مجتمع » حريات وحقوق الانسان

إحباط وتوتر بعد رفض «الشورى» السعودي توصية بإنشاء «كليات تربية بدنية» للنساء

في 2017/04/26

شهد مجلش الشورى السعودي في جلسته الأخيرة، اضطرابًا وتوترًا كبيرًا ساد بين العضوات النساء، اللاتي طالبن بانتزاع حقوق جديدة للمرأة.

وبين فرحة نجاح توصية إبراز صورة المرأة في المناهج المدرسية، وسقوط توصية نقصها ثلاثة أصوات، تدعو لافتتاح تخصصات جامعية للرياضة البدنية للطالبات، أحبطت عضوات المجلس لسقوطها بفارق بسيط من الأصوات، على رغم تأييد الغالبية.

وفي توصية إبراز صورة المرأة في المناهج الدراسية انتقدت عضوات إقصاء المرأة وتنحيتها عن صدارة المشهد، للتميز والتفوق في المجتمع، مشيرات إلى أنه إجراءٌ مجحف، مطالبات بإبراز دورها في المناهج الدراسية، منتقدات نشر وتخليد الموروث الأدبي من «شعر الإماء والجواري»، في حين غَيَّبت إلى حد كبير ما يُسمَّى بـ«شعر الحرائر».

رفض توصية إنشاء كليات تربية بدنية للنساء

أوضحت الدكتورة «لطيفة الشعلان»، مقدمة توصية إنشاء كليات تربية بدنية للنساء، أنه كان «يومًا محبطًا للسعوديات، وهنيئًا للأوروبيات وبقية الجنسيات في استمرار سيطرتهن على العمل والتدريب في قطاع الرياضة النسائية في المملكة»، الذي ينمو في شكل متسارع مع التطورات والتغييرات الأخيرة.

وقالت في تصريحات صحفية: «كانت توصية إنشاء كليات تربية بدنية للنساء مبنية على أرقام وشواهد، ومن اتهمها بالتنظير قدم مداخلة تنظيرية بامتياز وذات أحكام قاطعة من دون أي دليل أو برهان»، وتساءلت: «لو افترضنا جدلاً صحة حجة البعض في عدم نجاح كليات التربية للبنين، فهل هذا يعني حرمان البنات من التخصص فقط لأن البنين فشلوا؟».

وأضافت: «كان سقوطًا مشرفًا للتوصية على أية حال، إذ حصلت على ٧٣ صوتًا ولم ينقصها سوى ثلاثة أصوات فقط لتحقيق الغالبية المطلوبة، ولا أجد ما أقوله سوى أنه كان يومًا محبطًا».

وذكر مقدمو التوصية، التي تطالب بإنشاء كليات للتربية البدنية للنساء، الدكتورة «لطيفة الشعلان» و«لينا المعينا» و«عطا السبيتي»، أن «رؤية المملكة 2030 واضحة صريحة»، وتستهدف رفع نسبة ممارسي الرياضة من 13% إلى 40%، مشيرات إلى أن وكيل الهيئة العامة للرياضة الأميرة «ريما بنت بندر» أعلنت افتتاح 250 ناديًا نسائيًا، واستحداث 250 ألف وظيفة في العامين المقبلين، وهذا يعني ضرورة وجود كوادر لهذه الوظائف، سواء في الأندية النسائية أم المدارس، في حال تفعيل الحصص الرياضية، أو الجامعات، أو مراكز التأهيل الشامل وذوي الاحتياجات الخاصة.

وقالوا «إننا، بصفتنا مقدمين للتوصية، نؤمن بالسعودة وتوطين الوظائف، ورؤية المملكة 2030 تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%، وفتح مجالات جديدة لتوظيف المرأة السعودية وخفض بطالتها.

وأكدت العضوات أن «مواكبة برنامج التحول الوطني 2020 تتطلب المسارعة بافتتاح الكليات والأقسام الرياضية للبنات»، حيث وضحن: «نحن ضد الرياضة العشوائية من دون ضوابط، ونهدف إلى توفير كوادر نسائية سعودية بثقافة وطنية وقيم إسلامية واجتماعية محافظة، بدلاً من توظيف أجنبيات من ثقافات مختلفة وقيم مختلفة عن قيمنا»،وذلك بعد أن أظهرت تقارير إعلامية سيطرة المدربات من أوروبا وأميركا والدول العربية على سوق الرياضة النسائية.

