مجتمع » حريات وحقوق الانسان

المرأة العربية في يومها العالمي ... طموح وتحديات ومعاناة مستمرة

في 2017/03/08

«56 أماً وقاصرة فلسطينية أسيرات في سجون الاحتلال».. و«المصريات الأكثر قهرا في العالم».. و«السعوديات يتقدمن خطوات للأمام».. و«الإماراتيات والبحرينيات في نجاحات».. و«القطريات يشاركن في التنمية».. و«السوريات ثكلى».

هكذا حال المرأة العربية في اليوم العالمي لهن الذي يوافق 8 مارس/ آذار من كل عام.

اليوم العالمي

وتحتفل منظمة الأمم المتحدة هذه السنة باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 مارس/ آذار، تحت شعار «المرأة في عالم العمل المتغير.. تناصف الكوكب 50/50 بحلول عام 2030»، باعتباره فرصة للتأمل في التقدم المحرز للنهوض بوضعية المرأة والدعوة إلى التغيير وتسريع الجهود الشجاعة التي تبذلها النساء وما يضطلعن به من أدوار استثنائية في صنع تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن.

يشار إلى أنه تم الاحتفال بهذا اليوم، لأول مرة في 8 مارس/ آذار 1909 في أمريكا، وكان يعرف باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ بعد أن عيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل القاسية.

على المستوى الرسمي وعلى الصعيد العالمي فإن منظمة الأمم المتحدة اعتمدت اليوم العالمي للمرأة لأول مرة سنة 1977، ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها يحتفل به سنويا.

في هذا التقرير.. نرصد بعضا من واقع المرأة العربية تزامنا مع يومها العالمي.

فلسطين

في فلسطين، لا شيء يعلو فوق صوت الأسيرات، حيث تعاني 15 أسيرة فلسطينية في سجن «الدامون» الإسرائيلي من ظروف قاسية، في حين تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسر 56 فلسطينية في سجونها بينهنّ 12 فتاة قاصرة.

هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، كشفت أن الأسيرات في سجن الدامون الإسرائيلي يعانين من ظروف صعبة وقاسية، ويقبعن في غرفتين فقط.

فيما أوضح نادي الأسير الفلسطيني، أن 56 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال بينهنّ 12 فتاة قاصرة، أقدمهنّ الأسيرة «لينا الجربوني» المعتقلة منذ عام 2002، علاوة على أسيرتين قيد الاعتقال الإداري (بلا تهمة)، يقبعن في سجني «هشارون» و«الدامون» الإسرائيليين، في ظروف اعتقال صعبة، منها نقص وسائل التدفئة والتبريد، والتّضييق على إدخال الملابس والأغطية الشتوية والأحذية النسائية.

ووفق بيان النادي، فإن الأسيرات يعانين من وجود غرفهن بالقرب من غرف الأسيرات الجنائيات الإسرائيليات، ما يضطرهن لسماع الصراخ المستمرّ والشتائم البذيئة، إضافة إلى حرمانهن من زيارة أقاربهن من الدرجة الأولى من الأسرى، علاوة على معاناتهنّ من ظروف النّقل عبر مركبة «البوسطة» المخصصة لنقل الأسرى إلى المحاكم والمستشفيات، علماً أن عدداً منهن جريحات أو يعانين من أمراض مختلفة ويحتجن للنقل المتكرّر إلى المستشفيات.

وأعلى الأحكام بين الأسيرات لكل من «شروق دويات» من القدس والمحكومة بالسجن 16 عاما وغرامة (30 ألف شيكل)، و«شاتيلا عياد» من كفر قاسم في الداخل المحتل وهي محكومة بالسجن 16 عاما وتعويض (100 ألف شيكل)، و«لينا الجربوني» من عرابة البطوف في الداخل وهي محكومة بالسجن 15 عاما، و«ميسون موسى» من بيت لحم وهي محكومة بالسجن 15 عاما، و«نورهان عواد» من مخيم قلنديا في القدس وهي محكومة بالسجن 13 عاماً ونصف العام وغرامة (30 ألف شيكل)، و«إسراء جعابيص» من القدس ومحكومة بالسجن 11 عاما.

