مجتمع » حريات وحقوق الانسان

إقبال متأرجح.. السعوديات يبدأن حقبة جديدة بسيارات ملونة

في 2018/06/25

الخليج أونلاين-

حلت الساعة، وانطلقت السعوديات يقدن سياراتهن في شوارع المدن داخل المملكة بحماية القانون، في خطوة تعرفها البلاد للمرة الأولى، ليخلو بذلك كوكب الأرض من وجود دولة تمنع النساء فيها من قيادة السيارة.

والفترة الماضية شهدت حركة دؤوبة من قبل النساء لتعلم قيادة السيارات استعداداً لخوض التجربة الأولى في القيادة بالبلاد.

وشهدت الفترة الماضية أيضاً حركة في سوق السيارات، بل إن السوق هذا شهد طلبات لم تكن مرغوبة من ناحية اللون.

وكانت السعودية تفرض على السعوديات عدم قيادة السيارات، وهي بذلك الدولة الوحيدة في العالم التي كانت تفرض قراراً كهذا، إلى جانب قرارات أخرى تتعلق بحرية المرأة، لكن تلك القرارات تغيرت ضمن خطة للتغيير تبناها ولي العهد محمد بن سلمان، أبرز ما فيها كان الانفتاح على المرأة، رغم أنه نال انتقادات محلية ودولية واسعة؛ لكونه يخالف تقاليد المجتمع السعودي المحافظ.

بدورها فإن إدارات المرور بمختلف مناطق المملكة مستمرة في استخراج رخص قيادة السيارات للنساء.

والخميس 21 يونيو الجاري، احتفلت إدارة المرور وشركة نجم لخدمات التأمين بتخريج 40 سعودية؛ يمثلن الدفعة الأولى من المحققات بإدارة الحوادث المرورية.

وبحسب صحيفة عكاظ المحلية، أوضحت مديرة الاتصالات في شركة نجم أن المحققات سيستدعين إلى موقع الحادثة عندما يكون بين أطرافها امرأة واحدة على الأقل، وطرف لديه تغطية تأمينية.

ورجح مستثمرون في قطاع الاستقدام أن تساهم قيادة المرأة للسيارة في خفض استقدام السائقين الأجانب من الخارج في السنوات العشر القادمة، بنسبة قد تصل إلى 50%، لافتين النظر إلى أن قيادة المرأة ستوفر على الأسر السعودية ميزانية ضخمة لرواتب السائقين الأجانب، التي تتراوح عادة بين الـ18 ألف ريال و20 ألفاً سنوياً.

من جانبهم قدر متخصصون في صالات بيع السيارات بالعاصمة المقدسة أن نحو 200 سيدة وفتاة سيصعدن إلى سياراتهن الخاصة اليوم الأحد، مشيرين إلى أن الإقبال على شراء المركبات الخاصة جيد.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، الأحد، إنشاء 6 مراكز لتعليم المرأة قيادة السيارة في مختلف مناطق المملكة.

وقالت إن هناك أكثر من 120 ألف متقدمة على رخص القيادة، وإن الطلب ما زال كبيراً جداً.

في غضون ذلك، آثرت سيدات في مكة الانتظار قليلاً لحين قياس التجربة ومعرفة ثمراتها.

وبحسب صحيفة عكاظ التي أجرت جولة على صالات بيع السيارات فإن عمليات شراء السيارات انطلقت منذ نحو شهرين.

ويقول فهد البيشي، مدير إحدى صالات بيع السيارات، إن الشركة باعت 8 سيارات خاصة، وواحدة ذات دفع رباعي اشترتها سيدة أربعينية بقيمة 110 آلاف ریال.

وأضاف أن المشترية طرحت أول سؤال عن كيفية تشغيل "الدبل" وسط الرمال، وهناك 6 سيدات من أصل 8 اشترين عن طريق تمويل البنوك الوطنية، وواحدة بالنقد المباشر، مبيناً أنهنَّ تسلَّمن السيارات في أواخر رمضان وأوصلت سياراتهن إلى مقار سكناهن.

