مجتمع » حريات وحقوق الانسان

ناشطون عن اعتقال «الحوالي»: «آل سعود» لا تقبل النصيحة

في 2018/07/12

الخليج الجديد-

أثار اعتقال السلطات السعودية، للداعية السعودي الشهير «سفر الحوالي» و3 من أبنائه، موجة من الغضب والتضامن مع الداعية الذي أصدر كتابا قبل أيام ينتقد فيه سياسة المملكة ويقدم النصائح للقيادة بالمملكة.

وتعجب ناشطون من اعتقال الداعية، وهو على فراش المرض والموت، خاصة أنه يعاني من تداعيات جلطة دماغية أصابته قبل أعوام.

ولفت الناشطون، الذي تضامنوا مع «الحوالي» وأبنائه، إلى أن اعتقاله ما هو إلا تأكيد جديد على سياسة القمع التي تتّبعها الحكومة ضد كل مَن يُبدي رأياً مخالفاً، أو ينتقد قراراتها وسياساتها.

وأشار الناشطون، إلى أن الاعتقال يجسد قوله تعالى: «يا قومِ لقدْ أبْلَغتُكُمْ رِسالةَ ربِّي ونصَحْتُ لكمْ، ولكنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصحين».

وتحت وسمي «سفر الحوالي» و«اعتقال سفر الحوالي وأبنائه»، دعا المغردون إلى إطلاق سراح الشيخ.

حساب معتقلي الرأي، المعني بشؤون المعتقلين في المملكة، كشف بعضا من تفاصيل اعتقال «الحوالي»، حين غرد قائلا: «لا حرمة للمساكن في بلد القمع واللاقانون.. فقد تمت مداهمة منزل الشيخ سفر الحوالي وتغمية عينيه وتقييده هو وابنه إبراهيم، وترويع الأطفال الموجودين في المنزل (أحفاد الشيخ)، كما تمت مصادرة الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، كل ذلك قبيل اعتقالهما».

ولفت الحساب، إلى أنه «إضافة إلى كبر سنه، فالشيخ سفر الحوالي مصاب بكسر في الحوض، وبجلطة دماغية (..) كل هذا لم تلق السلطات له بالاً حين اقتحمت منزله واعتقلته بطريقة مسيئة، فقط من أجل بضع كلمات لم تتحمل السلطات الاستماع إليها».

وأمام ذلك، تفاعل ناشطون من السعودية ودول عربية، وأعلنوا تضامنهم مع «الحوالي» مستنكرين الزج به في المعتقل، لأنه قدم نصائحه لولاة الأمر في المملكة.

ومنذ قرابة العام، تعتقل السلطات السعودية دعاة وأكاديميين وأساتذة جامعيين، قالت السلطات إنها موجهة ضد أشخاص يعملون «لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها»، بينما قال مراقبون إن سبب الاعتقالات عدم استجابة من طالتهم لتوجهات السلطات بالمشاركة في الحملة ضد قطر.

وكان «الحوالي»، انتقد في كتابه الذي طرحه قبل أيام بعنوان «المسلمون والحضارة الغربية»، سياسات النظام السعودي الحالي، لاسيما تقاربه مع الولايات المتحدة والإمارات والنظام المصري.

كما انتقد مشاركة السعودية في حصار قطر.

وتحدث «سفر الحوالي» في كتابه عن نشوب الخلافات الداخلية بين أركان أسرة «آل سعود»، وتحدث عن بعض المخالفين، واعتبر أن تلك الخلافات باتت علنية وتشكل خطرا على الدولة السعودية الحالية.

ووجه «الحوالي» كلمة إلى النظام السعودي قال فيها: «أنتم داخليا أحوج ما تكونون لمن ينصحكم، وأعوذ بالله أن ينفجر صمت الشعب في وجهي ووجه هيئة كبار العلماء ووجوهكم».

وأثار الكتاب الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حين أكد ابنه نسبة الكتاب إلى أبيه، شكك آخرون ممن يعرفون «الحوالي» جيدا في الأمر خصوصا بسبب صياغة بعض ما ورد فيه.

والداعية «سفر الحوالي» ينحدر من مدينة الباحة، جنوب غربي السعودية، ويصنفه الكثيرون ضمن تيار الصحوة القريب من «الإخوان المسلمون».

وبرز «الحوالي» مع حرب الخليج وفاجأ الجميعَ بجرأته وبخطابه السياسي غير التقليدي، إذ رفض الاستعانة بالقوات الأمريكية في هذه الحرب بوضوح شديد مختلفاً في الرأي مع السلطة السياسية بقيادة الملك «فهد» والمؤسسة الدينية بقيادة الشيخ «عبدالعزيز بن باز»، وتسبب ذلك في دخوله السجن لسنوات.