السعودية

إضافة إلى كونها شاعرة وكاتبة ومحامية، المرأة السعودية، باتت اليوم باحثة في العلوم والوراثيّات الجزئيّة، ونجحت في مجالات المال والأعمال وتقنية المعلومات والإعلام.

«مشاعل الشميمري» أول عالمة فضاء سعودية تعمل في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، كما باتت الدكتورة «رشا البواردي» أول سعودية متخصصة في تغيير صمام القلب بالقسطرة من جامعة هارفارد.

وتمتلك المرأة السعودية أكثر من 20 ألف شركة بلغت نسبة استثماراتها 21% من حجم استثمار القطاع الخاص في السعودية، بحسب إحصائيات رسمية.

كما باتت المرأة السعودية عضو في وكالة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، واستحقت «لبنى العليان» المرتبة الأولى كأقوى سيدة أعمال عربية طبقا لمجلة «فوربس».

والشهر الماضي، شهد تقلد 3 سيدات سعوديات مناصب في الملف الاقتصادي بالبلاد، في ظل تمثيل يصل إلى قرابة الثلث في مجلس الشورى «البرلمان»، وفي ظل مشاركة للمرأة في انتخابات البلديات، لأول مرة.

سوق العمل، كان أحد المجالات التي دخلت فيه المرأة السعودية بقوة، وفي عدة مجالات، خلال السنوات الأخيرة، حتى وزارة العمل فتحت مجالات عمل عدة للسيدات، وتبحث تهيئة البيئة المناسبة لعمل السيدات في مجالات أخرى.

الرياضة النسائية، أحد المجالات التي تتجه إليها المرأة السعودية بقوة، كان أحدثها السماح للنساء بفتح صالات رياضية، حتى وإن لم تتضمن الرياضات التنافسية ككرة القدم والكائرة والسلة والتنس، كما تم تعيينها وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة.

عالمياً، حصلت المرأة السعودية على المركز الأول من بين 400 شخصية من النخب بالمشاريع الأكثر إبداعية.

ورغم ذلك، لا تزال المرأة السعودية، أسيرة عادات وتقاليد وظروف مجتمعية، منعتها من قيادة السيارة والسفر بدون محرم، وفي ظل رؤية للبعض بأنها «مخلوقة منزلية» لا يتجاوز طموحها جولة في أحد الأسواق؛ وقدرتها مساحة صحن لبعض الأكلات، رغم أن الأولى حق لها، والثانية عليها.

ما تحقق للمرأة في السعودية هو إنجاز بالمقارنة للوضع السابق، ولكن يبقى أمامها الكثير حتى تتجاوز تلك العقبات والصعوبات التي تقف أمام طموحات المرأة ليس في السعودية فقط بل في المنطقة العربية حيث تتطلع إلى ما مزيد من المكتسبات التي تحققت.

مصر

بينما كشفت دراسة أممية، أن أكثر نساء العرب قهرا، هن المصريات.

كشف ذلك، الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» في كلمة ألقتها نيابة عنه الموظفة الأممية «هناء الصراف»، خلال احتفالية لمناسبة يوم المرأة العالمي، أقيمت فى مقر الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت «الاسكوا»، حملت عنوان «قبل أن تحتفلوا بها أعطوها حقوقها».

وتابع «جوتيريس»: «المصرية تصادفها صعوبات وعراقيل اجتماعية واقتصادية، إضافة إلى انتشار بعض الموروثات الثقافية التى ما زالت تصر على تحديد أدوار معينة للنساء فى المجتمع المصري».

ولفت إلى أن نسبة الفتيات المتعلمات في مصر لم تتجاوز 45% في العام 2016، كما أن للمرأة النصيب الأكبر بنسبة أمية المجتمع، والتي وصلت إلى 28%.

كما أن نسبة زواج القاصرات في مصر وصلت إلى 15% من إجمالي عدد المتزوجات، كما تحتل مصر المرتبة الأولى عالمياً، حتى وصل عدد المطلقات أكثر من 3 ملايين حالة طلاق.

