مجتمع » حريات وحقوق الانسان

مسنون سعوديون في 12 دارا للرعاية الاجتماعية يشتكون تخلي المجتمع

في 2017/03/14

تسعى 12 داراً لرعاية المسنين في السعودية إلى توفير الرعاية الاجتماعية والطبية والكشف عليهم وصرف العلاج اللازم لهم، والرعاية المنزلية لمن لا تنطبق عليهم شروط القبول بوجود عائل لهم، وتشكيل فريق مكون من طبيب واختصاصي نفسي واجتماعي وعلاج طبيعي وعامل عناية شخصية لتقديم الخدمة له داخل أسرته وتوجيه الأسرة نحو الرعاية المناسبة لحاله.

وتبلغ نسبة المُسنين في السعودية ممن هم فوق 60 عاماً 5% من إجمالي عدد السكان، أي ما يزيد على مليون و300 ألف مسن، وفقاً لآخر إحصاء أصدرته مصلحة الإحصاءات العامة في وزارة الاقتصاد والتخطيط في العام 2011، بحسب «الحياة».

وتقدم دور المُسنين الإعاشة (وجبات غذائية) و200 ريال للمُقيمين، إضافة إلى تأمين الكسوة، شتاءً وصيفاً، وأيضاً البرامج والأنشطة الثقافية والنشاط المهني وتوفير فرص الأشغال اليدوية والهوايات لشغل أوقات الفراغ .

إضافة إلى النشاط الترفيهي والرياضي عبر ألعاب خفيفة مثل المشي والتمرينات التي تناسب وتراعي كبر سنهم، وتنظيم حفلات السمر الترويحية والخروج في نزهات خارج الدار وزيارة معارض ومهرجانات سنوية تُقام في المناطق ورحلات سياحية داخلية، سواءً دينية أو ترفيهية، وكذلك عمل ملتقى سنوي لجميع الدور، نساءً ورجال.

وساهمت جهود دار الرعاية للمسنات في الرياض، في إعادة أكثر من 20 نزيلة إلى ممارسة حياتها الطبيعية من خلال توفير فرص الزواج أو التأهيل النفسي والاجتماعي لبقيتهن خلال العام الماضي.

وعلى رغم جهود دور رعاية المسنين، إلا أن هؤلاء يعيشون واقعاً صعباً، في ظل ابتعادهم عن محيطهم الأسري. إذ يلف الحزن لقاءاتهم، بسبب «عقوق» الأبناء والأقارب، وتروي المُسنات بعيون دامعة قصصاً تثير مشاعر الحاضرين عن الأيام التي أمضينها برفقة أهاليهن.

وقالت إحدى المُسنات: «إخواني لا يفتحون لي أبواب منازلهم، لأنهم يعتقدون إنني سأثقل عليهم، وسأطالبهم بمصاريف». فيما روت مُسنة أخرى، «الأحوال التي عصفت بها إلى أن استقرت في دار المُسنات».

ومن تلك المواقف رغبة إحدى المسنات في مكالمة ابنها الذي لا يرد على مكالمتها، والذي علل ذلك، بعدما أتصلت به الدار، بأن سبب عدم زيارته أنه لا يملك المال أو سيارة لإيصاله.

وكانت إحدى القاطنات في الدار تبدو أصغر من المسنات، في العقد الثالث من العمر، طلبت تزويجها، للخروج من ملل الدار وروتينها المتكرر.

ولم يختلف حال بقية المُسنات اللاتي يقطن في بيوتهن، فالوحدة وانشغال أبنائهن وغياب العطف، كانت «قاسماً مشتركاً» في أحاديثهن.

وأدت التطورات التنموية إلى زيادة حالات عقوق الوالدين، ما أفرز مشكلات صحية ونفسية واجتماعية، وتمخض عن هذا التغيير ضعف الوعي والاهتمام في توثيق الروابط الأسرية، والتقصير في حقوق الوالدين.

وكشف تقرير جمعية في الطائف عن وجود 240 مقيماً ومقيمة من الأسر والأفراد وبعض المسنات اللاتي لا يستطعن دفع إيجارات للسكن وارتفاع عدد أفراد بعض الأسر التي لا يفي دخلها بتغطية كلفة المعيشة البسيطة، إلا أن غالبية المقيمات من المطلقات والمرفوضات من ذويهن لخلافات عدة.

وبينت منظمة الصحة العالمية أن مواقف التمييز الضارة ضد كبار السن تنتشر على نطاق واسع من خلال الافتراض أن إهمال كبار السن وسوء معاملتهم «مقبولة اجتماعياً»، وهي تأخذ أشكالاً مختلفة في جميع المجتمعات، من خلال التعبير عنها في مواقف الأفراد والممارسات المؤسسية، فضلاً عن النظرة إليهم في وسائل الإعلام، بالتقليل من قيمتهم واستبعادهم، ما يعرقل مساهمتهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وتمثل موقف منظمة الصحة العالمية في اليوم الدولي للمسنين في العام الماضي (يُوافق الأول من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام)، بلفت الأنظار إلى الصور النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة حول كبار السن والشيخوخة وتحديها.

الحياة السعودية-