مجتمع » حريات وحقوق الانسان

الوزراء الكويتي يعيد جنسية «عبدالله البرغش» و6 آخرين

في 2017/05/24

قرر مجلس الوزراء الكويتي إعادة الجنسية الكويتية لنائب مجلس الأمة السابق، «عبدالله البرغش»، وستة مواطنين آخرين، كان قد سحبها منهم قبل ثلاثة أعوام، على خلفية مشاركتهم في فعاليات سياسية مناهضة للحكومة.

وأعادت الحكومة الجنسيات بناء على توصية من «لجنة الجنسيات المسحوبة» التي شكّلها رئيس مجلس الوزراء، الشيخ «جابر المبارك الصباح»، ورئيس مجلس الأمة «مرزوق الغانم»، لكن الحكومة لم تقم في مرسومها الذي صدر، أمس الإثنين، سوى بإعادة الجنسية لسبع عائلات من أصل 184 عائلة سحبت جنسياتها خلال الفترة من عام 1991 حتى عام 2017.

ومن المنتظر أن تصدر الحكومة قائمة جديدة بالأسماء لتشمل الداعية الإسلامي «نبيل العوضي»، والإعلامي المعارض «سعد العجمي»، ورئيس «صحيفة اليوم» أحمد الجبر، بالإضافة إلى عدد آخر من المعارضين.

وأتت قرارات الحكومة حول الجنسيات نتيجة لهدنة عقدتها المعارضة مع رئيس مجلس الوزراء فور فوز عدد كبير من ممثليها في انتخابات مجلس الأمة 2016، تقضي بتحصينه من المساءلة، وقطع الطريق أمام أي استجواب مقدم له، وتمرير حزمة من القوانين المالية والسياسية المهمة، مقابل إعادة الجنسيات المسحوبة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ورفع القيود الأمنية عن المعارضين المدنيين، وإصدار عفو سياسي شامل من قبل أمير البلاد.

مساومات حكومية

وأفشلت المعارضة، خلال وقت سابق هذا الشهر، استجوابين تقدّم بهما مجموعة من النواب المستقلين لرئيس مجلس الوزراء، على خلفية قضايا فساد مالي وسوء إدارة وعبث بالهوية الوطنية للمواطنين. لكن نواب المعارضة، وعلى غير عادتهم، رفضوا توقيع كتاب طلب عدم التعاون مع الرئيس، مما أدى إلى تجنيبه عملية التصويت على طرح الثقة، وأتت خطوة المعارضة كوفاء لتعهداتها للحكومة بالتزام الصمت مقابل إعادة كافة الجنسيات.

وأفادت مصادر مقربة من داخل المعارضة، لـ«العربي الجديد»، بأن كشوفات إعادة الجنسية ستصدر بشكل جزئي، وذلك لضمان التحكم في المعارضة حتى بداية الفصل التشريعي المقبل، حيث تحاول الحكومة تمرير عدة قوانين مالية وتحتاج إلى موافقة نواب المعارضة عليها، ومنها قانون ضريبة القيمة المضافة، التي وقّعت عليه الكويت مع دول الخليج، بالإضافة إلى قانون يختص بمضاعفة الضريبة المفروضة على منتجات التبغ والمشروبات الغازية.

وأضافت المصادر، أن «هناك مساومات حكومية معينة مع مجموعة من المستقلين غير المنتمين للمعارضة لإعادة الجنسيات لأشخاص من قبائلهم أو طوائفهم، مقابل وقوفهم التام مع الحكومة أيضاً».

سلاح الجنسيات أداة ضغط

بدوره، قال النائب «وليد الطبطبائي»، لـ«العربي الجديد»: «إن استخدام الحكومة سلاح الجنسيات كأداة للضغط على النواب يؤكد هشاشة الموقف السياسي لها وضعفه، كونها تساوم برقاب الناس كورقة لحفظ نفسها من السقوط».

وأضاف: «الجميع يعلم يقيناً أن رئيس الوزراء لم يكن ليعير أي أهمية للاستجواب الذي تقدمت به رفقة زملائي النواب، لولا أنه كان يلوح بورقة الجنسية ضد المعارضين له».

وحامت العديد من الأسئلة حول مدى نزاهة عمل لجنة الجنسية، خصوصاً مع استبعادها عددا من العائلات بدون توضيح سبب هذا الاستبعاد. لكنّ عضواً في اللجنة، فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ«العربي الجديد»، إن «اللجنة أرسلت موافقة كاملة لجميع العائلات، لكن الحكومة هي من رفضت إعادتها سوى لسبع عائلات في الكشف الأول، واللجنة جهة استشارية فقط، والتنفيذ كله بيد الحكومة ورئيسها».

وبحسب القانون الكويتي، فإن وزير الداخلية يستطيع سحب الجنسية من أي مواطن كان لأي سبب من دون تقديم تبرير لأي أحد، وليس من حق المواطن الذي تُسحب جنسيته أن يلجأ إلى القضاء، كون الجنسية تعد من أعمال السيادة ولا يمكن للقضاء أن ينظر فيها. وحاولت المعارضة تمرير قانون يقضي بالسماح للمحكمة الإدارية بالنظر في قضايا الجنسية، لكن الحكومة أفشلته عبر الإيعاز لنوابها بالتصويت ضده.

يذكر أنه في 22 يوليو/تموز 2015 قررت الحكومة الكويتية، سحب الجنسية من النائب المعارض السابق «عبدالله البرغش» وأسرته لكونه اكتسب الجنسية من خلال «عملية غش» واستندت إلى المادة 21 مكرر (أ) من قانون الجنسية الكويتية رقم 15 لسنة 1959.

وكان دفاع «البرغش» قد ذكر في مرافعة سابقة اللبس الذي بسببه تم سحب جناسي عائلة «البرغش»، مؤكدا عدم صحة الإشاعات التي روجت بأن موكله مزور للحصول على الجنسية الكويتية.

وأضاف أن هناك سببا قانونيا لمنح عائلة «البرغش» الجنسية، حيث أن والدتهم كويتية بالتأسيس والمادة الثالثة من قانون الجنسية الصادرة بـ1959 قبل إلغائها 1980 تقرر (يعتبر كويتيا كل من ولد لام كويتية وكان والده غير محدد الجنسية) وبالتالي يعتبرون كويتيين بحكم القانون ووفقا للمادة الثالث منه وهذه ليست منحة من الداخلية بل تطبيقا للمادة المذكورة.

وكالات-