البيشي أشار إلى أن النساء تميزن باختيار ألوان خاصة، موضحاً أن الألوان المختارة للسيارات تراوحت بين الأحمر والبرتقالي والموف.

وفي صالة أخرى، أوضح صديق بن صديق أن الوقت ما زال مبكراً للحكم على إقبال السيدات على لشراء سيارات الأحلام.

بن صديق أكد أن الصالة شهدت تجول عدد كبير من سيدات العاصمة المقدسة للسؤال عن مواصفات المركبات وطريقة الشراء.

وقال إنه تبين أن معظمهن على اطلاع على الشراء وأسراره، ولديهن خلفية واسعة عن قوة المحركات ونوع الوقود المستخدم وعدد صمامات المحرك.

ولفت النظر إلى أنه لم تتم صفقات حتى الآن، معرباً عن توقعه بأنه سيجري بيع سيارات فارهة بأعداد كبيرة بعد مضي وقت من سريان القرار واستخراج الرخص.

في صالة سيارات أخرى، يذكر مدير مبيعات، يدعى أحمد الخمبشي، أن الإقبال على شراء السيارات ظل ضعيفاً في الفترة الماضية إلا من حالة واحدة؛ إذ اقتنت موظفة حكومية سيارة سيدان بقيمة 59 ألف ریال دفعتها بنظام الكاش، وتسلمتها في نهاية رمضان.

الخمبشي يقول إن السيدات يسألن عن مواصفات السيارة التجميلية الملحقة بها في مقود السيارة دون التطرق لأنظمة السلامة، متوقعاً ارتفاع حركة الشراء منذ بداية العام الجديد.

ووفقاً لمختصين فإن الوقت ما زال مبكراً لبيع السيارات، وهم يتوقعون زيادة الإقبال بعد الاستغناء عن السائق الخاص.

وتعتمد نسبة كبيرة من العائلات السعودية على السائق الخاص، الذي توظفه للعمل في إنجاز متطلبات العائلة وإيصال النساء في مشاويرهن.

وتختلف رغبة السعوديات في نوع السيارة التي يرغبن في اقتنائها. وبدا أن السيارات الفارهة لم تعد الخيار الوحيد الجاذب للسيدات؛ إذ دخلت في حلبة التنافس مركبات الدفع الرباعي ذات الأحجام الكبيرة.

وترى مي الهندي أنها ستنحاز إلى السيارات الكبيرة عند أول تجربة لها في القيادة؛ لاعتقادها بأنها الأكثر أماناً.

أما مها الشمراني فتقول إنها اختارت سيارة عائلية من نوع صالون، وأيدها زوجها في القرار.

في حين ترى عفاف الكعبي أن اختيارها انحصر في مركبة صغيرة الحجم، وذات لون جاذب، وفوجئت عند دخولها معرضاً للسيارات أن معظم اختيارات النواعم اتجهت إلى المركبات الكبيرة المرتفعة عن الأرض.

وتقول إنها حاولت صرف النظر عن السيارة صغيرة الحجم واختيار المرتفعة، لكن والدها رفض الفكرة بإصرار؛ مبرراً أن السيارات الكبيرة تحتاج إلى مهارة أكبر في القيادة والتحكم، فضلاً عن أنها كثيرة الانقلاب والانحراف عن الطريق.

وبحسب رصد لـ"عكاظ" فإن معارف النساء في عالم السيارات توسعت بصورة كبيرة، وأصبح للمرأة خبرات في اختيار الأنسب والأصلح والأقوى، في حين انحصر دورها قبل قرار السماح للنساء بقيادة السيارة على مساعدة زوجها في اختيار اللون المناسب.

وكانت معارض السيارات في الفترة الأخيرة قد ركزت على وسائل العرض الجاذبة للنساء مع تسهيلات في الدفع، وهو ما حذر منه اقتصاديون، ونصحوا النساء باختيار السيارة المتوائمة مع الدخل والقدرة المالية؛ لكي تنأى بنفسها عن الديون والأقساط والمحاكم.