مجتمع » حريات وحقوق الانسان

تشكيك واسع في مقابلة «سلمان العودة» بسجن «ذهبان»

في 2018/02/02

الخليج الجديد-

تواصل الجدل والتشكيك في صحة الحوار المنسوب للداعية السعودي «سلمان العودة»، المعتقل في السجون السعودية، منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

ونشر موقع «أنحاء»، أمس الأربعاء، مقابلة أجراها الصحفي السعودي، «عبدالعزيز قاسم»، مع «العودة»، نقل فيها تصريحات على لسانه أثارت جدلا وشكوكا بشأن مصداقية المقابلة.

وكتب «قاسم»، أنه زار سجن «ذهبان»، برفقة شيخين لم يكشف عن اسميهما، حيث التقى عدداً من الموقوفين والمسجونين، وبينهم «العودة»، وذلك أثناء فسحته اليومية في «المشتل»، وفق تعبيره.

و«ذهبان» هو سجن مركزي ذو حراسة مشددة، يقع على بعد 19 كيلومترا إلى الشمال من وسط جدة، ويعتبر من أكبر السجون في السعودية، وهو من السجون الجديدة بالمملكة، فقد تم إنشاؤه في السنوات العشر الأخيرة.

ولم يذكر «قاسم»، الهدف من زيارته للسجن، وكيف سمحت له السلطات بمقابلة موقوفين.

وزعم الصحفي السعودي، أن «العودة انزعج حين علم بتغريدات ابنه عبدالله عن حالته، ومشاركته بمؤتمرات مشبوهة للمعارضة لدعم قضيته».

ونسب إلى «العودة»، قوله: «لا أرضى أبداً أن يغرّد ابني عبدالله -ولا أحد من أبنائي- وأن يتكلم في هذا الموضوع، هو أصلاً لا يعرف شيئاً حتى يكتب أو يغرّد»، مردفاً أن «العودة طلب منه نقل هذا الكلام إلى نجله ومطالبته بالانصراف إلى دراسته».

ونقل عن «العودة»، قوله: «أنا بأتم الصحة والعافية، كل ما في الموضوع أنه حصل تأخير في تناول أدوية الكوليسترول والضغط، وتأثرت قليلاً، وذهبت للفحوصات، هذا كل ما في الأمر...».

وحول صحة ما تردد عن تعرضه للتعذيب أو الألفاظ النابية، ادعى «قاسم» أن «العودة» نفى ذلك، وقال: «لا، لم أتعرض أبداً لما قلت... بل أكثر من ذلك؛ لم أسمع -على حّد علمي- أن أحداً عُذّب...».

في المقابل، رد نجل العودة «عبدالله»، على المقابلة، قائلاً إن «والده لم يكن يعاني من مشكلة ضغط الدم، قبل السجن»، ونشر مقطع فيديو قديماً له يتحدث فيه عن صحته.

واعتبر في تغريدة أخرى أن «مقالة عبدالعزيز قاسم تنقل رسائل سياسية موجّهة ولا يمكن التأكد من دقة محتواها عبر جهة محايدة أو موثوقة»، على حد تعبيره.

وشكك الإعلامي السعودي المعروف، «جمال خاشقجي»، في صحة المقابلة، قائلا في تغريدة على «تويتر»: «نشر حديث مع معتقل سياسي مخالف للأنظمة»، مضيفاً أن «أبناء العودة أحق بزيارته والاطمئنان عليه وإبلاغ من حولهم أنه بخير».

وأضاف «خاشقجي» أن الصحفي نقل معلومات تشكك في مصداقيته كنقله عنه قوله لابنه «أن ينصرف لدراسته»، متسائلاً: «كيف ذلك وهو يعلم أنه معيد بجامعة ييل الشهيرة؟».

وجاء اعتقال «العودة»، في سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الدعاة والعلماء والكتاب والباحثين والشعراء والمغردين.

وزج بـ«العودة» في السجن بسبب امتناعه عن التأييد الصريح لخطوات المملكة ضد قطر، التي قاطعتها بدعوى دعمها للإرهاب، منذ 5 يونيو/حزيران الماضي.

وتدهورت صحة «العودة» ونقل إلى المستشفى في مدينة جدة، حسب أسرته، ومنظمة العفو الدولية، التي طالبت السلطات السعودية، الشهر الماضي، بالإفراج عنه.