مجتمع » حريات وحقوق الانسان

مغردون: «الدريس أحرج المملكة باليونسكو».. وممثل السعودية: «المزمار» حجازي

في 2016/12/05

شن مغردون سعوديون، هجوما على عضو المملكة الدائم بمنظمة اليونسكو الدكتور «زياد الدريس»، إثر الإعلان عن ضم فلكلور «المزمار» إلى قائمة اليونسكو التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة، معتبرين أن هذا الفلكلور أفريقي.

وأدرج، الأربعاء الماضي، فلكلور «المزمار» إلى قائمة اليونسكو التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة، وذلك استناداً للقرارات التي اعتمدتها لجنة التراث الثقافي غير المادي المجتمعة في إثيوبيا.

وضم السعوديون فلكلور «المزمار» إلى قائمة «يونيسكو» التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة، من خلال مجموعة من العناصر التي «تجسّد التنوّع الكامن في التراث غير المادي وتزيد الوعي بأهميته» بحسب بيان صادر عن المركز الإعلامي في الأمم المتحدة.

وأشاد مدير عام جمعية الثقافة والفنون بجدة الفنان الدكتور «عمر الجاسر»، بدور الجمعية السعودية للمحافظة على التراث على ما قدمته تجاه تسجيل فلكلور «المزمار» في منظمة «يونيسكو».

وطالب جميع مناطق المملكة بتسجيل الفلكلورات التابعة لها في منظمة اليونسكو، قائلا: تسجيل هذه الفنون يثبت للعالم أننا مجتمع متحضر، ونملك الكثير من الفنون الشعبية القديمة.

بيد أن هذا الإداراج، تسبب في حالة من الانقسام بين المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وتحت وسم «الدريس أحرج المملكة باليونسكو»، استغرب مغرِّدون في «تويتر»، تجاهل فولكلورات شعبية أخرى مهمة، مؤكّدين أن «المزمار» تراثٌ مستوردٌ من دول أخرى ولا يمثل المملكة.

وكتب «فطيم»: «الحجاز من السعودية مو أفريقيا.. عشان تجيب تراث أفريقي وتنسبه لها».

وقالت «جوري»: «التعشير فن قديم لقبائل الحجاز في الأعراس.. يعني لا المزمار ولا غيره، للحجاز هوية لا يمكن دثرها».

وأضافت «توليب»: « المزمار موروث أفريقي 100% ولا علاقة للحجاز واهله به والتقرير به مغالطات غريبة مثيرة للشك والريبة».

ونشرت «الريم الحجازية»، صورة لرقصة «العرضة»، وكتبت تحتها: «يالدريس.. هذا هم أهل الحجاز.. ليس لنا علاقة بالمزمار الأفريقي».

وتساءل «عبد الله الطويعي»: «بعد تسجيله للمزمار الأفريقي المحرم شرعا باليونسكو على أنه سعودي.. هل الدريس يقول قولا ويفعل غيره ويحرج دولته؟!».

وأضاف «وليد بن مبيريك»: «سوف يتم مخاطبة اليونسكو مباشرة بعشرات الآلاف من التواقيع تنفي نسبة المزمار للحجاز ويصبح الدريس هو المحرج».

«الدريس» يرد

في حين ردَّ عضو المملكة الدائم بمنظمة اليونسكو الدكتور «زياد الدريس»، قائلاً: «إلى كل الذين شتموني هنا، ‏لن أبادلكم الشتيمة، ‏ولن أقول: حسبي الله عليكم (وهذا من حقي)، ‏بل أقول: سامحكم الله».

‏وأضاف «الدريس»، رداً على سبب اختيار «المزمار»: «سُجّل المزمار بناءً على ترشيح من إخوة حجازيين، وهم الذين قاموا بتحضير الملف وإرساله لنا».

