مجتمع » حريات وحقوق الانسان

مراكز بحثية لرصد العنف ضد الأطفال في السعودية

في 2017/01/28

لم تكن مأساة الطفلة المعنفة دارين التي أثارت الرأي العام أخيرا جريمة جنائية فحسب، بل هي جريمة على مستوى الإنسانية جمعاء، فالطفولة هي حجر الأساس لبناء الإنسان، وعلينا أن نهتم بالصغار ونحرص على تنشئتهم بالطريقة المثلى، حتى لا يخرجوا إلى المجتمع مجرمين أو معقدين، وعلينا أن ندرك أن الإنسان يظل حبيس طفولته لفترة طويلة من العمر، وهي المرحلة التي تتكون فيها شخصيته.

وللعنف أشكال عدة لا تقتصر على الضرب أو الإيذاء الجسدي فقط، بل تمتد إلى ما يعتبر إهمالاً لحاجات الطفل الأساسية، تناولتها اللائحة التنفيذية لنظام حماية الطفل السعودي ومنها عدم قيام الوالدين أو من يتولى رعاية الطفل بتوفير حاجاته الأساسية أو إهمال رقابته أو عدم تمكينه من حقوقه المنصوص عليها شرعاً، أو نظاماً، ومنها عدم المحافظة على حياة الطفل، أو سلامته العقلية والنفسية والبدنية.

واعتبرت التقصير أو الإهمال جريمة يعاقب عليها جنائيا، بل أكدت اللائحة على كل ما يلزم لضمان النمو النفسي السوي للطفل بما يساهم في توفير البيئة المناسبة لمعاملته بدفء ومودة وعدم شعوره بالتهديد أو الخوف الدائم وحصوله على العلاج النفسي المناسب لحالته إن لزم الأمر.

وبين نظام حماية الطفل أشكال الإيذاء والإهمال ومظاهرهما التي قد يتعرض لها الطفل في البيئة المحيطة به (المنزل، المدرسة، الحي، الأماكن العامة، دور الرعاية والتربية، الأسرة البديلة، المؤسسات الحكومية والأهلية أو ما في حكمها)، سواء وقع ذلك من شخص له ولاية على الطفل أو سلطة أو مسؤولية أو له به علاقة بأي شكل كان، أو من غيره.

إن العنف ضد الأطفال ظاهرة عالمية، ورغم أن النظام السعودي لحماية الطفل أولى هذا الموضوع اهتماما كبيرا، إلا أنني أرى أننا نحتاج إلى مراكز بحثية لرصد هذه الظاهرة، وتكون مهمتها توعية المجتمع بخطورة العنف ضد الأطفال، وأشكال هذا العنف.

وكالات-