في حال كنت قد حصلت على دعوة إلى الدّورة 12 من حوار المنامة في نهاية الأسبوع المقبل، قد ترغب في التّفكير فيما تريد أن تقوله عند وصولك إلى هناك.
المؤتمر السّنوي سيستضيف مسؤولين حكوميين أمنيين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة ومن حوالي 20 دولة أخرى. هناك الكثير من الأمور لمناقشتها، وليس أقلها التّأثير المُرَجح لإدارة ترامب على الدّيناميات الإقليمية.
في حال كنت ذاهبًا، ستكون قد اطلعت على الأجندة وعملية الدّعاية والتّسويق المرافقة لها. ووسط الإعلان عن العنوان الذي لا معنى له "التّطلع إلى المستقبل" و"إيجاد حلول طارئة للمشاكل"، هناك فقط جلسة واحدة عليك أن تفكر بقول شيء ما فيها. هناك 75 دقيقة مُخصصة يوم السّبت 10 ديسمبر/كانون الأول لمكافحة التّطرف في الشّرق الأوسط والخارج.
من الواضح أنّه لدى الأسرة المالكة في البحرين مشاكلها الخاصة في هذه المنطقة، حيث تقوم حملة قمعها المُكَثفة ضد المجتمع المدني وتأجيجها للطّائفية بالتّرويج للتّطرف الذي يُدمر المنطقة. يمكنها بدلًا من ذلك أن تكافح العنف الذي تُرَوّج له داعش وإيران وآخرون من خلال تبني سياسات شاملة.
إليكم ما يمكنكم فعله، مهما كان غير مريح لكم أن تنتقدوا مضيفيكم: أشيروا إلى أن النّظام البحريني يساهم في مشكلة التّطرف في المنطقة.
لا يتعلق الأمر بالتّهذيب أو بالعض على الشّفاه فيما يخص انتقاد مضيفيكم. لستم تزورون بيت أحدهم ولستم تتصرفون بوقاحة بشأن السّتائر. أنتم مدعوون إلى منزل يوجد فيه دليل واضح على عنف محلي حاصل. تقع على عاتقكم مسؤولية قول شيء ما. هجمات البحرين على النّشطاء المحليين من أجل حقوق الإنسان تشكل انتهاكًا جديًا، وليست شيئًا يمكنكم تجاهله كضيوف.
خبراء العنف المحلي ينصحون بالاستماع إلى ضحايا الانتهاكات، وبسؤالهم ما إذا كان يمكنكم المساعدة.
في حالة نشطاء حقوق الإنسان في البحرين، نعلم أساسًا ما يريدونه من الولايات المتحدة- أن تقوم واشنطن بوقف تمكين حملة القمع من خلال التّمويل بالأسلحة والدّعم السّياسي للنّظام الدّكتاتوري العنيف.
بالتّالي، إن كنتم ذاهبين إلى المؤتمر، شاركوا في الجلسة التي تُعقَد في الساعة 12.30 عن مكافحة التّطرف. ارفعوا أيديكم، أشيروا إلى 10 ديسمبر/كانون الأول، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ولا تخشوا طرح الأسئلة المُحرِجة على مضيفيكم، الجلادين.
اسألوهم لماذا، إن كانوا ملتزمين بمكافحة التّطرف، لا يقومون بـ:
الإفراج عن المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان، بمن في ذلك عبد الهادي الخواجة ونبيل رجب وناجي فتيل.
السّماح بوجود معارضة سلمية لمساعدة البحرين على الخروج من أزمتها السّياسية والاقتصادية، أو إطلاق سراح الشّخصيات البارزة في المعارضة مثل علي سلمان وخليل الحلواجي ليشاركوا في تلك الجهود.
خلق مساحة آمنة للشّخصيات البارزة في المجتمع المدني البحريني، التي أُجبِرَت على مغادرة البحرين، لتتمكن من العودة -زينب ومريم الخواجة وحسين جواد وسيد يوسف المحافظة وكثيرون آخرون هم قوات ذات نفوذ في مكافحة التّطرف، لكنّهم غير قادرين على العودة إلى البحرين بسبب انتقادهم السّلمي للنّظام الملكي. اسألوهم لماذا هم خائفون منهم ومن طروحاتهم الفكرية.
تشجيع صحافة حرة، والسّماح لصحافيين دوليين، بمن في ذلك نيكولاس كريستوف من صحيفة النّيويورك تايمز بدخول البلاد، والسّماح لمنظمات بارزة في مجال حقوق الإنسان بزيارة البحرين.
تنويع القوات الأمنية بحيث تتجاوز كونها مؤلفة من القاعدة "السّنية فقط".
وقف المحاكمات الصّورية والاعترافات القسرية التي تؤجج المظالم.
يتوجب عليكم ألا تبقوا صامتين. الحكومة الأمريكية تُرَوج لسياسة "عندما ترى شيئًا بلّغ عنه"، عندما يتعلق الأمر بالتّبليغ عن نشاط يمكن أن ينتج عنه الإرهاب. الأمر ينطبق على السّلوك الحالي للبحرين. لا تكن ضيفًا صامتًا في المؤتمر. إن أردت أن توقِف التّطرف العنيف، اطرح الأسئلة المحرجة.
وكالات-