مجتمع » حريات وحقوق الانسان

معتقل سياسي يكتب من داخل السجون البحرينية رواية «جَوْ»: عذابات 10 مارس

في 2016/12/13

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، صدرت من داخل السجون البحرينية «رواية جَوْ»، لمعتقل سياسي يروي عذابات 10 مارس/آذار 2015، التي عايشها في سجن جو المركزي.

«رواية جَوْ» التي تعتبر العمل الأدبي الأول الذي يصدر من معتقل سياسي لا يزال في السجون البحرينية، صدرت عن «مرآة البحرين»، التي استلمت الرواية وقامت بتحريرها وإعدادها للنشر. وتعرض الرواية بدءا من اليوم في جناح «مركز أوال للدراسات والتوثيق» بمعرض بيروت الدولي للكتاب، كما ستتاح قريبا في عدد من المكتبات وعلى المتاجر الإلكترونية.

كاتب الرواية، المعتقل الذي أشير إليه باسم «جهاد»، قال إنه أنهاها في 84 يوماً، بأوراق مهربة و10 أقلام حصل عليها بشكل متقطع وبصعوبة شديدة. 

«رواية جَوْ» لواقعة في 352 صفحة، و47 مقطعا، تكشف من الداخل ما تغصّ به السجون البحرينية من فساد إداري ومالي وانحلال أخلاقي، كما تنقل اعترافات ضباط أردنيين بأنه تم استخدامهم لتعذيب سجناء الرأي في البحرين باعتبارهم كفارا وروافض (شيعة).

«قال لي الضابط الأردني بعد انتهاء محنة 10 مارس/آذار، لن نرجع إلى البحرين مرة أخرى، وإن كلف ذلك تجريدنا من الخدمة العسكرية، نشعر بالخجل والألم ممَّا اقترفناه بحقكم، اكتشفنا متأخرين طيبتكم وأن فيكم الطبيب والمهندس والصحفي والكاتب والعالم. أتمنى من حكومتي، الحكومة الأردنية عدم رمي أبنائها في هذه الصراعات، كم من مواطني الأردن لاقوا حتفهم في هذا الصراع، فالمال الذي يلوّح به هذا النظام والأنظمة الدكتاتورية لحماية أنفسهم لن يعيد الشهيد (محمد الكساسبة) الذي أُحرق أمام العالم، ولن يعيد الشهيد محمد زريقات الذي لقى حتقه في تفجير قرية دمستان بالبحرين؛ بل سيزيد من الحقد على شعب الأردن».

المؤلّف قال إن ما يكتبه «حقيقة سأرويها كإفادة حقوقية بطابعٍ روائي، كي لا تندثر وتُطوى صفحاتها بالنسيان ومرور الزمان، حقيقة ربما سيكون ثمنها باهظاً لأنِّي لا زلت في السجن، ولكن الحقيقة لا تقدّر بثمنٍ، حقيقة سأبدأ ببيان أسباب وقوعها وأنتهي ببعض مصائبها».

وأكد أنه يعلم أن مجرد كشف شخصيته سيعرضه إلى استهداف مباشر قد يكلفه حياته «لكني على يقين بأنِّي من خلال هذا العمل أؤدي واجبي الإنساني تجاه شعبي».

«من غوانتانامو الأمريكية إلى عسقلان الإسرائيلية.. ومن الخيام في جنوب لبنان إلى بريتوريا في جنوب أفريقيا.. إلى جو»، يقول الكاتب إن الحقيقة في سجو جو يطمسها الوحش ويظهرها الأحرار وهم يعيشون أحلك الظروف، لتعيها النفوس الحية والضمائر.

«إنها رواية لحقيقة حاولوا دسّها في التراب بالتضليل الإعلامي والكذب والافتراءات، وجدت نفسي مرغمًا على كتابتها لتصل إلى كل العالم، ليطّلع على صفحة من صفحات المظالم التي وقعت على فئة مضطهدة».

وقال الكاتب إنه سجين سياسي منذ قرابة 5 سنوات، وإنّه ينتظر المزيد من السنوات من السجن «أنا اليوم أدفع ضريبة نشاطي الثوري في وطنٍ أمسينا فيه غرباء ونحن على ترابه»

«84 يومًا كانت رحلة كتابة هذه الرواية، استعدت فيها الذكريات الأليمة، ووثّقت الأحداث الحزينة التي جعلت دموعي تنهمر وأنا أستحضرها وأسجلها. كتبتها تحت ظروف صعبة وإمكانات ضعيفة، فقد كان من الصعب أن أجد مكانًا بعيدًا عن العيون وسط اكتظاظ هذه السجون، أو هادئًا تنساب فيه الأفكار وسط الضجيج والإزعاج مع خطورة ما أقوم به»

واعتبر الكاتب هذه الرواية دعوة لباقي المعتقلين، لأن يأخذوا على عاتقهم نقل وتوثيق ما عايشوه، وما شاهدوه بأعينهم، لتكتمل الصورة بكل ألوانها، وتكون المسؤولية جماعية بحجم الحدث وارتداداته، التي ما زلنا نعاني منها نحن وعوائلنا يوميًّا حتى يومنا هذا، حسب تعبيره.

مرآة البحرين-