كما تأتي مشكلة العنوسة كأكبر مشكلة خاصة بالمرأة داخل المجتمع المصري، وما لها من تداعيات في التقليل من شأنها وإهانتها.

كما وصل عدد النساء اللائي تعرضن للاعتقال والاحتجاز التعسفي في عام 2016، إلى 189 فتاة وسيدة (بينهن 9 تعرضن للإخفاء القسري في ثلاثة أشهر فقط).

سوريا

أما في سوريا، فالمرأة ثكلى، بين فقد أب أو زوج أو ابن أو اخ، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» أكد أن «المرأة السورية تعانى القهر الجنسي والاغتصاب والقتل، لاسيما فى أرياف سوريا حيث تتحكم قوة الدولة الإسلامية والمنظمات الإرهابية الأخرى».

العنف في سوريا، طال المرأة نفسها، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل ما لا يقل عن 18457 امرأة منذ مارس/ آذار 2011، عبر عمليات القصف العشوائي بالصواريخ، والمدفعية، والقنابل العنقودية، والغازات السامة، وصولاً إلى عمليات الذبح بالسلاح الأبيض.

ووثقت الشبكة أيضا حوالي 6580 حالة اعتقال تعسفي تعرضت لها المرأة السورية منذ بدء الحراك الشعبي، بينهن ما لا يقل عن 225 حالة دون سن الـ18، وتقدر الشبكة أن هناك ما لا يقل عن 2500 امرأة ما زلن قيد الاحتجاز حتى الآن، بينهن ما لا يقل عن 450 حالة في عداد المختفيات قسريًا، تُنكر قوات النظام احتجازهن لديها.

كما تحدث التقرير عن ارتكاب قوات النظام ما لا يقل عن 7500 حادثة عنف جنسي، بينهن قرابة 850 حادثة حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وأيضاً بينهن ما لا يقل عن 400 حالة عنف جنسي لفتيات هن دون سن الـ 18.

ولعلّ أبشع ما تواجهه عائلات سورية دفعتها ويلات الفوضى الوحشية الدائرة في بلادها إلى الهربخارج البلاد، هو اضطرارها إلى «بيع» بناتها القاصرات لأثرياء تحت مسمى الزواج والسترة، وإبعادهن عن حياة المخيم، الذي تتعرّض فيه فتيات كثيرة للتحرّش والاغتصاب.

قطر

حققت المرأة القطرية إنجازات كبيرة في جميع القطاعات المحلية، وقد برزت منذ أعوام ماضية في القطاع الاقتصادي بشكل كبير، من خلال ولوجها في ميدان العمل والأسواق، وطرح مشروعاتها وقيادتها بنفسها، وهذا ما كان في السابق مغيبًا نوعًا ما، لأسباب ترتبط بالخجل الاجتماعي ورفض العائلة، إلى جانب محدودية التعليم والتواصل مع الآخرين حول العالم.

واليوم، باتت القطريات يتمتعن بدرجة عالية من التعليم والتعليم العالي، والخبرات الميدانية في تأسيس وقيادة المشاريع وهو ما مكنهن من ابتكار مشاريع جديدة بالسوق القطري، واقتحامهن المجالات الإستثمارية بكل جدارة وثقة، لترتفع بذلك حصيلة التراخيص المسجلة بأسمائهن، ونمو ثراوتهن.

وبلغ تمثيل المرأة القطرية 84% في القطاع الحكومي، و51% في الوظائف التخصصية، و13% في الوظائف القيادية الإشرافية في القطاعين الحكومي والمختلط.

وتهدف رؤية استراتيجية قطر الوطنية إلى رفع هذه نسبة التمثيل القيادي للمراة إلى 30% خلال سنوات، مع زيادة التمثيل السياسي للمرأة القطرية.

هذا بالإضافة إلى إنشاء الدولة العديد من المؤسسات الداعمة والمؤهلة للمرأة القطرية في ريادة الأعمال.

وباتت النساء القطريات تشكلن نسبة كبيرة في وظائف وزارة التربية والتعليم حيث تجاوزت النسبة الـ50%، كما تتعدى نسبة وجود المرأة في جامعة قطر، سواء أكانت عضو في هيئة التدريس أو موظفة إدارية، الـ50% من حجم العاملين بالجامعة.

