مجتمع » حريات وحقوق الانسان

الانفراد بخبر يكلفك الإيقاف في السعودية!

في 2017/01/12

العمل في الصحافة الرياضية السعودية في الثمانينيات والتسعينيات كان امرا صعبا، والانفراد فيه بأخبار الرئاسة العامة لرعاية الشباب او الاتحاد السعودي لكرة القدم كان امرا محفوفا بالمخاطر بسبب حساسية الرئاسة في ذلك الحين من أي تجاوزات للصحافة الرياضية، وأقصد بالتجاوزات هو الانفراد بأي خبر قبل اعلانه من وكالة الانباء السعودية، إنني أتحدث هنا عن اخبار رياضية فقط!

أتذكر انني كنت في عام 1992 محررا في القسم الرياضي بصحيفة اليوم في الدمام، وكان لدينا خبر عن تعاقد السعودية مع المدرب البرازيلي الشهير «كارلوس البيرتو باريرا» مدرب البرازيل السابق، ولم نكن نستطيع ان ننشر الخبر لأنه يمثل خطورة كبيرة من الناحية القانونية وقد يكلفنا ردة فعل قاسية من الاعلام والنشر برعاية الشباب مثل ايقاف الصحفي بسبب انفراده أو ايقاف الصفحات الرياضية لمدة ثلاثة ايام حيث جرت العادة ان مثل هذه الاخبار لا بد أن تنشر بعد صدور بيان رسمي من اتحاد كرة القدم ويتم بثه عبر وكالة الانباء السعودية الرسمية.

ولمواجهة هذا الموقف العجيب، كنت اقوم بتسريب الخبر الى صحيفة خليجية مثل صحيفة الايام البحرينية ونقوم بنقله عنها في اليوم التالي حتى نجد مخرجا لا يكلفنا «زعل» المعازيب.

جيل الاعلاميين الرياضيين السعوديين في الثمانينيات والتسعينيات عاش تجربة صعبة للنشر، لا يمكن مقارنتها بالمرحلة الحالية التي يتم التعامل بها مع رئيس هيئة الرياضة بدون أي قيود أو خطوط، والتي تتميز بانفتاح وسعة بال لم نكن نحلم بالعمل فيها.

حرية الطرح في الاعلام الرياضي السعودي هو حصاد سنوات طويلة من اجيال واجيال، لكن عندما نراقب المشهد الحالي بكل ايجابياته وسلبياته سنكتشف ان السقف قد وقع والطاسة ضايعة، واختلط الطرح الحر مع السفالة الإعلامية، «خرابيط يا قلب العنا خرابيط».

وليد الفراج- الرياض السعودية-