الموافقة على إبراز صورة المرأة في المناهج الدراسية

من جانب آخر، وافق مجلس الشورى على توصية الدكتورة «أمل الشامان» تطالب وزارة التعليم بإبراز صورة المرأة في المناهج الدراسية بوصفها شريكًا أساسيًا في التنمية المجتمعية.

وقالت الدكتورة «فاطمة القرني»، تأييدًا للتوصية: «الحق أن تنحية المرأة عن صدارة المشهد الراصد للتميز والتفوق في مجتمع أو أمَّة هو إجراء مجحف تشترك معنا في حَمْل وزره أمم وثقافات أخرى، منها ما سبقنا في حراكه التقدّمي بعشرات السنين، مع اختلاف النسب وصورِ التغييب ما بين ثقافة وأخرى، والذاكرة العربية حضوراً واستعادة تعاملت في الغالب الأعم مع المرأة المبدعة تعاملاً مقصوراً على واحدة من آليتين لا تكاد يوجد لهما ثالثة، وهما: الإقصاء أو الانتقاء، أي ما بين أن تنفي صورتها من كينونة التخليد والاعتزاز كلية، أو أن تنتقي من سيرتها وكامل منجزها، ما يعزز تأكيداً لقيمة ذكورية أو مجتمعية ما، مغفلة الكثير الكثير من الملامح والقسمات التي تبرز تأثيرها».

حيث لفتت «القرني» إلى أن من شواهد الإقصاء في مدونات الموروث الأدبي أنها خَلَّدت «شعر الإماء والجواري» في حين غَيَّبتْ إلى حد كبير ما يُسمَّى بـ«شعر الحرائر»، وقالت: «على سبيل المثال مع وجود أسماء عدد من المبدعات منهن في كتب المختارات الأدبية، فإنها تظل نسبة ضئيلة جداً إذا نظرنا إلى لعرب بوصفهم أمة شاعرة يكاد كل فرد في الأسرة فيها يتنفس شعرًا، وفي هذا التغييب ما فيه من جور ومن عنصرية أيضًا، حين يتم التركيز على طبقة أو فئة من المجتمع دون أخرى!».

وذكرت «القرني» أن «شواهد الانتقاء ما مُورس بحق أسماء بارزة مشهورة في ذاكرتنا الأدبية، وتُمثل «الخنساء» نموذجًا جهيرًا ناصعًا لما أعنيه هنا، فالتاريخ يُخلِّدها صوتًا مبدعًا في فن شعري واحد هو «فن الرثاء»، ولا يلتفت مطلقًا ليستقصي ملامح صوتها الشعري في إبداع فنون الشعر الأخرى، ولا يولي وجودها بصفة ناقدة تَحكم وتُفاضل بين الشعراء في «سوق عكاظ» حَقَّهُ من تسليط الضوء والاهتمام، ولذا فنحن حين نتأمل ديوانها نرى «صخرًا ومعاوية» أخويها! ونستمع لصوت القبيلة الضاج بمفاخرها كرمًا وشجاعة وإقدامًا!»

بدورها، قالت الدكتورة «حنان الأحمدي»: «إن المتأمل لمناهجنا الدراسية، فيما يخص دور المرأة في المجتمع، يلاحظ أنها فصلتها عن الواقع، فهي تغيب منجزات المرأة في جميع المجالات؛ في الطب والتمريض والعلوم وفي التعليم وفي الحرب والسلم وفي الأدب والشعر وفي التاريخ القديم والحديث، وحتى في تاريخ الإسلام، وفي تاريخ الدولة السعودية، وفي الدعوة، وفي الفقه، وحصرتها في دور محدود جدًا».

وبينت أنه عندما طالعتنا الأخبار قبل أيام بخبر اختيار المملكة في لجنة حقوق المرأة بهيئة الأمم المتحدة، كانت ردود الفعل في وسائل الإعلام العالمية سلبية، لأنها ترى أن المرأة السعودية تحتل مكانة دونية في مجتمعها، وهذه النظرة العالمية الجائرة وغير المنصفة لمكانة المرأة في المجتمع السعودي جاءت نتيجة غياب الصورة الحقيقية لدور المرأة السعودية فعلاً في المناهج وفي الإعلام.

الحياة السعودية-