المخرجة السينمائية «سارة الدرهم»، والكاتبة «مريم السبيعي» كانتا أبرز القطريات اللاتي ظهرن العام الماضي، التي تمّ تعيينها مديرًا للبرامج في تلفزيون قطر، و«عائشة المضاحكة» التي استطاعت أن تشقّ طريقها لتصبح المدير التنفيذي لمؤسسة «إنجاز قطر» وهي اليوم الرئيسة التنفيذية لحاضنة قطر للأعمال.

البحرين

التقارير الدولية المتخصصة أكدت نجاح جهود البحرين في مجال تعزيز حقوق المرأة، فوضع التقرير الصادر عن منظمة العمل الدولية في سبتمبر/ أيلول 2016، البحرين في المرتبة الأولى عالميًا في تسجيل أسرع معدل نمو لمشاركة المرأة بالنشاط الاقتصادي، موضحاً أنها أفضل متسلق في العالم على المؤشر الفرعي للمشاركة والفرص الاقتصادية.

كما شهدت المملكة أكبر زيادة في عدد الشركات التي تحتوي مجالس إدارتها أعضاء نساء، حيث ارتفعت من 12% عام 2010 إلى 14% عام 2014، وأكبر زيادة في عدد الشركات التي تحتوي مجالس إدارتها أعضاء نساء، حيث ارتفعت من 12% عام 2010 إلى 14% عام 2014.

كما أن منظمة السياحة العالمية، أعلنت في فبراير/ شباط الماضي، تسمية الشيخة «مي بنت محمد آل خليفة» رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، سفيراً خاصاً للسياحة المستدامة من أجل التنمية.

الإمارات

تبرز في الإمارات، الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة وريادتها (2015 – 2021) التي أطلقتها سمو الشيخة «فاطمة بنت مبارك» (أم الإمارات)، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة قبل عامين.

وانخرطت المرأة الإماراتية بشكل فعال في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونالت أعلى المراتب والمناصب، فنالت رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، وأصبحت وزيرة ووكيلة وزارة، فباتت تشكل اليوم 66% من العاملين في القطاع الحكومي.

ونالت النصيب الأعلى في التعليم، مشكلةً نسبة 70% من عدد الطلبة في التعليمين العام والجامعي، ووصل تسجيلها في غرفة التجارة والصناعة إلى نحو 22 ألف سيدة أعمال، يدرن استثمارات يتجاوز حجمها 45 مليار درهم.

كما وصلت نسبة النساء العاملات في القطاع المصرفي إلى نحو 37.5% من مجموع العاملين فيه.

يأتي ذلك، في ظل تعنت شديد من قبل السلطات مع المخالفات في الرأي والمعارضات، فلم تسلم منهن العشرات من النساء اللاتي تم اعتقالهن على خلفية إصلاح سياسي بالبلاد، كما لم تسلم منهم بنات «محمد العبدولي»، هو عقيد ركن سابق في الجيش الإماراتي، التحق بالثورة السورية ضد نظام «بشار الأسد»، حيث تم اعتقال ابنتيه «أمينة» (33 عاما) و«موزة» (18) دون مذكرة توقيف، أو اتهامات واضحة، قبل أن تحيلهما للمحاكمة، وتدين الأولى بالسجن 5 سنوات وتبرئ الثانية.

الكويت

وفي الكويت، أصبح اسم «صفاء الهاشم» الأبرز عند الحديث عن المرأة في هذه الدولة الخليجية، بعدما باتت المرأة الوحيدة في مجلس الأمة الذي يضم 49 نائبا بالإضافة إليها.

كانت أول امرأة ترأست جلسة لمجلس الأمة، بوصفها مراقبا للمجلس بسبب غياب رئيسه، كما ترأست لجنة المرأة في اتحاد البرلمانيين العرب.

«الهاشم» قالت عن إصرارها في دخول البرلمان بالقول: «هذا بلدي، وسوف أظل أقاتل من أجله».

إسلام الراجحي- الخليج الجديد-