطات خليجية أخرى بالقرار أيضا.

جاء ذلك بالتزامن مع عدم نشر المقال الأسبوعي لـ«خاشقجي» في عدد صحيفة «الحياة»، كما جرت العادة كل يوم سبت طوال السنوات الخمس الماضية تقريبا.

وكان مصدر رسمي سعودي مسؤول قد أكد قبل أسبوعين في بيان بثته «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، أن «خاشقجي» لا يمثل المملكة العربية السعودية في كل مقابلاته، أو تصريحاته الصحفية، وذلك تبرءا من مداخلة له في أحدث مراكز الأبحاث في واشنطن انتقد فيها وصول «دونالد ترامب» إلى الرئاسة الأمريكية.

تضامن واسع

وقال الكاتب التركي «إسماعيل باشا»: «إن كان خبر منع الأستاذ جمال خاشقجي من الكتابة والتعليق صحيحا فهذه خسارة كبيرة للإعلام السعودي والإعلام العربي».

وأضاف «الرأي العربي»: «كان خاشقجي يصول ويجول في إهانة مصر ووصفها بالدولة الضعيفه الفاشلة.. أما وعندما تعلق الأمر بأمريكا  كان مصيره المنع».

بينما علق الصحفي المصري قائلا: «وحتى لا ننساق كمصريين وراء الإشاعات، لو صح وقف خاشقجي عن الكتابة والظهور التليفزيوني فهذا لسبب هجومه على ترامب، وليس لهجومه الخبيث على مصر».

بينما غرد «نوري عبد الله»، قائلا: « ديمقراطية آل سعود.. إما أن تطبل أو تسكت».

وكتب «نورة»، موجهة حديثها لـ«آل سعود»: «أأنتم أفضل أم الفاروق.. وهو القائل: لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها».

وأضاف «صالح بن باز»: «خاشقجي صحفي قدير ومطلع وذكي ووطني.. وإن كان منعه صحيح فهذا يمثل خسارة للإعلام.. نأمل ألا يكون الخبر صحيح».

وتابع «بن سيف»: «سمعت أنباء عن منع خاشقجي من الكتابة.. وأشهد الله وأنا صحفي من أهل المهنة أن خاشقجي من أمهر وأصدق من دافع عن السعودية كدولة وكحكومة».

فيما كتب «محمد جمال غزاوي»: «صوت عاقل وصحفي موضوعي.. كثرة مقابلاته وصعود نجمه في الوقت الحالي يدل على شعبية كبيرة له في العالم العربي.. خسارة».

وأضافت «سراب عثمان»، بالقول: «خاشقجي موقوف بسبب صراحته وانتقادة الرؤية.. كم افتقدناه كان يجب سماع رأيه».

وتابع «عدنان حاج عمر»: «بانتظار معرفة الغلطة التي ارتكبها الإعلامي السعودي جمال خاشقجي حتى تم منعه من قبل السلطات السعودية بالظهور الإعلامي وكذلك الكتابة في الصحف».

بينما غرد حساب «رأيي»، قائلا: «مسكين يا عبقري الإعلام السعودي خاشقجي.. منعوك وأي فتى منعوا من الظهور على الفضائيات والأبواق والمؤتمرات.. ويمكن تويتر وفيسبوك.. غضب عليك ولي الأمر».

وتساءل «المستشار الناقد»: «لماذا يتم اسكات جمال خاشقجي في وقت نحتاج فيه لكل صوت صادق.. بينما الأصوات النشاز الهدامة محمية و ممولة؟».

وانتفت معه «فاطمة الحواج»، وتساءلت: «ليش تم توقيف خاشقجي عن الكتابة؟».

وانتقد «بندر الرشيدي»، القرار قائلا: «خاشقجي من أفضل الاعلاميين السعوديين الذي يدافع عن سياسة المملكة في القنوات الاخبارية وبالذات البرامج الحوارية بوجود ضيوف من الدول العدوة».

وأضاف «محمد بن عبد الله»: «لا يجوز منع خاشقجي ولا غيره.. أين الحريات المزعومة وهذا يحول الدولة إلى كلاب بوليسية تتدخل بحقوق الإنسان.. أين نحنو من الإسلام الذي ندعيه».

«خاشقجي» يلتزم الصمت

ويعتبر «خاشقجي» من الصحفيين والكتاب السعوديين المخضرمين، ويملك خبرة سياسية وإعلامية واسعة، وتولى رئاسة تحرير عدة صحف سعودية مثل «عرب نيوز»، و«الوطن»، وعين قبل عامين مديرا عاما لمحطة تلفزيون «العرب» التي يملكها الأمير السعودي والملياردير الشهير الأمير «الوليد بن طلال»، والتي توقفت بعد دقائق من انطلاقها من المنامة، وترددت أنباء بأنها ستصدر مجددا من الدوحة دون تحديد موعد لذلك.

من جهته، لم يدل «خاشقجي» بأي تعليق حول هذه الأنباء، بينما ذكرت مصادر سعودية مقربة منه تقيم في مدينة جدة غربي المملكة، بأنه يعيش حالة من الصدمة، ويتحدث حاليا عن وجود العديد من الخيارات البديلة أمامه، من بينها تأليف بعض الكتب لملأ الفراغ، انتظارا للعودة إلى الكتابة والظهور الإعلامي في حال رفع الحظر عنه.

ومن غير المعروف ما إذا كان هذا القرار سينطبق على وظيفته الحالية كمدير عام لمحطة «العرب» أم لا.

وجددت السعودية، الأسبوع الماضي التأكيد على أن «خاشقجي»، «لا يمثل المملكة بأي صفة رسمية»، وأن ما يطلقه من تصريحات تعد آراء شخصية له.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية إنه «يؤكد على ما سبق وأن أعلنته وزارة الخارجية؛ حول الكاتب جمال خاشقجي بتاريخ (20 ديسمبر/كانون الأول 2015) من أن الكاتب لا يمثل الدولة بأي صفة، وما يعبر عنه من آراء تعد شخصية، ولا تمثل مواقف حكومة المملكة العربية السعودية بأي شكل من الأشكال».

ولم يضف المصدر أي تفاصيل أخرى توضيح سبب تجديد الخارجية السعودية لموقفها من «خاشقجي».

لكن الكاتب السعودي الشهير تحدث، خلال ندوة سياسية بـ«معهد واشنطن»، مؤخراً، عن قلق سعودي من فوز الرئيس الأمريكي الجديد، «دونالد ترامب»، وسياسته المتوقعة في الشرق الأوسط.

وقال «خاشقجي»: «ترامب جاهر بعداوته لإيران، لكنه يقف أيضًا في صف بشار الأسد في الصراع السوري؛ ما يعزز في النهاية هيمنة إيران على المنطقة. وبالتالي، فإن السعودية محقةٌ في قلقها إزاء تسلُّم ترامب سدّة الرئاسة».

وأضاف أن التوقُّع بأن تكون مواقف «ترامب الرئيس مختلفة إلى حدّ كبير عن مواقف ترامب المرشح هي مجرد آمال زائفة في أحسن الأحوال. على السعودية أن تستعد لبعض المفاجآت التي قد تبرز على الأرجح على شكل خطابات سلبية تُصدرها إدارة ترامب»,

ومعروف عن «خاشقجي» قربه من أوساط الحكم في السعودية؛ لذا تأخذ كثير من وسائل الإعلام تصريحاته على أنها معبرة عن مواقف المملكة الرسمية.

الخليج الجديد-