وفي تصريحات سابقة لـ«الدريس»، العام الماضي، قال إنه بعد دخول «العرضة النجدية» إلى قائمة التراث العالمي غير المادي، فإن بلاده تسعى إلى إدخال فنون وجوانب أخرى من تراثها إلى القائمة، ومنها «رقصة المزمار»، و«القهوة العربية»، إلا أنه لا يسمح إلا بعنصر واحد كل عام.

وتابع «الدريس»: «دخلت المملكة قبل سنوات عدة إلى لائحة التراث العالمي المادي، وذلك عبر إدراج مدائن صالح في العام 2007، والدرعية في 2010، وجدة التاريخية في 2014، الذي يعد مكسباً وإنجازاً في ظل تنافس الدول على تسجيل آثارها ضمن قائمة يونيسكو العالمية».

«المزمار»

وينصب «المزمار» عادة في المناسبات البهيجة، وهي لعبة ترمز إلى الإقدام والشجاعة، فكل فريق يردد بعض الأهازيج ذات معنى ومدلول يرمز إلى الخصال الحميدة والترحيب والتفاخر وغيرها من أهازيج الفروسية، ويردد خلفه المشاركون تلك الأهازيج بينما ينزل للعب أو الرقص شخصان ثم يتبعهما آخران بطريقة منظمة وهكذا.

ويعد «المزمار» من الفلكلورات التقليدية في الساحل الغربي من السعودية، ويقام عادة لإحياء المناسبات العائليّة أو الاحتفالات الوطنيّة، للتعبير عن الفخر والتنافس.

وإذا كان هذا الفن يقام في السابق بمشاركة سكان أحياء متنافسة، فأنه يُحضر اليوم في أعقاب فوز الأندية الرياضية، ففي كل مباراة ينتصر فيها «الاتحاد» أو «الأهلي»، يحرص اللاعبون على أداء رقصة المزمار.

فيما يكون بيد كل لاعب «الشون» وهو عبارة عن عصا تسمى أيضا «النبوت» أو «العود» أو «الشومة» ويهتم كل لاعب بشونه، الذي يقتنيه ويعرفه من بين بقية الآشوان الأخرى فهو يسقيه في الزيت ويدهنه بالشحم ويضع بعضهم في طرفه «جلبة» وهي عبارة عن قطعة صغيرة من الجلد الطبيعي المقوى أو من النحاس.

وكثيرا ما تستحث لعبة المزمار اللاعبين على الجسارة والإقدام، ويحاول عادة شيخ الحارة وكبارها ضبط اللعب، خشية حدوث مواجهات بين اللاعبين، خاصة في حالة قدوم شباب من حارة أخرى للمشاركة في اللعب، حيث يقفون في صف منفصل، فإذا كان مرحبا بهم يردد أصحاب الأرض «الحارة» أهازيج التر «حبا حبا باللي جاء يا مرحبا»، أما إذا كانوا خصوما فيعتبر قدومهم نوعا من التحدي والاستفزاز، ينتفض له أبناء الحارة ويبدون في ترديد زومال يحمل في عباراته معنى التحدي كأن يقول «وحطبنا من درب السبل وحطبنا من درب السبل».

وقد اشتهر في لعبة «المزمار» بجدة بعض الرجال الذين يطلق عليهم «مطاليق» واللاعب الشجاع البارع يدعى «مشكل».

ومن أشهر أهازيج «المزمار»، اهزوجة «السنبلان» و«صلوا على أحمد نبينا».

وتنتشر رقصة «المزمار» في المدينة المنورة، ومكة المكرمة، وينبع، وجدة، والطائف، والقنفذة. وتشهد أجنحة هذه المدن في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، إقبالاً كبيراً من الجمهور لمتابعة هذه الرقصة.

يذكر أن رقصة «المزمار» تعود إلى أيام الحكم الفاطمي، بحسب تقرير نشرته «الحياة» في وقت سابق، وكانت مصحوبة بأغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية.

وكانت الرقصة مسرحاً لاستعراض البطولات وتصفية الأحقاد، إلا أنه انتهى بها الحال إلى حفل طربي مرتبط في المناسبات الفلكلورية والاجتماعية والرياضية.

الخليج الجديد_